فحص جديد لتشخيص التهاب المفاصل

TT

يأتي المريض الى الطبيب وهو يعاني من آلام واورام في المفاصل فتدور الشكوك في الحال حول التهاب المفاصل، لكن الطب يجد صعوبة بالغة في التفريق بين التهاب المفاصل الناجم عن المناعة الذاتية والتهاب المفاصل الناجم عن الالتهاب البكتيري والفيروسي.

ان تشخيص البكتيريا كونها هي المسبب لالتهاب المفاصل، وبالتالي تفريقه عن الالتهابات الاخرى، سيعين الطبيب من دون شك على منح المريض العلاج المناسب.

وتشكل الالتهابات الناجمة عن البكتيريا والفيروسات 33% من مجموع حالات التهاب المفاصل المجهولة الاسباب، ويطلق على هذه الالتهابات اسم الالتهابات التفاعلية. وتعتبر بكتيريا الكلاميديا (المتدثرة) وبكتيريا البوريلا (التي تنقلها بعض الحشرات للانسان) من اهم اسباب التهابات المفاصل البكتيرية.

وذكر البروفيسور ينز ج. كويبر، من جامعة هانوفر الطبية، ان المعتقد هو ان تجري الاصابات الى المفاصل في مرحلتين رئيسيتين، يصاب الانسان في المرحلة الاولى بالتهاب في المسالك البولية او القناة الهضمية، ثم تنتقل البكتيريا المرضية في المرحلة الثانية بواسطة الدم الى المفاصل، حيث تستقر هناك، وعادة تهاجم البكتيريا في المسالك البولية او في الجهاز الهضمي والتنفسي والجلد الخلايا الاحادية النواة وتنتقل معها عبر الدم الى غشاء المفصل الداخلي، ويتسبب وجود البكتيريا بحدوث رد فعل مناعي تتجمع على اثره الخلايا البيضاء في المفصل وينجم الالتهاب عن هذا التفاعل.

ومن المتعذر وقف هذه العملية الالتهابية في العديد من الحالات، حسب تقدير كويبر الاختصاصي بأمراض المفاصل، ذلك لان نصف المصابين يعانون من «التهاب صامت» في المسالك البولية.

وواجه العلم حتى الآن صعوبات معروفة في تشخيص الالتهابات البكتيرية في المفاصل بسبب «تغلغل» البكتيريا في عمق المفصل اولا، وبسبب تعذر استنباتها مختبريا ثانيا، كما انه من الصعب اثبات ذلك عن طريق فحوصات الدم لان هذه الفحوصات لا تؤهل الطبيب للتفريق بين الالتهابات القديمة والجديدة، ويتوفر فحص واحد للتأكد من الالتهاب البكتيري في مختبرات خاصة باستخدام طريقة «تفاعل البوليمراس المتسلسل» PCR.

ويعود الآن الفضل الى كويبر وزملائه لانهم نجحوا في اخراج هذا الفحص الى كافة المختبرات وكسروا بذلك احتكار المختبرات الخاصة، ثم انهم استطاعوا تطوير هذا الفحص لجعله متخصصا بالكشف عن البكتيريا المتدثرة والبوريلا، وواقع الحال ان جامعة هانوفر نجحت في تخصيص فحص PCR بالبكتيريا المتدثرة في حين نجح خبراء برلين في تطوير الفحص للبوريلا.

ويكلف الفحص الواحد نحو 16 دولارا ويستغرق 48 إلى 72 ساعة. وذكر كويبر ان الفحص اهله لمعالجة التهابات المفاصل الناجمة عن البوريلا بشكل جيد جدا، اما علاج البكتيريا المتدثرة، المعروفة بشدة مقاومتها، فيتطلب جهدا اكثر بالنظر لقلة المضادات الحيوية القاتلة لهذه البكتيريا قياسا بالبوريلا.

واضافة الى البكتيريا المتدثرة والبوريلا فان الطب يعتقد ان بكتيريا يريسين والشيجيلا والسلمونيلا والكامبيلوبكتر والكلوستريدين هي المسؤولة عن المرض الناتج عن التهابات الجهاز الهضمي.

اما الجهاز البولي التناسلي فيرسل الى مفاصل الانسان البكتيريا المتدثرة واليوروبلازما، في حين ان البوريلا وفيروس الالتهاب الكبدي ب و س تأتي من التهابات الجلد. وتم اخيرا اكتشاف مسؤولية البارافيروس ب ـ 19 عن بعض الحالات ايضا.

=