النص الكامل للخطاب الثاني الذي وجهه الرئيس العراقي صدام حسين

الأميركيون والبريطانيون يتجنبون الاشتباك الذي يضعهم في مدى أسلحتنا.. وقد تورطوا مع امتداد الزمن الذي يريدونه قصيرا ونعمل على أن نجعله طويلا

TT

في ما يلي نصه الكامل: بسم الله الرحمن الرحيم «اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا» صدق الله العظيم.

«ايها الشعب العظيم ايها النشامى المجاهدون في قواتنا المسلحة الباسلة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

«نحن نعلم وكلنا في هذا الشعب الصابر المجاهد البطل الامين يعلم كم حاولنا وحاولنا ان ندفع بالتي هي احسن الى الحد الذي كان هناك من لامنا او استغرب لاننا بذلك المستوى من الصبر الجميل على المكاره وكيف استجبنا لما استجبنا اليه معه انه قد يلتقي بقدر مع ميل الضعفاء او الذين لم يدركوا طبيعة واغراض وارادة الادارتين الاميركية والبريطانية وتردفهم الصهيونية اللعينة والذين راحوا يحاولون عليها متذرعين كل يوم بذرائع جديدة منذ وقف اطلاق النار في 1991 حتى بدأت الحرب الان مرة اخرى على نطاق واسع مع الحصار فكانت الايام الحسوم التي نعيشها الان ويبلي فيها المجاهدون وشعب العراق العظيم كله بلاء من طراز خاص يستحقون عليه رضى ونصر الواحد الاحد مثلما وعد المؤمنين الصادقين ضد اعداء الله والانسانية.

«ويحق لنا بل هو واجب علينا ان نفتخر فخر المؤمنين المجاهدين الصابرين بالملحمة العجب التي يسطرونها بدمائهم الغالية اليوم وقبل اليوم. اقول كنا دائما نستجيب حتى الى ما هو غير شرعي وغير عادل من دعاوى وطلبات الاشرار بامل ان يصحو العالم ويرفع الحصار عن شعبنا ونتجنب شرور الحرب وبعد ان لم يبق لديهم حجة وغطاء جاء المعتدون المحتلون بوجوههم المكشوفة الكالحة مكشرين عن انياب الشر على وفق حقيقتهم مثلما نعرفه عنهم وعن نواياهم ومثلما هي، وتعرفون ايها الاخوة ان سياسة بلدنا ان نتجنب الشر ولكن عندما يأتينا الشر متمنطقا بسلاح الغدر والتدمير لا بد من وقفة جهاد تعز اصحابها وترضي الله سبحانه.

«وها انتم تقفون اليوم ايها العراقيون الغيارى والماجدات وايها النشامى في قواتنا المسلحة الباسلة المجاهدة وقفة تسر الصديق وكل المؤمنين وتغيظ العدا وكل الكافرين، وقفة تنتصرون بها باذن الله على اعدائكم وتلحقون بهم افدح الخسائر نصرا مبينا ونهائيا بعد ان توكلتم عليه سبحانه فبان العدوان والظلم للقريب والبعيد وصحا من كان وقف مع الاعداء في العام 1991 على المستوى الدولي مع اليقظة والنهوض العام للانسانية وابناء امتنا.. انه نصر قريب وبشر المؤمنين الصابرين.

"انها ايامكم الحسوم ايها العراقيون فاضربوا الان على وفق ما امركم ربكم واضربوا فوق الاعناق واضربوا منهم كل بنان وبشر الصابرين. في هذه المعارك في ايامكم الحسوم هذه جاءت محاولة العدو ليس بالطائرات والصواريخ مثلما كما فعل وكان يفعل سابقا وانما جاء بقطعاته البرية هذه المرة وعلى هذا فقد جاء العدو ليحتل ارضكم.

وان كان الاميركيون والبريطانيون ما زالوا في اكثر الاحيان وحتى في هذه المعركة يتجنبون الاشتباك الذي يضعهم في مدى اسلحتنا وتقاتل عنهم الطائرات في اغلب الاحيان اكثر مما تقاتل الاسلحة الشخصية والاسلحة المكافئة لاسلحتنا بوجه عام ولكن هذه القوات اندفعت هذه المرة ودخلت الى اراضي وطننا وهي حيث ما توغلت متورطة في اراضينا تاركة الصحراء خلفها تجد السكان العراقيين يحيطون بها ويوجهون نيرانهم اليها.

«وقد ابلى الحزب وجماهير الشعب والعشائر والقبائل وفدائيو صدام ورجال الامن القومي الى جانب القوات المسلحة الباسلة بلاء تستحقه صفاتهم الغراء.

لذلك بعد ان استصغر العدو شأنكم ايها العراقيون وخاب شأنه وجاءكم في البر على ما هو عليه الان فان هذه الملحمة تعد الحال الافضل على قياس ما كان يفعل في السابق لنلحق به افدح الخسائر.

«نعم لقد تورط العدو مع ارض العراق المقدسة التي يدافع عنا شعب عظيم وجيش له خبرته، فاضربوه انتم بابي وامي ايها المجاهدون الابطال اضربوا عدوكم بقوة ودقة ايها العراقيون بقوة روح الجهاد التي تحملونها واتعبوه الى الحد الذي يغدو عاجزا عن الاستمرار وارتكاب المزيد من الجرائم ضدكم وضد امتكم وضد الانسانية وعندها تحصلون على الاستقرار والعز ولشهدائنا الابرار جائزة في الجنة ولكم جائزة عز يرضى عنها الرحمن، يرتقي بها الحاضر المجيد، وان الدرس الذي تلقنونه للعدو سيجعله مترددا بل غير قادر ان يتجاسر عليكم وعلى امتكم والانسانية مرة اخرى؟. اضربوه ليستطيب الخير واهله بضرباتكم له ويهجر الشر موضعه حيث يردى وتناموا وتقر عيون الامهات والاباء والزوجات والاطفال التي افزعها العدوان ومعها عيون كل الناس المؤمنين والخيرين وتعجلون في فعلكم وجهادكم نفوس العدوانيين.

«ايها العرب ايها المؤمنون في العالم، يا رفقاء الحق واعداء الشر والباطل، اننا نبشركم بما عزانا به الله في صراعنا مع سفهاء الناس اعداء الانسانية، فقد خذلهم الله ونصر جنده واذلهم وسيذلهم ويخزيهم اكثر فاكثر ان شاء الله، ولقد اعز عباده الصالحين وانا على العهد سبحانه والانسانية ونشهده عليها وهو على كرسيه والمؤمنين في الارض باننا سنبذل الغالي والنفيس من اجل ارضائه.. ونجاهد متكلين عليه سبحانه ليذل المتجبرين المعتدين الطغاة المستهترين ويشتت جمعهم ويرد كيدهم الى نحورهم وان وجنود الرحمن في ارضنا قادرون بعد ان اتكلنا على الله واعددنا ما يجب لنحقق هذا.

«ان المجاهدين العراقيين تحت كل عناوينهم ومسمياتهم يلحقون بالعدو خسائر جدية ومع امتداد الزمن الذي يعمل العدو على جعله قصيرا ليتملص من ورطته ونعمل باذن الله على ان نجعله طويلا وثقيلا عليه فسوف يرقد في الحضيض حتى ينهزم مذعورا مدحورا امام ارادة الايمان التي اعزها الرحمن وارادها وسيلته في الارض ليصحو من تنكر لله وللانسان على ارضه.

«من واجبي ان احيي باسمكم ايها العراقيون الغيارى والماجدات قواتكم المسلحة وكل عناوين المقاومة الاخرى كل على وفق الوانه وفي مسماه وعندما اذكر التشكيلات البطلة واسماء آمريها وقادتها الابطال فانني اذكر فيهم كل مقاتل غيور وضع نفسه مشروع شهادة لتسلم المبادئ والقيم العظيمة ومعاني الايمان التي عزنا بها الله وتسلم الارض وتقر عيون اهله وشعبه بموقفه وتحيات المعتز بعد ان استاذن الجليل اقولها خاشعا متواضعا محتسبا ان اعتزازي واعتزاز قيادتكم بكم ليس له حدود ايها المقاتلون المجاهدون على كل ارض العراق ارض البداية وارض اصل النبوة ويحلو لي ان اخص بالذكر الجميل فرقة المشاة الحادية عشرة في المقدمة بكل رجالها المجاهدين الشجعان رجال القادسية وام المعارك فقد كان موقفهم في تميز في الفداء في مستوى يفتخر به كل عراقي وعسكري كريم وفي الفرقة الحادية عشرة اخص في المقدمة اللواء الخامس والاربعين للفرقة وهو اللواء الذي رفع راية الجهاد واسم العراق عاليين في ملحمة ام قصر هو ومن تجحفل معه من رجال البحرية، واعد لكم المتميزين على رأس تشكيلاتهم بالاسم لتحفظوا اسماءهم: قائد الفرقة الحادية عشرة البطلة اللواء الركن مصطفى محمد عمران العزاوي، ورئيس اركان الفرقة البطلة العميد الركن بشير احمد عثمان، آمر اللواء الخامس والاربعين البطل. العقيد الركن علي خليل ابراهيم، آمر الفوج الاول البطل من اللواء الخامس والاربعين البطل المقدم الركن يحيى بدري دخيل، آمر الفوج الثاني البطل من اللواء الخامس والاربعين البطل العقيد الركن محمد خلف الجبوري، آمر الفوج الثالث البطل من اللواء الخامس والاربعين البطل العقيد الركن فتحي غني مجيد وقد تجحفل بامرة اللواء الخامس والاربعين فوج خفر السواحل وامره المقدم الركن هيثم رشيد احمد البدران وآمر الفوج الثالث اللواء السابع والاربعين من الفرقة الحادية عشرة المقدم الركن خالد محمد كسار. وأحيي باسمكم ايضا قائد الفيلق الثالث الفريق الركن نوري داود مشعل العويدي وقائد الفرقة الحادية والخمسين في الفيلق الثالث اللواء الركن خالد صالح الهاشمي وقائد الفرقة المدرعة السادسة اللواء الركن عجيمي احمد الخطاب الناصري وقائد الفرقة الثامنة عشرة اللواء الركن عادل عبد الله غسوان الغريري وقائد القوة البحرية الركن اياد حمود حسن. والى الاعداء اقولها قد وجدنا ما وعدنا بها الرحمن الرحيم نصر من الله وفتح قريب فهل وجدتم ايها الذين امتطاكم وليكم الشيطان ما غركم به.

«واقول الى اعزائنا في البصرة الفيحاء الحبيبة اقول لهم صبرا ايها الاخوة فان النصر قريب واقول لكم ولاهل بغداد العزيزة واهل الموصل المدينة العريقة مدينة البيارق والسلاح والى اهلنا اهل المثنى، مثنى الخيل والرايات، اقول لهم صبرا ايها الاخوة ومثلكم يعرف شعب ذي قار شعب الحضارة والمواقف انكم تعرفون جميعا بان العدو سيشدد من غاراته وقصفه بالنيران كلما شددتم عليه في القتال على الارض فاصبروا ايها الاخوة والاحباء فان نصر الله قريب ان شاء الله اقول لكم جميعا ان الاعداء كلما هزموا امام قواتكم البرية البطلة فسوف يزيد من قصفه عليكم فتحملوا فان موقعكم ومكانتكم عند الله كبيرة ان شاء الله والله اكبر ان صبركم سيكون النصر والله اكبر وعاشت امتنا المجيدة وعاشت فلسطين حرة عربية من النهر الى البحر وعاش العراق بلد الجهاد والفضيلة وعاش العراقيون رمزا للجهاد والعز والامل والامن والانسانية وتحية الى كل الذين تضامنوا مع شعبنا في هذه المنازلة الشريفة وتبا لكل الاشرار الغزاة واعوانهم ومن اوصاهم بالشر او ورطهم فيه بسبب نواياهم الشريرة والله اكبر والله اكبر وليخسأ الخاسئون».