جماعة مقتدى الصدر تحاصر منزل السيستاني في النجف وتمهله وزعماء شيعة آخرين 48 ساعة لمغادرة العراق

TT

قال مساعدو الزعيم الشيعي البارز اية الله علي السيستاني امس ان جماعات مسلحة حاصرت منزله بمدينة النجف في وسط العراق وأمهلته 48 ساعة لمغادرة البلاد. وقال اية الله أبو القاسم الديباجي المقيم بالكويت في تصريحات «يحاصر بلطجية ومجرمون منزل اية الله (العظمى علي) السيستاني منذ أمس (السبت). أبلغوه بأن عليه أن يغادر العراق خلال 48 ساعة والا هاجموه».

وقال الديباجي «حالة من الهلع التام تسود النجف. أمروا الزعماء الشيعيين الاخرين بمغادرة البلاد أيضا»، مضيفا «تلك هي أكبر كارثة على النجف». واضاف ان المنزل محاصر بأفراد من جماعة الصدر الثاني التي يتزعمها مقتدى الصدر البالغ من العمر 22 عاما وهو ابن الزعيم الشيعي العراقي الراحل محمد صادق الصدر الذي قتل عام 1999 مع اثنين من اولاده في عملية ينحي الكثيرون باللائمة فيها على الاستخبارات العراقية. وقال الديباجي ان «مقتدى يريد ان يفرض كامل سيطرته على المزارات المقدسة في العراق». الى ذلك، قال الامين العام لتجمع علماء المسلمين الشيعة في الكويت محمد باقر الموسوي المهري في بيان ان عناصر المجموعة «هددوا الامام السيستاني وآية الله الشيخ اسحق فياض بمغادرة العراق خلال 48 ساعة». واضاف وكيل مراجع الشيعة في النجف وقم في بيان ان عناصر هذه المجموعة تظاهروا عصر اول من امس «امام منزل الامام السيستاني وهم يهتفون عاش عاش الصدر، ويطلبون منه ترك منزله». من جهة اخرى قال البيان ان «جماعات مسلحة في النجف الاشرف هددوا آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم بان يبايع السيد مقتدى نجل الشهيد اية الله السيد محمد صادق الصدر والا سيتعرض لعقوبة». واضاف البيان ان «المرجعيات الشيعية العليا في مدينة قم المقدسة قلقة جدا على مصير المرجع الاعلى الامام السيستاني واية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم واية الله العظمى الشيخ اسحق فياض». ودعا البيان «المسلمين والاحرار والشرفاء وهيئة الامم المتحدة الى التدخل السريع للحفاظ على ارواح مراجع النجف الاشرف». والقى كبار الزعماء الشيعة بالعراق باللائمة على جماعة محمد الصدر الثاني في تدبير قتل رجل الدين عبد المجيد الخوئي في اقدس مساجد النجف الخميس الماضي. وكان محمد الصدر معروفا باسم الصدر الثاني. وبعد مقتل والده واخويه بدأ مقتدى حربه ضد صدام بشكل سري واجتذب عددا كبيرا من الاتباع من المناطق الفقيرة. وظهرت الجماعة مجددا بعد طرد القوات العراقية من النجف على يد القوات التي تقودها الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر. وقتل عبدالمجيد الخوئي، وهو ابن اية الله سيد عبد القاسم موسوي الخوئي الذي توفي رهن الاعتقال في أوائل التسعينات، طعنا وبالرصاص على يد مسلحين اثناء تجمهر في مرقد الامام علي بعد ايام من عودته من منفاه في لندن بعد سقوط نظام صدام حسين. كما قتل رجل دين اخر في الهجوم. وكان الخوئي يدير منظمة خيرية اسلامية متعددة الجنسيات من لندن وكان ينظر اليه كنجم صاعد في عراق ما بعد صدام لكن البعض انتقده بسبب صلاته الوثيقة بالولايات المتحدة. ويقول اصدقاء الخوئي واقاربه انه راح ضحية صراع بين الجماعات الشيعية الرامية الى السيطرة على النجف، المزار المهم للشيعة ومحل ضريح الامام علي. وقال مهري «كان للخوئي اتصالات وموارد كبيرة ويتحدر من عائلة محترمة. كان وجوده سيميل موازين القوى في النجف. الكثيرون شعروا بأنه يهددهم». واضاف ان «مقتدى وجماعته قتلوه لانهم يريدون السيطرة على النجف والجامع المقدس الذي سيصبح قلب العالم الشيعي في العراق الحر».

الى ذلك، قالت وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق استنكر مقتل الخوئي وقال انه يحمل «القوات (التي تقودها الولايات المتحدة) مسؤولية عدم الاستقرار والتسيب الامني في العراق». وفي بيان نقلته وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ناشد اية الله محمد باقر الحكيم رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية العراقيين «الامتناع عن القيام باعمال انتقامية ضد بعضهم البعض». وقال حمزة الحسيني الناشط الشيعي ان الفوضي ربما تقود الى مزيد من اراقة الدماء، مضيفا ان «القمع في العقود الماضية خلف فراغا روحيا في المدن العراقية المقدسة. لقد ترك الناس في ضلال مبين».