مقتل إسرائيلي وجرح 13 في عملية فدائية غداة إعلان أبو مازن حكومته الجديدة

كتائب الأقصى وأبو علي مصطفى تعلنان مسؤوليتهما المشتركة عن التفجير

TT

أفاقت اسرائيل، صباح امس، على نبأ وقوع عملية تفجيرية في قلب احدى مدنها الكبرى وذلك رغم ان اجهزتها الامنية تعيش حالة استنفار امني قصوى وتنتشر في كل مكان فيها منذ بداية عيد الفصح اليهودي. ووقعت العملية غداة اعلان اتفاق حول الحكومة الفلسطينية برئاسة محمود عباس (ابو مازن).

ونفذت العملية في الساعة السابعة والنصف من صباح امس، على مدخل محطة القطار الجديدة التي كانت افتتحت في مطلع ابريل (نيسان) الجاري، في مدينة كفار سابا القريبة من مدينة قلقيلية الفلسطينية شمال غربي الضفة الغربية. ووصل منفذ العملية الى المكان وهو يرتدي ملابس شبيهة بملابس الشباب الاسرائيلي ويصفف شعره مثلهم. فلم يلفت نظر احد. وحاول الدخول الى المحطة، الا ان رجل الامن الذي يقف على المدخل طلب تفتيشه، كما يفعل مع كل من يدخل، وعندها قام الشاب الفلسطيني بتفجير نفسه فقتل رجل الامن الاسرئيلي على الفور واصيب 13 آخرون بجراح، جراح اثنين منهم قاسية جدا، وثلاثة متوسطة والباقون بسيطة.

وقال قائد الشرطة الاسرائيلية مفسرا نجاح الفلسطينيين في تنفيذ عملية كهذه رغم اعلان حالة الاستنفار الامني، فقال: «لقد نجحنا خلال اسبوع عيد الفصح الاخير في منع 10 عمليات تفجيرية مؤكدة واعتقلنا الشبان الذين حاولوا تنفيذها، وبينهم ثلاث فلسطينيات. وهذا دليل على قدرات جهاز الامن، ولكننا لم نستطع اغلاق اسرائيل باحكام. فما زالت الحدود مفتوحة بيننا وبين الضفة الغربية. وأنا اؤمن ان العمليات ستخفض اكثر وأكثر عندما ننتهي من بناء الجدار الامني».

يذكر ان قوات الامن، على اختلافها، شرطة وحرس حدود ومخابرات وجيشا، تنتشر على طول الحدود بين اسرائيل والضفة الغربية وعلى مداخل المدن وفي تجمعاتها الاساسية وفي اماكن العبادة وتجري تفتيشات دقيقة للسيارات وللناس، خصوصا العرب منهم. ومع ان هذه الاجراءات اعاقت حركة المرور وتسببت في ازدحامات مرورية شديدة، فان الاسرائيليين تعايشوا معها ولم يتذمروا. بل الكثيرون منهم شعروا بالامان، وانطلقوا لاحتفالات عيد الفصح براحتهم.

الا ان هذه العملية اربكت الاجهزة الامنية، وراحت تضاعف من وجودها في مختلف المناطق.

وقال ناطق عسكري ان لدى المخابرات 51 انذارا ساخنا تحذر من انطلاق فلسطينيين باتجاه اسرائيل لتنفيذ عمليات.

وعقدت القيادات الامنية الاسرائيلية اجتماعا طارئا، امس، كما جرت العادة بعد كل عملية كهذه، للبحث في سبل الرد عليها. وقد طرحت على جدول الابحاث مطالب عديدة من اوساط محلية واجنبية تدعوها الى الامتناع عن الرد على العملية حتى يتاح لرئيس الوزراء الفلسطيني المكلف، ابو مازن، الانتهاء من اقرار حكومته وبدء ممارساته العملية في مواجهة العنف. وامتنع رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون عن الادلاء برأيه في الموضوع حتى مساء امس.

واعلنت كل من «كتائب شهداء الاقصى» ـ الجناح العسكري لحركة «فتح» و«كتائب ابو علي مصطفى» ـ الجناح العسكري للجبهة الشعبية، مسؤوليتهما عن العملية. وجاء ذلك في بيان مشترك وزع في منطقة نابلس. وعلم ان منفذ العملية هو احمد خالد الخطيب، 19 عاما، من مخيم بلاطة. وأكدت مصادر فلسطينية ان الخطيب معروف بانتمائه الى حركة «فتح». من ناحيتها استنكرت القيادة الفلسطينية عملية «كفار سابا». وفي بيان نشرته في موقع وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) اكدت القيادة «رفضها وادانتها لكافة العمليات التي توقع مدنيين اسرائيليين او فلسطينيين والتي تلحق ضررا بمقاومتنا وقضيتنا العادلة والمشروع الوطني لشعبنا الفلسطيني ضد الاحتلال الاسرائيلي لأرضنا الفلسطينية». وشددت القيادة على انها «لن تدخر جهدا لاحباط هذه العمليات ضد المدنيين التي تتعارض مع مبادئنا السياسية والاخلاقية والانسانية». وفي نفس الوقت شجبت القيادة الاعتداءات الاسرائيلية وهجمات التوغل بالدبابات وفرق الاغتيال الاسرائيلية في جميع المناطق في الضفة وغزة واطلاق النار على المدنيين واقتحام المدارس. اما جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية فقال ان «للعملية دلالات هامة، على اعتبار انها تعكس رسالة مفادها ان الشعب الفلسطيني لن يرفع الراية البيضاء في مواجهة العدوان الاسرائيلي المتواصل وفي ظل المجازر التي اصبحت تمارس في الضفة الغربية وقطاع غزة بشكل يومي». وشدد على ان هناك رسالة سياسية واضحة خلف هذه العملية التي تعكس ان القواعد المقاومة في اكبر فصيلين في منظمة التحرير الفلسطينية تشدد على ان المقاومة هي الطريق الوحيد لتحقيق الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.

وفي تطور آخر فتح جنود الاحتلال النار على طلاب المدرسة الثانوية في قرية «قراوي بني زيد»، شمال غربي رام الله فقتلوا طالبا وأحد اولياء الامور الذي تصادف وجوده في المكان وجرحوا 3 طلاب آخرين.

وذكرت مصادر فلسطينية ان الجنود فتحوا نيران اسلحتهم الرشاشة على الطلاب بحجة انهم تعرضوا لقذف بالحجارة من المدرسة. وقتل الفلسطينيان في داخل فناء المدرسة. وقالت مصادر طبية فلسطينية ان القتيلين هما الطالب فاكر عزيز، 18 عاما، والمواطن اسامة حمدان احد اولياء الامور.

من ناحية ثانية اعتقلت قوات الاحتلال الليلة قبل الماضية وفجر امس ثلاثة عشر فلسطينيا في الضفة الغربية. ففي مخيم «بلاطة» المتاخم لنابلس اعتقلت قوات الاحتلال اربعة من عناصر «فتح» هم يحيى الجمال وخالد خديش وفايز عرفات وثلاثتهم اعضاء في اللجنة التنظيمية لحركة فتح في المخيم، اضافة الى عاصم كعبي.

واعتقلت في مدينة «بيت لحم» هاشم حسن راضي، 37 عاما، القيادي في حركة حماس في المدينة.

وفي بلدة «بورين»، قضاء رام الله اضرم جنود الاحتلال النار في احد المنازل فألحقت به اضرارا بالغة. وذكرت مصادر فلسطينية ان قوات الاحتلال القت مادة مشتعلة داخل منزل محمد الوليد بعد مشادات مع سكان المنزل وانهالوا ضربا على عدد من الافراد ثم فتحوا النار داخل المنزل.

وفي قطاع غزة واصلت قوات الاحتلال لليوم العاشر تقطيع اوصال القطاع وتقسيمه الى ثلاث مناطق يحظر التحرك بينها. واعلنت كتائب ابو علي مصطفى مسؤوليتها عن اطلاق ثلاثة صواريخ من طراز «قسام» على مدينة «سديروت» داخل اسرائيل الليلة قبل الماضية. وسقط احد الصواريخ في حي سكني. وهذه اول مرة يتم قصف المدينة بصواريخ «قسام» التي تطلقها عادة «كتائب عز الدين القسام» ـ الجناح العسكري لحركة «حماس».