وفاة أحمد معنينو أحد وجوه الحركة الوطنية في المغرب

TT

توفي مساء أول من أمس في مدينة سلا الحاج أحمد معنينو، أحد أبرز وجوه الحركة الوطنية في المغرب، عن عمر يناهز السابعة والتسعين عاما. وعرف الراحل بتنوع شخصيته التي جمعت بين الأدب والفكر والسياسة والعمل الوطني.

وحصل معنينو على أول الإجازات العلمية في سن مبكرة حيث مكنته رحلته إلى الديار المقدسة، وهو ابن العشرين عاما من زيارة عدد من البلدان العربية والإسلامية، حضر خلالها دروس كبار علماء المشرق، ونال إجازة علمية من مدرسة الإمام النووي بدمشق من الشيخ بدر الدين الحسني وأخرى من بيروت من الشيخ يوسف النبهان. وقد تركت هذه الزيارة أثرا كبيرا على أفكاره السياسية ومبادئه الوطنية.

وفي بداية الثلاثينات أسس أول مدرسة حرة بزاوية الشيخ سيدي محمد بن عبود (وسط مدينة سلا) قام بعدها عام 1933، رفقة زمرة من أبناء المدينة، بتنظيم أول احتفال بعيد العرش بالمغرب قبل أن يشمل باقي مدن المغرب. وفي 1934 قام الراحل رفقة صديقه محمد حصار بإقفال 20 خمارة بسلا ضمن مظاهرة شعبية كبيرة سجنا إثرها معاً لمدة شهرين ثم سجن الفقيد ستة أشهر مرة أخرى بسبب ترؤسه لمظاهرة للمطالبة بالحرية والصحافة وذلك خلال سنة 1936 التي أنشأ فيها مدرسة أخرى حرة للتعليم.

وفي عام 1937، قام بجولة عربية للقاء عدد من الزعماء القوميين صدر إثرها منع من عودته إلى مسقط رأسه، فاستقر بتطوان حيث عمل في إطار حزب «الوحدة المغربية» خطيبا ومرشدا وصحافيا ساهم بعدها بسنتين في إنشاء «معهد مولاي المهدي». وفي 1941 انتقل إلى طنجة، التي كانت مدينة دولية، حيث باشر نشاطا سياسيا وأنشأ فرعا للمعهد المذكور وعدة ملاحق للدراسة والتربية.

وفي 1946 رفع عنه المنع ليعود إلى سلا وليباشر نشاطه كعضو سياسي في حزب «الشورى والاستقلال» الذي تأسس خلال هذه السنة، فعمل في إطار الحزب على تأسيس عدة خلايا وفروع وتحضير مؤتمراته الوطنية والجهوية وفي تحرير المقالات والدراسات في جريدة «الرأي العام» وعدد من الجرائد والمجلات.

وبعد نفي الملك الراحل محمد الخامس في 20 أغسطس (آب) 1953 قاد الحاج معنينو عدة مظاهرات قدم إثرها للمحكمة العسكرية وحكم عليه بسنة ونصف السنة سجنا، عمل بعدها على تكوين خلايا مقاومة أخرى وتوطيد الصلات بقيادة الحزب في القاهرة وجنيف وباريس.

وفي عهد الاستقلال، تابع معنينو نضاله من أجل الحرية والكرامة حيث عين عضوا في المجلس الوطني الاستشاري، ثم عينه الملك محمد الخامس عضوا في مجلس الدستور. كما اشتغل في عدد من الجمعيات والمنظمات من بينها «رابطة مديري المدارس الحرة» واللجنة الوطنية لليونسكو، وكان رئيسا شرفيا لـ«المنظمة الديمقراطية للمقاومة والتحرير» وكاتبا عاما لـ«النقابة الديمقراطية للتعليم».

وللفقيد عدة مؤلفات من بينها «الحركة الوطنية» و«مدينة سلا» و«تراجم لرجال الدين والعلم والجهاد والوطنية» و«حركة الفداء وجيش التحرير والمقاومة منذ الحماية» و«الموزون والملحون»، فضلا عن كتب أخرى حول شخصية محمد بلحسن الوزاني، ومذكرات الحاج احمد معنينو التي صدرت في عدة أجزاء.