رحلة داخل كهوف الصحراء السعودية: غربي وزوجته وسعوديان اكتشفوا في الصحراء سر 58 كهفا مجهولة

رحلة تواصلت 22 عاما تمكن خلالها الفريق من تحديد موقع سقوط النجم * صالات وغرف داخل الكهوف واكتشاف أبو الهول في السعودية

TT

حول جون بنت وزوجته سوزي رحلتهما التي بدأت قبل 22عاما في الصحراء السعودية، إلى تجربة رائعة تحكي قصة الطبيعة واسرار الكهوف الصحراوية في البلاد، قبل أن ينضما اليهما السعوديان ماهر اداريس ومحمود الشنطي عام 2001 لمشاركتهما في دراسة الكهوف في السعودية لصالح هيئة المساحة الجيولوجية. وقد استفاد من هذه الدراسات الباحثون في عدة مجالات من بينها، علم الكهوف وجيولوجية المياه، وعلم الاحياء، وعمل الانسان (الانثروبولوجيا) وايضا دراسات أنماط المناخ القديم الذي كان سائدا على شبه الجزيرة العربية.

الكهوف في السعودية قصة مختلفة، وكل واحدة منها تمثل حكاية انسان عاش فيها، ورغم انها كثيرة ومنتشرة على مساحة البلاد ومن الصعوبة الوقوف عليها والتعرف على تاريخها ومعالمها. فإن استكشاف الكهوف الصحراوية في السعودية يعود إلى السكان المحليين، وذلك بحكم تنقلاتهم المستمرة في الاراضي الصحراوية الشاسعة، وبالنسبة لهم فإن الكهوف تعتبر ملاذا آمنا يقيهم الحر والبرد والعواصف الرملية، وفي كثير من الاحيان كان وجود بركة ماء ضارب إلى الملوحة مخبأة في قاع حفرة عميقة يعتبر المصدر الوحيد للماء.

تجربة المستكشفين الغربيين والسعوديين، تحولت إلى كتاب أصدرته الهيئة لكي يتعرف القراء على الكهوف السعودية، ويعد الكتاب الاول من نوعه في السعودية ويضم الكهوف الصحراوية السعودية.

وحسب فريق الرحلة فإن مستكشفي الكهوف يدخلون في يومنا الحالي إلى أعماق الفجوات المظلمة المدفونة تحت الرمال لاسباب عدة، فبعضهم تجذبه البيئة الغربية والخلابة أحيانا، التي تتباين تماما مع الصحراء العارية فوق السطح، وبعضهم يتوق للتحدي بالمخاطرة وبحياته المعلقة بحبل نايلون رفيع يدخل بواسطته الى عالم مظلم مجهول، حيث يمكن ان يؤدي خطأ بسيط الى الموت، ويسعى جميع هؤلاء المستكشفين للوصول الى مغارات كبيرة لم يسبقهم اليها اي انسان من قبل.

فريق الرحلة الذي لم يكتف بجمع المعلومات واكتشاف اماكن الكهوف الصحراوية، فقد اعتمد بالدرجة الاولى على الصور النادرة والرائعة التي لم يكن متوقعا أن تكون هذه الصور في الكهوف السعودية.

يقول أحد فريق الاستكشاف، انه توجد تحت الصحارى القاسية في السعودية حجرات سوداء ومتاهات معقدة مليئة بأشكال غريبة ذات جمال باهر.

ويضيف «لقد تكونت هذه الكهوف ببطء على مدى مئات الالوف من السنوات، ولكنها معرضة للتدمير في ثوان معدودة من قبل أي زائر مهمل، ويحتاج المشاركة من الجميع لحماية وحفظ هذا الجزء الجميل والمختبئ من ارث السعودية».

تقول هيئة المساحة الجيولوجية، أن الصور التي يحتوي عليها الكتاب تمثل في غالبيتها استكشاف الكهوف في السعودية خلال الفترة من عام 1980 ـ 2000، وقد بدأ هذا النشاط بدراسة خرائط قديمة توضح عددا كبيرا من آبار المياه الطبيعية المتجمعة حول قرية صغيرة إسمها «المعاقلة» تقع شرق صحراء الدهناء على قمة طبقة واسعة من الحجر الجيري والدولوميت معروفة باسم متكون «أم رضمة»، وقد حصل المستكشفون على إذن من الجهات المختصة للقيام بدراسة تلك الفجوات، وعين لهم دليل ليصحبهم أثناء زيارتهم لها.

وقاد فريق الاستكشاف دليل إلى منطقة ذات طبقة ترابية صلدة تحتوي على الكثير من الحفر ولاتبعد كثيرا عن كثبان الرمال الحمراء لصحراء الدهناء، وتم خلال الرحلة إستكشاف تلك الفجوات بصورة منتظمة، وكانت جميع الممرات الافقية مسدودة بالرمل مع عدم وجود اية علامة لوجود متكونات الحجر الرملي التي كانوا يأملون مشاهدتها.

ويصف أحد المشاركين تجربته قائلا «كان الوضع غير مشجع حتى ذلك اليوم، الذي وصلنا فيه إلى حفرة صغيرة لايزيد عرضها عن حجم طبق طعام، وكان الهواء الدافئ الرطب يهب من تلك الحفرة بقوة مما شجعنا على توسعتها باستخدام ازميل، وعندما اكتملت توسعة الحفرة بحيث تسمح بدخول انسان اليها».

ويضيف، بعدها بدأ المستكشفون النزول داخلها باستخدام السلالم المعدنية، وهبطوا داخل غرفة على شكل جرس مخروطي وبعدها الى شبكة من الممرات الافقية، وهنا وجدوا مجموعات من الهوابط والصواعد والاعمدة ومتكونات اخرى متنوعة من الكالسيت والجبس ذات جمال باهر، وكلما ظنوا انهم وصلوا الى نهاية الكهف وجدوا ممرات جديدة تقودهم الى اتجاهات غير متوقعة، واطلقوا على الكهف إسم «دحل سلطان» وادركوا ان السعودية تحتوي على كهوف من الحجر الرملي ذات احجام وجمال وتعقيد كبير.

وزادت تلك الحقيقة لدى فريق الاكتشاف من حماسهم العلمي، محفزة الجيولوجيين وعلماء الاحياء والمياه للقيام بدراسة تلك الكهوف.

وفي مقدمة الكتاب، تقول الهيئة انه في اعقاب هذه الاستكشافات الاولى، تبنت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية هذه الجهود والتحق المؤلف الاول بها، حيث تم اعداد مشروع فرعي لاستكشاف ودراسة كهوف متكون أم الرضمة والكهوف الاخرى بطريقة منتظمة، ومع ارسال هذا الكتاب الى المطبعة تتم دراسة ورسم خرائط العديد من كهوف الحجر الجيري من الجزء الشمالي من السعودية، كما بدأ العمل في استكشاف كهوف انابيب اللابة (حمم البراكين) في الجزء الغربي من البلاد، ومن المنتظر ان تظهر هذه الدراسات في المجلدين الثاني والثالث ضمن مجموعة الكهوف في الصحراء السعودية.

* الدحول والنجاة من الصحراء

* وصف فيلبي خلال زيارته الى هضبة الصمان الشمالية في عامي 1917 ـ 1918 المهاوى الطبيعية او الدحول التي يصل عمقها الى عشرة امتار، حيث تتجمع مياه الامطار في بحيرات، ووصف المشهد توم بارجر المدير التنفيذي لشركة ارامكو خلال وجوده في المعاقلة في عام 1939 بالقول «تأتي المياه من الدحول، وهي عبارة عن بالوعات داخل الحجر الرملي تتراوح اقطارها ما بين قدم واحد الى عشرة اقدام، والدحل الذي يحتوي على اكبر كمية من المياه تكون المياه بداخله الاكثر قذارة، فهو اقرب ان يكون طينا سائلا من كونه ماء، ويحتاج أكبر الدحول للزحف لمسافة 100 ياردة من الانفاق المتعرجة لاستخراج الماء داخل اوعية مصنوعة من الجلد (القرب)».

تمثل الكهوف فوهات جوفية مملؤة بالهواء نشأت بفعل حركة المياه سابقا على الصخور مما ادى الى اذابة الصخور على مدى فترة زمنية طويلة، وتكوين فتحات وانفاق داخل الارض، والفتحات والانفاق الموجودة في نظم الكهوف غالبا ما تكون متصلة ببعضها تبعا لكيفية تسرب المياه عبر الصخور على طول الفوالق والشقوق وصولا الى منسوب الماء الباطني تحت سطح الارض.

تقع الكهوف المصورة في هذا الكتاب داخل الحجر الجيري (أكثر انواع الصخور شيوعا باحتوائه على الكهوف) والذي يتكون في هذا الجزء من البلاد من كربونات الكالسيوم وكميات صغيرة من كربونات المغنيسيوم، وقد تكونت الصخور قبل 50 مليون سنة من الاصداف الجيرية والهياكل العظمية لاحياء لا حصر لها، كانت تعيش في البحار الدافئة الضحلة التي كانت تغطي شبه الجزيرة العربية، وبمرور الوقت تلاصقت الرواسب الصدفية بمزيد من كربونات الكالسيوم واصبحت صلدة وتحولت الى حجر جيري مكونة وحدة جيولوجية تعرف باسم متكوني أم الرضمة والرس، وابتداء من 25 مليون سنة خلت، تم رفع هذين المتكونين فوق سطح البحر نتيجة للحركات الارضية التي اثرت على كامل منطقة الشرق الاوسط، وانكشفت تحت تأثير الرياح والامطار على السطح.

تأثير المياه التي تتسرب للاسفل عبر الصخور والتي تعتبر ضرورية لتكوين معظم الكهوف، ولم تنشأ بعض الكهوف لأن حامض الكبريتيك يرتفع من الاعماق تحت السطح وهذه ظاهرة نادرة. ولم يتضح اذا كان اي من الكهوف الواردة وصفها في الكتاب قد تكونت بهذه الطريقة وعلى الارجح انها تكونت جميعا بفعل حركة الماء إما بواسطة هطول الامطار او بالانهار التي تتسرب داخل الارض عبر الفوالق والفتحات.

عملية تكوين الكهوف في الصخور المذابة بطيئة للغاية، ومع هطول الامطار عبر الهواء تمتص مقادير بسيطة من ثاني اكسيد الكربون ثم تحصل على المزيد من ثاني اكسيد الكربون من التربة.

ونتيجة لذلك يتكون محلول خفيف من الحامض الكربوني الذي يتسرب للاسفل ويذيب صخر القاعدة المكون من الحجر الجيري ممايؤدي لفتح التجاويف والقنوات المتصلة مع بعضها، واذا كانت الانهار تسيل على السطح (وفي الماضي الجيولوجي القريب كانت السعودية تتمتع بمناخ أكثر رطوبة، ويحتمل انها كانت تحتوي على مصارف مياه دائمة) فإن المزيد من الماء الحامض الخفيف سوف يدخل الى الحجر الجيري عند مواقع تسرب الانهار للاسفل عبر الفتحات والتجاويف، وتتحرك المياه الجوفية على طول التطبق وللاسفل عبر الفوالق مشكلة قنوات طويلة بواسطة الاذابة والتعرية العادية، وفي بعض الاحيان يتحرك الماء ببطء شديد ويذيب الصخر بدلا من تآكله، ويشكل ذلك سردابا متشابكا من الممرات، وفي اماكن اخرى تصبح الفوالق متضخمة وينتج عن ذلك تكوين انفاق وفتحات رأسية.

* الرواسب الكهفية

* جزء كبير من الاعجاب الذي يبديه الناس للكهوف يعود للانواع المتباينة الرائعة من الرواسب التي تتشكل داخل الكهوف بعد انخفاض مستوى سطح الماء الباطني وجفاف تلك الكهوف، وذلك لان الماء الذي يسيل داخل الكهف المملوء بالهواء حاليا لايزال محملا بالمعادن المذابة التي تترسب تبعا لهروب ثاني اكسيد الكربون من الماء، ونتيجة لذلك تتكون الرواسب الكهفية (ترسبات من كربونات الكالسيوم)، ويوجد نوعان رئيسيان من هذه الرواسب: الهوابط التي تكونت بفعل سقوط المياه من السقف، وتكون متدلية على شكل مخاريط من سقف الكهف، والصواعد التي ترتفع من ارضية الكهف بفعل تساقط قطرات الماء فوق بعضها البعض، وتحتوي بعض الكهوف على طبقات جميلة من المعادن نتيجة لجريان طبقات خفيفة من الماء على جدران الكهف او على طول المنحدرات، بينما تحتوي بعضها على رواسب صغيرة تشبه الحصى او لآلئ الكهوف التي تنمو داخل برك صغيرة.

* أهمية الكهوف

* لاتقتصر أهمية الكهوف على القيم الجمالية فقط، بل إنها تعتبر سجلا تفصيليا عن المناخ والعمليات السطحية وانواع الحيوانات والنباتات التي كانت تعيش في الماضي، فالتحليل الكيميائي الدقيق للرواسب الكهفية يكشف معلومات حول وجود نظائر مختلفة من الكربون والكبريت وآثار بعض العناصر (الاخرى التي كانت موجودة في الغلاف الجوي عندما تكونت الرواسب) وتسمح بتحديد عمر تلك الرواسب، كما ان المعلومات الكيميائية والزمنية تعطي سجلا تاريخيا للتغيرات المناخية.

وتوفر دراسة العظام وحبوب اللقاح والابواغ التي تكون عالقة في الغبار والغرين داخل الكهوف، معلومات حول انواع الحيوانات والنباتات التي كانت سائدة في الماضي القريب في مناطق اصبحت حاليا صحراء. ان القيام بمسح الكهوف ورسم خرائط انواع وتوزيع الرواسب الكهفية يوفر معلومات حول ارتفاع وهبوط مستوى الماء الجوفي والذي يعتبر بدوره مفتاحا لفهم المعدلات المتغيرة لتصريف وتغذية المخزون المائي وزيادة ونقصان معدلات هطول الأمطار.

* كهف درب النجم

* يدل الاسم على مكان سقوط النجوم على الارض، ويوضح كذلك اعتقادات السكان المحليين حول تكوين هذه الحفرة الكبيرة، كونه قائما في صحراء المجمعة الشرقية، يتكون هذا الكهف من تجويف واحد يصل كل من عمقه وقطره الى 100 متر، يشعر من يحاول النزول بواسطة الحبل الى داخل هذه الغرفة الكبيرة كأنه عنكبوت معلق على شباكه، عند الوصول الى الاسفل، يفاجأ المرء بشعاع الشمس اللامع البراق مضيئا الظلمات ومنصبا على اجنحة حمام الصخور المحلقة عاليا.

في عام 1986 تم اختبار هضبة الصمان للقيام بدراسة هامة من قبل علماء من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والاكاديمية النمساوية للعلوم، وكان التركيز ينصب على دور الدحول في تغذية خزان الماء الجوفي الكبير الذي يمد السعودية بالجزء الاكبر من مياه الشرب. وخلال تنفيذ هذا المشروع تم استكشاف ودراسة ومسح حوالي 58 كهفا مما نتج عنه اعداد ما يزيد عن 500 صفحة من الوثائق والخرائط لهذه المنطقة ذات الاهمية الفائقة لمستقبل البلاد.

تتميز العديد من الكهوف في هضبة الصمَان بأنها دافئة ورطبة، إلا أن دحل المربع جاف وتسوده درجة حرارة تبلغ 16 درجة مئوية على مدار السنة، ماجعله بيئة مثالية لحماية مئات العظام التي حملتها الضباع الى داخل الكهف منذ أكثر من الف عام، ويحتوي دحل المربع ايضا على متكونات بلورية جميلة لاتوجد في الكهوف المجاورة، ونظرا لمدخله الواسع ووجود غرفة كبيرة ذات ارضية رملية بداخله فقد أصبح موقفا مفضلا للرحلات البرية ويحتاج للحماية من العبث به.

يعتبر كهف جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من الاكتشافات الرئيسية للفريق المشترك لخبراء الكهوف من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن والاكاديمية النمساوية للعلوم، يحتوي الكهف على ممرات في ثلاثة مستويات مختلفة، وبداخله قاعة ضخمة (45 مترا 80 مترا وارتفاع 17 مترا) التي كانت تحتوي على بحيرة جوفية في الماضي، توجد بالقاعة حاليا متكونات صغيرة جميلة الشكل مثل برك لآلئ الكهوف وسد الحجر الطوقي المتنامي، وحتى الان لم يتم العثور على مثل هذا النوع من الترسبات الكهفية في اي موقع آخر في البلاد.

تم اكتشاف كهف الطحلب بالصدفة، عندما كانت مجموعة من المستكشفين تبحث عن مصباح كشاف في احدى الطرق الفرعية، ولفت انظارهم وجود طبقة من الطحلب الاخضر الناصع، وهي ظاهرة لايتوقع المرء ان يشاهدها في صحراء قاحلة، وتم اكتشاف عالم مزخرف من الستائر البلورية المتشابكة، ومجموعات دقيقة معقدة من الترسبات المتعرجة، كما اكتشف احد اهم متكونات الكهف وهو عبارة عن هابط طويل للغاية اطلق عليه اسم (الحبل) الذي تقطع بعد فترة وجيزة من اكتشاف الكهف، لذلك يجب ان تقتصر زيارة مثل هذه الكهوف على مجموعات صغيرة جدا من البالغين.

إبريق الشاي مدخل هذا الكهف عبارة عن انبوب ضيق لدرجة ان الشخص لا يتمكن من رفع ركبته ليتسلق السلم المعدني مما دفع المستكشفين الى ابتداع اسلوب جديد (للسحب الآلي) من الحفرة. وعلى الرغم من صغر حجم الكهف(إبريق الشاي) الا انه يعد واحدا من اجمل الكهوف زخرفة في السعودية.

* الكهف الأنيس

* يؤدي انخفاض ارضي يقدر بأحد عشر مترا الى مجموعة من الحجرات اطلق عليها المستكشفون اسم (الانيس) لان الدخول اليها لا يستدعي الزحف، كما ان ارضيتها الرملية لم تتعرض للعبث، وافضل الزخارف داخل هذا الكهف موجودة كلها في غرفة واحدة، يقول عنها المصور لارس بجورستروم (لقد شعرت بالتواضع كأنني داخل مكان مقدس) ويجري الان رسم خرائط هذا الكهف الذي يبدو انه اطول مما كان يعتقد سابقا وربما لم يعد انيسا.

عين هيت: الغوص في الصحراء، تقع خارج مدينة الخرج عدة حفر بالوعية تعتبر مدخلا مباشرا لخزان ماء جوفي شاسع يوجد في العمق تحت السطح، واشهر هذه الحفر هي (عين هيت) حيث اكتشف الجيولوجيون أول اكتشاف سطحي لصخر الانهيدريت في السعودية عندما كانوا في نزهة بدعوة من المغفور له الملك عبد العزيز، وخلال هذه السنوات الاخيرة قام عدد من مستكشفي الكهوف من ذوي الخبرة بزيارة عين هيت مع معداتهم الثقيلة، ووصلوا الى حافة بحيرة تقع على مسافة 120 مترا تحت السطح، وباستخدام اجهزة التنفس قاموا باستكشاف الممرات المغمورة بالمياه لهذا الدحل والتي تحتوي حسب رأيهم على المياه الاكثر صفاء مما شاهدوه في اي بقعة من العالم.

يطلق المستكشفون على هذا الكهف أنه المفاجأة، حيث تتناثر مئات الدحول في المنطقة الواقعة شرق صحراء الدهناء ومعظمها صغير ولا يجذب الانتباه، ولكن قد توجد بينها مداخل تؤدي الى مغارات ذات جمال باهر، فبعد قضاء اليوم في التنقل من دحل الى آخر قرر المستكشفون النزول الى داخل حفرة اخيرة، وعلى مسافة خمسة عشر مترا تحت السطح وجدوا طبقة سميكة من الغبار والصخور المكسرة ولم تكن لتجذب الانتباه لو لم يشاهدوا بعض الهوابط التي تبدو قديمة للناظر اليها، وكانت المفاجأة أن قادهم ذلك الممر الى واحد من اكبر واجمل الكهوف التي تم اكتشافها في السعودية.

* دحل أبو الهول

* في عام 1999 بينما كان احد المنقبين العاملين لدى ارامكو يهم بعبور الصحراء، وجد نفسه فجأة أمام حفرة سوداء ضخمة لا اثر لقاعها، وادرك ان تلك الحفرة يمكن ان تبتلع سيارة مسرعة، فقام ببناء جدار من الرمل والحصى حولها، وقام بابلاغ احد منسوبي ارامكو بذلك الامر، وقام الاخير بدوره بنشر الخبر على موقع الهيئة على الانترنت، وعلى اثر ذلك تم تعميم الخبر على مستكشفي الكهوف في كافة ارجاء البلاد، وبدأ التخطيط للقيام برحلة استكشافية الى واحدة من اعمق الحفر المثيرة في السعودية.

* كهف السحالي

* يستمد هذا الكهف اسمه من العديد من السحالي التي تتجول حول سقفه، وهذه المخلوقات مفيدة للانسان لانها تتغذى على الذباب الرملي الذي يحمل البكتيريا التي تسبب مرض (اللشمانيا)، وهو مرض فتك بالكثير من البدو الذين يقطنون هضبة الصمان. وتستدعي زيارة الكهف الزحف على الايادي والساقين، وهو امر غير شاق نظرا للطبيعة الرملية لأرضية الكهف، وسيجد الزائر نفسه مشدودا الى المتكونات الجميلة الناعمة التي تزخرف كل غرفة.

عندما قام مستكشفو الكهوف بزيارة امير قرية المعاقلة في اوائل الثمانينات الميلادية، كلف الامير دليلا محليا خبيرا بالمنطقة يدعى سلطان ليصطحبهم في جولاتهم، وكان سلطان يردد ان العديد من الدحول توجد في هذه المنطقة.

وبعض هذه الدحول جميلة ومثيرة للغاية، وقد تم استخدام بعضها كآبار مياه في السابق لفترات طويلة، والبعض الاخر يعتبر موطنا للخفافيش والثعالب والحمام والسحالي، وحتى بعض اشجار النخيل.

يضم الاكتشاف الدحول والنجاة في الصحراء، جيولوجية كهوف المنطقة الوسطى في السعودية، إكتشاف دحل سلطان، درب النجم، مشروع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن (البعثة النمساوية)، كنوز دحل المربع، كهف الطحلب، إبريق الشاي، الكهف المريح، عين هيت، الغوص في الصحراء، كهف المفاجأة، دحل ابو الهول، كهف السحالي، دحول عديدة.