بلدة الدور: هرب من خلالها صدام عام 1959 وألقي القبض عليه فيها

TT

تقع مدينة الدور على مسافة 20 كيلومترا من مدينة تكريت، مركز محافظة صلاح الدين، وعلى الضفة الغربية من نهر دجلة، وهي اقرب الى تكريت، مسافة، من مدينة سامراء.

والدور، اداريا، كانت (ناحية) تابعة لقضاء سامراء، قبل ان تتحول في عهد صدام حسين الى (قضاء) تابع لمحافظة صلاح الدين.

يسكن قضاء الدور اهم اربع عشائر هم: البوحيدر، البوجمعة، الشويخات والسادة، وابناء هذه العشائر لا يحملون ألقابهم، بل يلقبون كلهم بـ«الدوريين» ومفرده (دوري)، حيث يغلب الانتماء الى المدينة على الانتساب الى العشيرة.

وكان الدوريون يعتمدون في السابق على انتعاش زراعة البطيخ (الرقي) والشمام صيفا، قبل ان يفتح لهم صدام حسين بوابات الكليات العسكرية ويتيح لهم المجالات للعمل في القوات المسلحة والمخابرات وبقية الاجهزة الامنية، مما طور ذلك الوضع الاقتصادي في المدينة التي شهدت عمرانا متطورا.

وحسب عبد الستار الدوري المتحدر من عشيرة البوحيدر، والذي كان عضوا في القيادة القطرية لحزب البعث، فإن صدام حسين اعتمد بشكل كبير على الدوريين كونهم لم يتمردوا عليه، على العكس من التكارتة الذين اعدم منهم صدام حسين الكثيرين بسبب محاولاتهم التآمر على نظامه.

ويضيف الدوري، الذي يعد من مؤسسي حزب البعث في العراق، والذي كان سفيرا للعراق لدى عدد من بلدان اميركا اللاتينية حتى عام 1990 حيث حصل على حق اللجوء السياسي في بريطانيا، فإن الغالبية الكبرى من الدوريين يعملون في الاجهزة الامنية لنظام صدام الذي اعتمد عليهم بواسطة نائبه عزة الدوري.

ومن ابرز الشخصيات السياسية التي تحدرت من الدور هم: محمد محجوب، عضو قيادة قطرية لحزب البعث، ووزير التربية الاسبق، اعدمه صدام عام 1979، الفريق الركن طالع الدوري (متقاعد)، خضر الدوري (عضو قيادة قطرية سابقا)، الفريق صابر الدوري، رئيس المخابرات العراقية سابقا.

ويعود تاريخ مدينة الدور الى العصر العباسي، حيث بناها الخليفة المعتصم بالله بعد ان كان قد اتخذ من سامراء عاصمة ثانية للعباسيين، وانشأ دوراً للعلماء والعسكريين في هذه المنطقة التي بقي اسمها (دور) ويوجد فيها مرقد الامام محمد الدري، ابن موسى الكاظم، وعمارة الضريح المخروطية تعود الى العصر العباسي الثاني.

ويملك صدام حسين مزرعة في الدور تطل على نهر دجلة، وفي ذات المكان الذي كان قد عبر منه صدام عام 1959 الى سورية.

وكان صدام حسين يعبر نهر دجلة سباحة كل عام استذكاراً لحادثة هروبه.

ويعتقد عبد الستار الدوري ان القوات الاميركية ألقت القبض على صدام في ذات المزرعة التي يملكها.