طهران ـ وكالات الانباء: اكد الرئيس الايراني محمد خاتمي رفضه لعقوبة الاعدام حتى بالنسبة للرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي اعتبره «اكثر مجرم يستحقها». وقال خاتمي امس عند خروجه من اجتماع مجلس الوزراء للصحافيين «لا احب عقوبة الاعدام، لكن اذا كانت هناك حالة تستدعي تطبيقها فستكون الاكثر عدلا لصدام حسين». الا انه اضاف «لكنني لا اتمنى ذلك ابدا». وقال خاتمي «لا اصر على اعدام مجرم اذا كانت هناك وسيلة لنجاته من هذه العقوبة». وعبر الرئيس الايراني عن امله في ان يخضع صدام حسين «لمحاكمة نزيهه وحكم عادل». وهذه هي المرة الاولى التي تعلن فيها طهران رفضها اعدام الرئيس العراقي المخلوع. يذكر ان الجمهورية الاسلامية قررت رفع دعوى قضائية بحق صدام بسبب مسؤوليته عن مقتل مئات آلاف الايرانيين خلال الحرب بين البلدين بين 1980 و1988، اذ اعطى اوامر باستخدام اسلحة بيولوجية وجرثومية محرمة دوليا عندما بات واضحا ان العراق في طريقه للهزيمة امام القوات الايرانية. واعلن رئيس القضاء الايراني اية الله محمود هاشمي شهرودي انه يجب محاكمة الرئيس العراقي المخلوع في ايران.
يقول مراقبون ان الاصرار الايراني على محاكمة صدام في طهران او في محكمة دولية ببغداد وضمان محاكمة عادلة وشفافة له يعود لرغبة الحكومة الايرانية في ان يشعر صدام بالحرية في الادلاء بشهادته حول الدوافع وراء قراراته بشن حرب على ايران عام 1980 وغزو الكويت عام 1990. واضاف المراقبون ان الكثير من اعترافات صدام قد تشكل حرجا بالغا للحكومة الاميركية الامر الذي يمكن ان تستغله ايران لصالحها. ويعتقد على نطاق واسع ان قرار صدام بشن الحرب على ايران جاء ضمن صفقة سرية بينه وبين الاجهزة السياسية والاستخباراتية الاميركية التي ارادت باي شكل اجهاض الثورة الاسلامية في ايران واعادة حكم الشاه.