ابن عم صدام: حزين لنهايته الحزينة ولا أقبل أن يأخذ أميركي حقنا منه

عز الدين المجيد لـ«الشرق الأوسط»: أرجح أن يكون أحد المقربين من صدام قد خدره وسلمه للأميركيين

TT

نفى عز الدين المجيد ابن عم الرئيس العراقي المعزول صدام حسين الرواية الاميركية حول القاء القبض على الرئيس السابق، معتبرا ان صدام جرى تخديره من قبل احد المقربين منه قام بتسليمه الى القوات الاميركية التي قد تكون نقلته الى المكان الذي قالت انها القت فيه القبض عليه.

وقال المجيد في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف امس «انا اعرف صدام حسين جيدا، وهو رجل مقاتل ولا يستسلم بهذه السهولة، او بهذه الطريقة على الاطلاق»، واعتبر ان الاميركيين سعوا الى تشويه صورة صدام أمام مؤيديه من العرب والعراقيين.

وكان عز الدين المجيد قد ترك العراق عام 1991 بعد ان تم اعتقاله من قبل صدام حسين، ثم عاد الى بغداد حيث تعرض لمحاولة اغتيال قتل فيها اخوه وثلاثة من اصدقائه ليقرر بعدها ترك العراق ثانية، ومن ثم الانضمام الى ابني عمه صهري الرئيس السابق حسين كامل وصدام كامل اللذين انشقا وفرا الى الاردن صيف عام 1995 ثم عادا مطلع العام التالي حيث قتلا مع افراد آخرين في عائلتهما بينهم اختهما زوجة عز الدين المجيد واولادها.

* ما الذي يدفعك للتأكيد بأن صدام كان مخدرا عند القبض عليه؟

ـ انا اعرف الرجل جيدا صدام حسين مقاتل ورجل حرب، والمقاتل لا يستسلم بهذه السهولة او بهذه الطريقة، ولو لم يكن مخدرا لكان قاتل حيث يقتل، ثم لماذا يستسلم خاصة بعد ان فقد ولديه وحفيده ووطنه، والمنطق السليم يقول انه كان عليه ان يقاتل ويقتل بدلا من هذه النهاية البائسة.

* هل تعتقد انه تعرض الى خيانة من قبل المقربين منه؟

ـ ليس اعتقادا، وانما الاخبار والتقارير الصحافية تؤكد انه تعرض الى الخيانة وان هناك من وشى به للقوات الاميركية، وانا اعتقد ان من وشى به هو الذي قام بتخديره قبل ان يسلمه للاميركيين.

* من هم الذين كانوا مقربين منه، هل هم من اولاد عمومته مثلا او اقاربه؟

ـ لا اعرف من كان قريبا منه او حوله في تلك الظروف، لكن ليس هناك من اولاد عمه من يقف بقربه، ثم ان بيني وبين ابناء عمي عداء ودم.

* هل بقي احد من اقرباء صدام حيا او طليقا في العراق؟

ـ هنك خالاه ردمان الابراهيم عمر المسلط، واخوه محمد الابراهيم عمر المسلط، وهما ابنا عم خاله خير الله طلفاح المسلط.

* حسب معرفتك به هل تعتقد انه عاش في هذا البيت الريفي الذي اعلن انه القي القبض عليه فيه؟

ـ انا، وانت والجميع نعرف كم كان صدام حسين نظيفا وانيقا، ومن غير الممكن ان يعيش ولو ليوم واحد في مثل هذا المكان القذر، حتى الاواني كانت قذرة، ومن المستحيل ان يكون صدام قد بقي ولو لوقت قصير في مثل هذا المكان.

* ماذا كان يفعل هناك اذن؟

ـ لا بد انه بعد ان تم تخديره نقل الى هذا المكان.

* والحفرة التي قدمت للعالم باعتبارها المكان الذين كان يلجأ اليه صدام حسين؟

ـ هذا غير صحيح، هذه الحفرة جهزت لتتلاءم مع القصة الاميركية، قد تكون هناك حفرة لجأ اليها، لكن بالتأكيد ليست هذه التي عرضت للعالم.

* سمعنا الكثير من الروايات حول وجود مخابئ سرية تحت الارض لصدام حسين، هل تعرف شيئا عن تلك المخابئ؟

ـ اي مخابئ؟ انا عملت معه طويلا، وكنت مقربا منه، لم تكن لصدام حسين اية مخابئ ما عدا الملاجئ الموجودة في كل انحاء العراق والتي بنيت ليلجأ اليها الناس في اوقات الحروب والقصف، اما ما سمعته عن وجود مخابئ او قصور لصدام تحت الارض فهذه مجرد شائعات لا حقيقة لها.

* هل تعتقد ان صدام سيقول شيئا للمحققين؟

ـ استبعد ذلك، ثم ماذا يقول، هل بقيت اية اسرار في العراق؟ كل الامور صارت مكشوفة امام الجميع.

* هل تفضل ان يحاكم امام محكمة عراقية ام دولية؟

ـ لا اعتقد ان الظروف اليوم مناسبة لتشكيل محكمة عراقية عادلة، الاوضاع حسب ما نرى ونسمع سيئة جدا، افضل محكمة دولية وان تأخذ مداها وتسمع التفاصيل منه حتى يدافع عن نفسه ويأخذ العدل مجراه.

* وهل سيتحدث في المحكمة؟

ـ اذا كانت محكمة عراقية، فنحن نعرف الاساليب العراقية في انتزاع الكلام، اما اذا كانت دولية وتتيح له الفرصة للدفاع عن نفسه، فأعتقد انه سيتحدث وسيقول الكثير.

* ماذا تتوقع ان يكون قرار المحكمة؟

ـ اذا حوكم في العراق فسوف يعدم، ولا اتمنى ذلك.

* بالرغم من انه قتل زوجتك واطفالك؟

ـ نعم لقد قتلت زوجتي واطفالي الاربعة واريد ان اقول لك شيئا مهما هو انني لست سعيدا بالقاء القبض على صدام حسين بالرغم من كل ما حدث لي ولعائلتي، وبالرغم من كل ما حدث للعراق والعراقيين، انا شخصيا، وهناك غيري، كنت اتمنى ان يقاتل صدام حسين حتى يقتل مثلما عودنا كرجل مقاتل.

* هل انت حزين لهذه النهاية؟

ـ انا حزين جدا لهذه النهاية المحزنة، وبغض النظر عن صلة القربى التي تجمعني به، فهو ابن عم والدي وبمقام عمي، ولكنني كعراقي، اعتبر ان القاء القبض عليه من قبل الاميركيين وعرضه بهذه الصورة فيها الكثير من الاهانة للعراقيين، هذه اهانة لنا جميعا. نعم صدام اساء للناس، لكن هذا الموضوع بيننا، ولو كان العراقيون قد القوا القبض عليه لكانت هذه قصة اخرى، لا اقبل ان يأتي الاميركي ويأخذ لنا حقنا منه.

* هل كنت تتوقع لصدام حسين هذه النهاية؟

ـ كنت اخشى ان تكون هذه هي النهاية وبهذه الصورة، كنت اخاف ان اراه بهذه الصورة وهو يجلس وحيدا حزينا، كنت اتمنى له الموت بشرف.

* متى تركت العراق؟

ـ لقد احلت على التقاعد عام 1991 بعد ان تم اعتقالي.

* وما هي اسباب اعتقالك؟

ـ صدام حسين كان كثير الفتك بمن حوله وبالاقارب اكثر من البعيدين، وكنت ابدي نصائحي واتحدث مع اقاربي وابناء عمي عن الاوضاع التي سادت عام 1990 ومحاولة منع ما حدث. كما اعترضت على الطريقة التي تمت بها معالجة احداث الانتفاضة عام 1991 باعتبار اننا عراقيون ويجب معالجة الامور بصورة اكثر هدوءا. بعدها تم الحكم على البعض من اصدقائي في الحرس الخاص بالاعدام وطلب مني تنفيذ حكم الاعدام بهم فرفضت، وتم نقل ملاحظاتي عن الحرب والانتفاضة الى صدام الذي امر باعتقالي ومن ثم احلت على التقاعد. غادرت بعدها العراق وعدت عام 1993 حيث جرت محاولة لاغتيالي ذهب ضحيتها اخي وثلاثة من اصدقائي.

* هل تنوي ان ترفع دعوى ضده؟

ـ كلا، على الاطلاق.

* لكن جمال شقيق حسين وصدام كامل قرر ان يرفع دوى ضد صدام حسين؟

ـ نعم سمعت بذلك وانزعجت، هناك الكثيرون ممن سيرفعون دعاوى ضد صدام حسين، لماذا نحمل الرجل بعد ان وقع المزيد من المشاكل، وانا سأتصل بابن عمي جمال لاثنيه عما يعتزم.

* ما هي مشاعر ابنته رغد؟

ـ مشاعر اية بنت ترى والدها بهذه الصورة الحزينة، فكيف الحال اذا كان والدها رئيسا للجمهورية.

* هل تشكك بالرواية الاميركية حول القاء القبض على صدام؟

ـ نعم، وحسب الروايات التي تتردد في اجهزة الاعلام، قالوا انه لجأ الى مزرعة في بلدة الدور، كيف جاء الى هذه المزرعة، مزرعة عائدة للناس وليست ملكه، كيف جاء صدام وسكن فيها وحفر ملجأ في ارضها، لا ادري، هذه رواية غير معقولة ولا يصدقها احد.

* باعتقادك، لماذا فعل الاميركيون ذلك؟

ـ لانهم ارادوا النيل من صدام حسين بسبب ما فعله بهم، وهم حاقدون عليه، ثم انهم ارادوا تشويه صورته امام انصاره العرب والعراقيين، حيث ان صدام كان يراهن على الشارع العربي، لهذا اخرجوه ضعيفا، ومستسلما، وارادوا القول بأن هذا الرجل الذي كان يأمر بالقتال، لم يقاتل دفاعا عن نفسه.