خطاط عراقي يروي معاناته بعد الطلب منه خط القرآن بدم صدام

زوجته: كنت أرتعب كلما فتحت ثلاجة البيت ورأيت قارورة الدم فيها

TT

عمان ـ أ.ف.ب: عقب تعرض ابنه الأكبر عدي لعملية اغتيال نجا منها بأعجوبة عام 1996، امر الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين خطاطا عراقيا بكتابة النص القرآني كاملا من دمه.

وقال الفنان عباس شاكر جودي المقيم حاليا في العاصمة الاردنية، عمان، انه كان يتلقى كميات من الدم بانتظام باعتبار انها من دم صدام حسين.

واضاف «لقد استدعاني صدام حسين الى مستشفى ابن سيناء في بغداد، حيث كان يزور ابنه عدي الذي تعرض لمحاولة اغتيال وطلب مني ان اخط القرآن من دمه. وكان الامر عبارة عن نذر» بالنسبة اليه.

ويضيف هذا الخطاط الذي لجأ الى الاردن مع زوجته واولاده الثلاثة، انه بدأ مباشرة العمل بكتابة السور الـ114 من القرآن في مهمة استغرقت سنتين. وقد عرض العمل، بعد الانتهاء منه، في متحف «ام المعارك» في بغداد.

واضاف ان «المهمة لم تكن سهلة. لقد تم اعطائي اول قارورة من دم الرئيس وبدأت العمل مباشرة، وقدمت بعد اسبوع نموذج صفحة لكي توافق عليها لجنة شكلت خصيصا لذلك».

وكان دور لجنة الخبراء يقوم ليس فقط على درس دقة النص وانما «التأكد من ان الدم سيقاوم مرور الزمن».

وتابع «لم يكن الامر سهلا. ان الدم كان كثيفا جدا ولم اتمكن من العمل به. لقد نصحني صديق يعمل في مختبر بخلطه بقطرات من مركب زودني به ويشبه الغلوكوز. وقد نجح ذلك».

وقال «في كل مرة كان ينتهي مخزوني من دم صدام، كنت اطلب المزيد. وكان حراس يقومون آنذاك بجلب قمقم لي عليه ملصق مستشفى ابن سيناء، مستشفى عائلة الرئيس».

واضاف انه كان في بعض الاحيان ينتظر عدة ايام او حتى اسابيع «لأن صدام حسين كان مشغولا ولأنه كانت هناك تهديدات اميركية».

وقال «لقد فقدت نظري تقريبا في كتابة هذا القرآن، كانوا على عجالة لقد عملت ليل نهار لاكماله»، مشيرا الى نظارته السوداء التي اصبحت لازمة الآن للعمل.

وتقول زوجته نجاح انها كانت تصاب «بقشعريرة» في كل مرة تفتح فيها الثلاجة في المطبخ. وتضيف «كنت ارى قارورة دم الرئيس وارتعب». واضافت «لقد قلت لعباس ان ألم عينيه قد يكون اشارة من الله بانه غاضب».

ويعترف الخطاط بأنه ساورته شكوك حول الشرعية الدينية لعمله لكنه يقول «لم يكن لدي الخيار. ان قول (لا) لصدام يعني الحكم بالاعدام».

وهذا الرجل البالغ من العمر 53 عاما يقول انه لم يغادر العراق ابدا قبل مجيئه الى الاردن.

واضاف «لم يكن لدي حتى جواز سفر، لقد منعت من حيازته لأن السلطات كانت تريد التأكد من بقائي في العراق».

وقال ان راتبه كان يبلغ 54 الف دينار عراقي (24 دولارا آنذاك) وانه تلقى مقابل انجاز القرآن اقل من ثلاثة آلاف دولار، وهو المبلغ نفسه الذي تلقاه كل عضو من لجنة المراقبة.

وتابع «كانوا يقولون انني كنز وطني. ولقد طلبوا مني كتابة كل انواع المخطوطات. كل الوثائق الرسمية للوزارات والمحاكم والوثائق التي ترافق الاوسمة. لكنني لم اكافأ بشكل منصف».

ومنذ الاجتياح الاميركي، لم يعد الخطاط الى العراق حيث لا تزال تقيم زوجته الاولى واولادهما الاربعة.

وحول رد فعله حين رأى صور صدام حسين معتقلا على ايدي القوات الاميركية، قال «لا اريد التحدث بالسياسة، انني فنان».