حي السويدي من أقدم أحياء الرياض.. لكن شهرته ذاعت بسبب المواجهات الأمنية فيه

TT

أصبح حي السويدي من اشهر أحياء العاصمة السعودية الرياض في الآونة الخيرة. وجاءته الشهرة من باب كثرة المواجهات الأمنية التي وقعت بين جنباته المترامية، والتي كان آخرها مقتل المصور الآيرلندي سايمون كمبرز وإصابة الصحافي البريطاني فرانك غاردنر أول من أمس بعد أن أطلقت مجموعة إرهابية النار عليهما أثناء تسجيلهما برنامجا عن الأعمال الإرهابية في السعودية.

والحي يقع في جنوب العاصمة ويعد من اقدم أحيائها، وفي الأعوام القليلة الماضية شهد حركة نزوح واضحة بسبب زيادة أعداد ساكنيه وقدم المنطقة التي نافستها الأحياء الجديدة في المناطق المجاورة لها. وكان الحي في بداياته يعد من الأحياء النموذجية التي أعدت للسكن . فتوافر جميع الخدمات كان عنصر جذب مميزا، إضافة إلى أن الحي يشغله في الوقت الحالي أفراد الطبقة المتوسطة وليس الفقيرة، كما يشاع، ويعده خبراء البناء أنه المفتاح الذي أدى إلى قيام أحياء الدخل المحدود.

ويرتبط الحي بالشوارع السريعة بشكل مباشر إضافة إلى تعدد المنافذ والمداخل، كما أنه يمتد على مساحة عمرانية كبيرة حتى أصبح يضم العديد من الأحياء المجاورة التي تعرف تجاوزا عند زوار المنطقة بأنها تتبع للحي المذكور. وتوجد فيه كثافة سكانية عالية ويحده من الشمال حيا سلطانة وظهرة البديعة، ومن الجنوب شبرا وحي الدريهمية، ومن الشرق عتيقة، ومن الغرب حي الزهرة.

وفي الحي العديد من مشائخ الدين الذين لا يزال بعضهم موجودا مثل الشيخ عبد الرحمن الفريان، والشيخ سعد البريك، فيما انتقل بعضهم عنه مثل الشيخ عادل الكلباني. وفي رمضان تزدحم مساجد الحي لشهرة قرائها إضافة إلى أن خيام تفطير الصائمين تكثر بشكل ملحوظ من قبل المحسنين، كما يشتهر الحي بمدارس وحلقات تحفيظ القرآن الكريم.

وفي الفترة الأخيرة شهد الحي كثافة في إقامة نقاط التفتيش على مداخله بعد أن وقعت مواجهات عديدة فيه مع عناصر ينتمون إلى خلايا إرهابية. ففي 12 أغسطس (آب) الماضي قضى 3 من رجال الأمن إضافة إلى إصابة 2 آخرين بعد أن دارت مواجهة حية بينهم وبين مجموعة من الإرهابيين أثناء مطاردة انتهت بحصار المجموعة التي أصيب احد أفرادها والقي القبض عليه فيما تمكن 4 آخرون من الفرار.

وفي 20 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي فتشت قوات الأمن مولدا كهربائيا بالقرب من محل تجاري وعثر فيه على مواد متفجرة تزن 3 كلغ إضافة إلى نحو 9000 طلقة، وفي 6 نوفمبر (تشرين الثاني) عاد الأمن السعودي إلى مداهمة موقع تحصن فيه إرهابيون ما أدى إلى إصابة 8 من الأمن السعودي، كما قتل احد الإرهابيين ويدعى عبد الإله العتيبي الذي كان مطلوبا امنيا من خارج قائمة الـ26 . لكن احد المصابين من الإرهابيين في هذه المواجهة كان مدرجا على القائمة وهو عامر الشهري الذي مات بعد أصابته بنحو شهر وعثرت قوات الأمن السعودية على جثته في 3 فبراير (شباط) الماضي مدفونة في صحراء بنبان المحيطة بالرياض.

وفي 8 ديسمبر (كانون الأول) تمكنت سلطات الأمن من رصد المطلوب السادس على القائمة، إبراهيم الريس، الذي كان مختفيا في حي السويدي وبعد خروجه من المنزل أحاطت به قوات الأمن التي طالبته بتسليم نفسه لكنه رفض وبادرها بإطلاق النار ليلقى حتفه مباشرة بعد ذلك. وبتفتيشه عثر معه على كميات من الأسلحة والقنابل والأموال والوثائق المزورة. وشهد 23 ابريل (نيسان) مداهمة مبنى في حي السويدي كان يستخدمه الإرهابيون عيادة لعلاج المصابين ومستودعا للمؤن الغذائية ومركزا للتدريب النظري على العمليات الإرهابية.