اكد مصدر أمني في وزارة الداخلية الكويتية امس ان الكويتي الذي قتل في عملية انتحارية ضد القوات الاميركية في بغداد، ونعاه ابو مصعب الزرقاوي القيادي في تنظيم القاعدة في رسالة منسوبة اليه على موقع إنترنت اصولي، هو عسكري سابق في وزارة الداخلية برتبة رقيب، ويدعى فيصل زيد المطيري، ويبلغ من العمر 28 عاما.
وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت في عددها الصادر أول من امس هذا النبأ، وقالت ان المطيري، المكنى «ابو البراء الكويتي» قتل في عملية نفذت يوم السبت الماضي.
وأشار المصدر الأمني الى ان المطيري استقال من عمله في وزارة الداخلية قبل ان يقرر الذهاب الى العراق لمحاربة القوات الاميركية، والارجح انه دخل الى الاراضي العراقية من سورية التي توجه اليها في اكتوبر (تشرين الاول) او نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وذكر المصدر ان المطيري كان معروفا بين رفاقه بفكره المتطرف، وكان متحمسا للقتال ضد الاميركيين منذ الحرب الاخيرة في افغانستان.
ونشر موقع إلكتروني للشيخ حامد العلي في الكويت امس ما وصفه بـ«وصية الشهيد البطل اسد الكويت ابو البراءة، فيصل بن زيد المطيري»، وقال انه «ارسل الوصية قبل استشهاده وقد تأكدنا من ذلك من جهة أهله».
ويعلن المطيري في الوصية انه «قدم نفسه رخيصة في سبيل الله دفاعا عن دين الاسلام في ارض الخلافة وثأرا للذين قتلوا في سبيل الله على يد الصليبيين في كل بقاع الارض، وعلى يد الصهاينة في فلسطين».
ويضيف «أزف البشرى لاخواني المسلمين في كل مكان وللامة الاسلامية بانني لست الاخير، بل هناك المئات بل الالوف ممن ينتظرون ان يقدموا ارواحهم في سبيل الله دفاعا عن هذا الدين».
وكان الشيخ حامد العلي قد وصف المطيري بانه «أمة في رجل» واشاد «باقتحامه الأهوال ومناطحة الموت في سبيل الله».
وحسب ما ورد في نفس الموقع ايضا فان المطيري سافر الى ايران اثناء الحرب في افغانستان للالتحاق بالمجاهدين، الا انه لم يتمكن من الدخول الى الاراضي الافغانية فاعتقل في ايران ثم اطلق سراحه، وعاد الى الكويت حيث بدأ يدرب الشباب في معهد صحي على اللياقة البدنية، كما بدأ باصدارات صوتية تحريضية كان يوزعها بالمساجد الى ان بدأت احداث العراق فعمل اولا في الجانب الاعلامي قبل ان ينضم بعد ذلك الى المقاتلين.
من جهته قال وليد المطيري شقيق الانتحاري فيصل زيد ان شقيقه ابو البراء «تم تجنيده في المدينة المنورة التي كان يدرس فيها العلم الشرعي منذ شهر رمضان الماضي». وافاد وليد في اتصال هاتفي اجرته معه «الشرق الاوسط» ان شقيقه هو الثالث في الترتيب بين اشقائه الاربعة. وقال ان المواقع الاصولية «قد كفت ووفت»، في وصف اخلاق شقيقه، الذي «تحتسب العائلة اجره عند الله».
واشار الى ان العائلة فوجئت بنشر خبر مقتل شقيقه في المواقع الاصولية يوم الاثنين الماضي، وبعدها انهمرت الاتصالات على منزل العائلة للتعزية. واوضح ان شقيقه ذهب الى المدينة المنورة لتلقي العلم الشرعي في شهر رمضان الماضي، وهناك انقطعت اخباره. واشار الى ان اخر اتصال هاتفي من شقيقه تلقته العائلة كان منذ اكثر من شهر، «حيث اتصل ابو البراء بوالده»، وقال: «لكننا لا نعرف ما إذا كان الاتصال الهاتفي جرى من العراق او من المدينة المنورة». وقال «ان شقيقه ابلغ والده في الاتصال الهاتفي الاخير «انه ختم القرآن قراءة وحفظا». واوضح ان شقيقه استقال من الجيش الكويتي قبل اربع سنوات، لانه كان يرى ان «العمل الحكومي سيعطله عن المشروع الجهادي». واشار الى انه لا يعرف الطريقة التي سافر بها شقيقه الى العراق.
وافاد وليد المطيري ان شقيقه كان يجيد العاب الدفاع عن النفس والملاكمة، وكان قوي الجسم، وكان يدرب الشباب على تلك الالعاب في معهد صحي، وكان يدربهم ايضا على الخريطة والبوصلة وعلى القياسات الارضية. ويحرض بدروس يلقيها بين الشباب وبكلمات تحريضية في«البالتوك» وغيرها بل كان يقوم باصدارات صوتيه تحريضية وينسخها ويقوم بتوزيعها بالمساجد. وقال ان الوصية التي بثتها المواقع الاصولية هي من اسلوب شقيقه، لانه استشهد فيها بعبد الله عزام (الزعيم الروحي للافغان العرب)، وبن لادن زعيم «القاعدة» اللذين كان يجلهما كثيرا. واوضح ان شقيقه كان يطالب اخوانه «بالبعد عن الترف لان الترف عدو الجهاد، لانه تلف للنفوس البشرية». وقال ان افضل اوقات شقيقه كان يقضيها مع الاطفال وهو يعلمهم دروسا من القرآن والسنة. وعن اخلاق شقيقه قال وليد المطيري: «انه كان كثير الصيام، وحسن الاخلاق والخلق طالب علم عرف بغيرته على الدين وحرقته على اخوانه المسلمين، فلقد كان كثير ما يخالط البنغاليين والهنود المسلمين في الكويت ويحبهم ويقربهم اليه ويحرض اخوانه واصدقاءه على ذلك»، وكانت من اقواله: «عاملوا الهنود والاخوه المسلمين غير العرب بلطف ومحبة وتقارب حتى نجعل رابطة الدين الاسلامي اقوى من اي رابطة».