«المغاتير» ظاهرة نسائية تثير التساؤل في مناسبات الأفراح في السعودية

TT

سجلت ظاهرة ما يعرف بالمغاتير ارتفاعا ملحوظا في معظم قصور الأفراح في مدن السعودية بعد فترة انحسار دامت عدة سنوات. و«المغاتير» مصطلح يطلق على النساء اللاتي يحضرن مناسبات الزواج من دون أن توجه لهن الدعوة ويبقين طوال فترة الحفل مرتديات البراقع بهدف إخفاء شخصيتهن الحقيقية عن كافة الحضور. لكن الجديد في هذه الظاهرة أن التبرقع والتخفي لم يعودا قاصرين على النساء غير المدعوات، بل شملا بعض المدعوات اللاتي لم تمكنهن ظروفهن الاقتصادية من ارتداء ملابس جديدة وأنيقة تتناسب مع أجواء الحفل أو المناسبة.

ورغم ما تسببه هذه العادة من إزعاج لأصحاب الفرح والمدعوات على وجه الخصوص، إلا أن الأعراف وتقاليد الضيافة تحتم على صاحبة الفرح حسن الاستقبال وتقديم واجب الضيافة لهن من دون السؤال عن شخصياتهن أو سبب تخفيهن. وعادة ما يشاركن في كافة مراسم الزواج مثلهن مثل بقية المدعوات. وتظهر هذه الظاهرة بوضوح في قصور الأفراح التي لا تشترط الدخول ببطاقات الدعوة الرسمية للحضور. وتعزى أسباب عودة هذه الظاهرة المعروفة في الأوساط النسائية السعودية إلى عدة عوامل منها ما هو اجتماعي كرغبة المتخفية في ممارسة الرقص بشكل هستيري من دون خوف من انتقاد الحاضرات، خاصة وأن هناك تقليدا اجتماعيا في بعض العائلات المحافظة يحرم على النساء ممارسة الرقص لأي سبب كان، لكن ظهوره في الآونة الأخيرة يعزوه البعض إلى الحالة الاقتصادية المتعثرة.

فكثير من النساء يجدن حرجا في حضور مناسبات الزواج من دون أن يكن مرتديات فستانا جديدا (سواريه جديد)، الأمر الذي قد يدفعهن للتخفي، خاصة وأن هناك نظرة دونية للنساء اللاتي يشاركن في أكثر من مناسبة بفستان واحد، أو ملابس لا تتماشى مع آخر خطوط وصرعات الموضة. يذكر أن أسعار الفساتين المخصصة للسهرة وحضور مناسبات الزواج تصل في أحيان كثيرة إلى مبالغ خيالية قد تتجاوز 100 ألف ريال، في حين تتجاوز أسعار العادية منها 10 آلاف ريال. وفي بادرة الهدف منها الحد من المبالغة في اقتناء ملابس الأفراح التي أصبحت تستنزف جزءا كبيرا من مداخل الأسر السعودية، يقود حاليا فريق عمل تطوعي من المثقفات وسيدات المجتمع الواعيات في مدينة الطائف، تتقدمهن فوزية باهيثم وهي مشرفة قسم الحروق والتجميل بمستشفى الملك فيصل بالطائف، حملة توعية وتوجيه الوسط النسائي بخطأ هذه الممارسة. ويقوم أعضاء هذه الجماعة بحضور عدد من المناسبات بما فيها حفلات الزفاف بفساتين بسيطة وغير مكلفة، رفعا لحرج الأخريات من الظهور بلباس بسيط، أملا في القضاء على ظاهرة إسراف النساء في إرتداء أزياء باهظة الثمن وبشكل مبالغ فيه.

وتمنت باهيثم أن تقود تجربتهن بقية السيدات في المدن الأخرى من صحافيات ومثقفات وسيدات واعيات لخوض هذه التجربة بعد أن لمسن مدى ما تحقق من نجاح على أرض الواقع.