القرضاوي.. المعتدل!!

أحمد الربعي

TT

كأنه لا يكفينا هذا القتل اليومي حيث نصحو على قطع رؤوس العمال النيباليين في العراق وننام على اخبار اختطاف مئات من الاطفال الابرياء في روسيا مرورا باختطاف الصحافيين الفرنسيين وقطع رقاب عمال أتراك في بغداد.

كأن هذا كله لا يكفي فيظهر علينا من يفترض ان يكون داعية اسلاميا معتدلا هو الشيخ يوسف القرضاوي ليفتي بجواز قتل المدنيين الاميركيين في العراق وليقول بلغة عربية واضحة وصريحة «ان كل الاميركيين في العراق محاربون لا فرق بين مدني وعسكري ويجب قتالهم لأن المدني الاميركي جاء العراق لخدمة الاحتلال». ويضيف بلغة اكثر وضوحا «ان خطف الاميركيين وقتلهم في العراق واجب»!!

ولان السيد الشيخ القرضاوي مثل كثير من الشيوخ المتطرفين لا يموتون عادة ولا يستشهدون ولا يحدث ذلك لأبنائهم الذين يتعلمون عادة في احسن جامعات الغرب فإن مثل هذه الفتوى سيقرأها شباب مسلم متحمس، وقد يذهب الى العراق لتنفيذ الواجب الديني الذي دعا له الشيخ القرضاوي. وما دام لا فرق بين اميركي ذهب مع منظمة دولية في العراق لمساعدة الناس او علاجهم والجندي المقاتل فما الذي يمنع شابا متحمسا معجبا بالشيخ القرضاوي مصدقا له من قتل طبيب او عامل اغاثة مدني في العراق.

وما دام الأمر كذلك وبسبب صعوبات الدخول للعراق فلماذا لا يقوم هذا الشاب المتحمس بقتل الجنود الاميركيين المنتشرين في دول التعاون الخليجي وخاصة في الدوحة والكويت وان اغلبيتهم خدموا او استخدموا في العراق، ولماذا لا يقوم بقتل المدنيين الاميركيين في الكويت وقطر ما دام هؤلاء يخدمون الجيش الاميركي، ثم لماذا نذهب بعيدا.. أليس من واجب هذا الشاب المتحمس المعجب بالقرضاوي قتل المسؤولين القطريين والكويتيين الذين سمحوا بوجود هذه القوات في البلدين؟

الفرق بين الجنون والعقل، بين التطرف والاعتدال واضح. فالقرضاوي الذي يعيش حياة الرغد والعز في الدوحة يفتي بقتل المدنيين الاميركيين، والأئمة الأربعة الشيعة الذين اجتمعوا في منزل السيد السيستاني في النجف ويعيشون تحت الاحتلال يطالبون بعدم استخدام العنف ضد القوات الاميركية.

انه الفرق بين العقل المسؤول، والعقل غير المسؤول. العقل الذي يريد حفظ دماء الناس والعقل الذي يريد اهدار دماء البشر وهو يحاضر بالاعتدال.