التعليم في السعودية: فرق شاسع بين مباني المدارس المستأجرة ومدارس أرامكو الحديثة

TT

من مشاكل التعليم في المملكة العربية السعودية، المباني المستأجرة للمدارس التي هي في الأساس أعدت لتكون مبان سكنية، ولكن لقلة المباني الحكومية ولكثرة الطلاب كان أحد الحلول التي لجأت لها وزارة المعارف سابقاً، التربية والتعليم حالياً، حيث وفرت المكان للعملية التعليمية بالرغم من أنها لم تعد مكانا مناسباً في الوقت الحاضر. في المنطقة الشرقية ساهمت شركة أرامكو السعودية في بناء مدارس على الطراز الحديث لحل مشكلة المباني المستأجرة. وهذه المدارس تتركز في الأحياء التي يسكن فيها موظفو الشركة وتكون الأولوية لسكان الحي في التسجيل في هذه المدارس، وقد بلغ عددها في مدينة الدمام عشر مدارس أربع ابتدائية وأربع متوسطة وثانويتان. يقول خليفة الدوسري، وهو مدير في أحد مدارس أرامكو السعودية «تتميز هذه المدارس بوفرة الأثاث، واتساع المرافق والتجهيزات الكاملة من تكييف مركزي ومختبرات ومعامل لمختلف المواد الدراسية». ويضيف «حددت أرامكو عدد الطلاب في الفصل الواحد بخمسة وعشرين طالبا ولكن لدينا تعليمات من إدارة التربية والتعليم بقبول ستة وثلاثين طالبا».

عبد العزيز الظفيري درس في مدارس أرامكو ويعمل معلما في إحدى مدارس الدمام ( مبنى حكومي ) يقول الفرق بين المدرسة التي درست بها والتي أعمل بها واضح علماً أن تلك التي درست بها عمرها أكثر من ثلاثين سنة بينما التي أعمل بها عمرها أقل من ثلاث سنوات لكنها لم ولن تكون بجودة تلك التي درست بها، كانت تلك المدرسة نموذجية من حيث التصميم ( دور واحد ) والمرافق والإمكانيات ولم يكن يتجاوز عدد الطلاب الخمسة والعشرين طالباً في الصف بينما يصل عدد الطلاب في مدرستي الآن أكثر من أربعين طالباً في بعض الفصول.

وكما أن لمدارس أرامكو مميزاتها التي تجعل الكثير من الآباء يحرصون على تسجيل أبنائهم فيها مما حدا بإدارة التعليم بالمنطقة الشرقية تضع آلية لنقل الطلاب الذين يسكنون خارج الحي الذي تقع فيه المدرسة حيث يتم النقل عن طريق مركز الإشراف بعد أن يثبت ولي الأمر أنه سكن حديثاً في الحي أو أنها المدرسة الأقرب لابنه فان للمدارس المستأجرة سلبيات التي تكون واضحة للعيان.

المعلم أحمد عبد الله أبو راس، وهو مدير مدرسة مستأجرة يقول «من المشاكل التي نعاني منها بشكل يومي عدم وجود مكان للطابور الصباحي مما يضطرنا إلى استخدام سطح المبنى لهذا الغرض مما يعرض الطلاب للمخاطر فعندما يكون عدد الطلاب ثلاثمائة على سطح مبنى قديم هناك خطورة عليهم كذلك التدافع عند النزول من الطابور».

ويضيف «دورات المياه من المشاكل في المباني المستأجرة فهي معدة لاستخدام عدد محدود وليس طلاب مدرسة كذلك الفصول بعضها صغير لأنها معدة لتكون مطابخ وليس فصول كما أن التهوية سيئة لأنها لم تأخذ في الحسبان استخدام المبنى كمدرسة يضاف إلى ذلك عدم وجود مخارج طوارئ مما يضاعف الخطورة في حال لو حدث شيء لا سمح الله». هذه المباني لها انعكاساتها النفسية على الطلاب والمعلمين مما يحد من قدراتهم الإبداعية في المجالات المختلفة سواء في النشاط أو في العملية التعليمية ذاتها. يقول المعلم خالد الغامدي «المبنى المستأجر سبب قوي في إعاقة طموح المعلم في النشاط كما أن هذه المدارس عبارة عن حجرات ضيقة ومزدحمة بالطلاب وكثير من فصول هذه المدارس غير صالحة للتدريس بسبب حرارة الجو الناتجة عن سوء التكييف».