رجل الاعمال السوري نعمان الأزهري: بدأ في باريس ثم أسس وترأس أكبر مصرف في لبنان

TT

يترأس الدكتور نعمان الأزهري واحداً من أعرق وأبرز مصارف لبنان والعالم العربي على حد سواء: «بنك لبنان والمهجر»، الذي أجمع أخيراً العديد من المؤسسات المالية الدولية المختصة مثل «ذي بانكر» و«غلوبال فايننس» و«يورو موني» على أنه أفضل بنك في لبنان. واحتل بنك لبنان والمهجر هذه المرتبة بعد تدقيق وتحليل لميزانياته. كما حاز أعلى تصنيف لجهة القوة المالية «هاي فايننشال سترينغث» ومن قبل مؤسسة «كابيتال انتليجنس».

والدكتور نعمان الأزهري سوري الأصل من مواليد مدينة اللاذقية، تلقى علومه الجامعية في باريس حيث تابع دراسة الحقوق في جامعة السوربون التي حاز منها أيضا دكتوراه في الاقتصاد. كما حصل نعمان الازهري على إجازة في العلوم السياسية من المعهد العالي للدراسات السياسية أحد أعرق معاهد العاصمة الفرنسية. وخاض الأزهري غمار العمل المصرفي في العام 1951، وانطلاقته جاءت من باريس ومن مصرف فرنسي هو اليوم مصرف «سوسيتيه جنرال». وبعد باريس كانت دمشق هي مسرح أعماله حيث أسس وترأس نهاية الخمسينات مصرف الشرق العربي أحد أبرز مصارف سورية. وما بين العامين 1961 و 1962 تبوأ الأزهري مناصب وزارية اذ تولّى حقائب المالية والاقتصاد والتخطيط. وبعد الوزارة شكلت بيروت منعطفاً جديداً في حياته، إذ إنتقل إليها لتسلم إدارة بنك لبنان والمهجر (أسس سنة 1951) مع محافظته على رئاسته لمجلس إدارة بنك الشرق العربي. إلى أن تم تأميم كافة المصارف الخاصة في سورية.

ويقول الأزهري إنه عندما تولى إدارة بنك لبنان والمهجر سنة 1962 كان حجم الودائع 4 ملايين دولار أما اليوم فالودائع تبلغ 10 مليارات دولار. فضلا عن ذلك، فالبنك كان يحتل المرتبة الثانية والخمسين في قائمة المصارف اللبنانية، أما اليوم فيتصدر المرتبة الأولى. يذكر أن الأزهري تولى الإدارة العامة ما بين سنة 1962 و1971 اثناء رئاسة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق حسين العويني لمجلس الإدارة. وفي سنة 1971 وإثر وفاة العويني، تولّى الأزهري رئاسة مجلس إدارة بنك لبنان والمهجر.

وآخر مشاريع الأزهري إفتتاحه لبنك سورية والمهجر في دمشق وقد نال الرخصة بعد أربعين سنة من إقفال المصارف الخاصة. وفي الوقت الراهن يتطلع الأزهري إلى افتتاح أربعة فروع في مختلف المناطق السورية. ويعوّل الأزهري حاليا على نجاح بنك سورية والمهجر لما للمصرف من خبرة في السوق السورية تناهز الأربعين سنة. ومن ناحية أخرى فقد تمّ افتتاح فرع لبنك لبنان والمهجر في عمان. تجدر الإشارة إلى أنه خلال الحرب اللبنانية لم يشأ الأزهري الانكماش بظل الأوضاع العصيبة فتطلّع نحو أوروبا، حيث أنشأ بنك بانوراب الفرنسي الذي انبثق عنه مؤسسة مصرفية سويسرية هي بنك بانوريان (سويسرا). وتنتشر الفروع الخارجية للمجموعة في كلّ من جنيف وباريس ولندن، إضافة إلى دبي ومسقط والشارقة. وخلال الحرب أيضاً تمّ افتتاح فروع لبنك لبنان والمهجر في قبرص ومرسيليا. وعن المحطة المفصلية في حياته المهنية، يعتبر الأزهري أن بداياته المهنية في سورية كانت ممتازة لا سيّما أنه تبوّأ مراكز رفيعة في حوالي الثلاثين من عمره كرئاسة مجلس ادارة بنك الشرق العربي ومناصب وزارية رفيعة. والأزهري راض اليوم تماماً عن وضع «لبنان والمهجر» لا سيّما أنه ما زال المصرف اللبناني الاول رغم عمليات الدمج بين المصارف اللبنانية لجهة الاموال الرأسمالية وودائع الزبائن والارباح والملاءة التي تتجاوز حالياً اربع مرات المعدل الدولي.