موسى بن أبي الغسان بطل في الرواية الإسبانية فانتبهوا له

TT

تعقيبا على محيي الدين اللاذقاني في مقالته «تاريخ الجرح الأندلسي» المنشور بتاريخ 3 يناير (كانون الثاني) الحالي، أقول: وغادر الملك أبو عبد الله الصغير الى قرية اندرش من قرى جبل البشرات، ثم ما لبثت ان باعت ايزابيلا القرية فعبر العدوة الى المغرب وعاش فى كنف سلطان فاس ولم تنصفه الرواية ولا المؤرخون الاسبان وسخروا من الروايات التي تحدثت لاحقا عن انه قاتل الى جانب سلطان فاس، وقالوا كيف بملك لم يقاتل فى سبيل ملكه ان يقاتل فى سبيل ملك الآخرين، وعلى عكس ذلك مجدت الرواية التاريخية الاسبانية الرسمية والشعبية الفارس العربي موسى بن أبي الغسان، الذي تزعم مقاومة اهل غرناطة لزمن طويل ورفض كل محاولات التسليم وعارض مخططات الملك ابي عبد الله لتسليم المدينة مذكرا اياه بأنه لأن نموت تحت أسوار مدينتنا (غرناطة) لأشرف لنا واكرم خيرا من ان يذكرنا التاريخ أننا سلمنا دون قتال، وحين علم موسى بن ابى الغسان بتسليم المدينة خرج كما يقول المورخ الاسبانى أرفنج «خرج من باب البيرة فقابلته سرية من فرسان قشتالة على ضفة نهر شنيل، فلما رأوه يعدو نحوهم طلبوا اليه ان يقف وان يعرف بنفسه فلم يجب الفارس المسلم، ووثب الى وسطهم وطعن احدهم برمحه وانتزعه من سرجه وانقض على الآخرين وكانت ضرباته ثائرة قوية، ولم يشعر بما أثخن من جراح، وهكذا مضى يبطش بالفرسان حتى افنى اكثر من نصفهم، غير انه جرح فى النهاية جرحا بالغا ثم سقط جواده من تحته قتيلا، فسقط على الارض ولكنه ركع على ركبتيه وأستل خنجره وأخد يناضل عن نفسه، فلما رأى قواه قد نضبت لم يشأ ان يقع أسيرا بيد خصومه، فارتد الى الوراء بوثبة اخيرة وألقى بنفسه فى النهر، فابتلعه لفوره ودفعه سلاحه الثقيل الى الاعماق وقد عرفه بعض العرب المتنصرين فى المعسكر الاسباني، بأنه الفارس موسى بن أبي الغسان. انتهت الرواية الاسبانية لفارس هو نقيض الملك أبي عبد الله والذي اتمنى من مؤسسة البابطين والتي تختص برعاية التراث الاسباني القاء الضوء على سيرته وتعريف الامة والاجيال العربية بسيرة هذا البطل المجهول، والتي ما زالت الرواية الاسبانية تمجده وتثني على فروسيته وشجاعته.