مثال الألوسي يروي لـ«الشرق الاوسط» حكاية زيارة الأيام الخمسة في إسرائيل

أكد أنه ذهب بقرار جماعي من المؤتمر الوطني العراقي

TT

ما ان عاد مثال الالوسي من اسرائيل، في اول زيارة علنية لسياسي عراقي الى الدولة العبرية، حتى وجد نفسه مطرودا من المؤتمر الوطني العراقي الذي كان احد قيادييه المقربين من احمد الجلبي، وشكل «حزب الامة العراقية الديمقراطي» وخاض الانتخابات بقائمة منفردة مبديا قدرا كبيرا من الثقة بالفوز فيها لانه كما يقول يرى ان «العراقيين اناس اذكياء وسيختارون من يمثل مصالحهم القومية والوطنية».

الاسبوع الماضي فتحت («الشرق الأوسط») مع الالوسي ملف الايام الخمسة لتلك الزيارة الشهيرة التي ربما كانت من الاسباب وراء محاولة اغتياله امس.

* كيف بدأت حكاية اسرائيل؟

ـ بدأت في نهاية شهر يونيو (حزيران) 2004 اذ دعوت الى اقامة ندوة علمية عالمية في بغداد، ووجهنا الدعوة الى مراكز الابحاث الدولية والاحزاب العربية والعالمية من اجل دراسة اثار النازية والفاشية والعنصرية والبعثية على المجتمعات. وما يهمنا هو الفكر الشمولي الذي عاشه العراق لمدة 35 عاما. وتلك الندوة اجلت بسبب الظروف الأمنية التي عاشتها بغداد، والتأجيل لم يتم تبليغه الى بعض الجهات، وفوجئنا ببعض الاوروبيين يحضرون الى بغداد للمشاركة في المؤتمر المؤجل، وكانت لنا معهم لقاءات واسعة في مقر مجلس الوزراء، وفي وقتها جرى الحديث عن اوضاع المنطقة والارهاب الذي نعيشه بشكل عام وفي العراق بشكل خاص.

* كيف زرت اسرائيل؟ ـ زرتها بناء على دعوة من قبل المعهد الاستراتيجي لشرق اوروبا. وكانت لديهم تجربة في معالجة اثار الحرب في يوغوسلافيا واثار التسلط المخابراتي في المنطقة، وارتأينا الاستفادة في تبادل المعلومات حول التجربة العراقية. وهنالك جرى اقتراح عقد مؤتمر عالمي عن الارهاب وسئلت عما اذا كانت لي رغبة في المشاركة، فكان جوابي نعم بعد ما علمت ان الشأن العراقي سيكون احد محاور المؤتمر، وكانت عبارة عن موافقة مبدئية لا غير، وبعد اقل من شهر تسلمت رسالة إلكترونية من المعهد تقول ان المؤتمر سيعقد في اسرائيل، وكان جوابي لا يهمني المكان اذا كان العراق سيكون على طاولة البحث، وقد علمت ان الطرفين الأميركي والالماني اعترضا في البداية على حضوري، لكن بعد ذلك حصلت على دعوة خطية عبر البريد الإلكتروني من المؤتمر الرابع لمكافحة الارهاب، وقد سألت زملائي في المؤتمر الوطني فقد كنت اشرف على تنظيمات في المؤتمر الوطني بشكل مباشر، وناقشنا الامر خلال ثلاث جلسات ولساعات طويلة واتخذنا قرارا جماعيا بالذهاب الى المؤتمر، فمن مجموع 70 شخصا اعترض واحد فقط على القرار، وكل الذين اتفقوا على الرأي هم مناضلون ولهم تاريخ طويل في النضال.

* هل تعني انك مخول تنظيميا بالذهاب الى اسرائيل؟ ـ على ضوء ما حدث فأنا مخول تنظيميا من قبل مناضلين ضحوا من اجل الوطن ولا يمكن الشك في مصداقيتهم واصالتهم.

* هل توجهت بمفردك الى اسرائيل؟ ـ نعم، لقد اتجهت الى شمال العراق ثم الى تركيا واستقللت الطائرة التركية في يوم 10/9 / 2004 باتجاه مطار بن غوريون في اسرائيل وقد دفعت كل تكاليف الرحلة من حسابي الخاص، وفي المطار لم يكن احد في استقبالي ولم تحصل اي مشاكل، وركبت سيارة الاجرة من المطار الى الفندق الذي يسكن فيه احد المشاركين في المؤتمر، وهو فندق شارون في مدينة هيرتي سيكا، وكان المشاركون في المؤتمر يمثلون اكثر من 33 دولة ومنهم رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الروسي اضافة الى السفير الروسي ووزير الداخلية الالماني وكبار الاستراتيجيين الالمان، وكان هنالك ثقل للطرف الأميركي تقنيا وسياسيا واستراتيجيا.

* هل كنت العربي الوحيد في المؤتمر؟ ـ ابدا، لقد كان هناك عرب لكنهم تجنبوا ان نلتقي في ممر واحد وانا لا احترم مثل هؤلاء الذين يذهبون في السر ويستغفلون شعوبهم. لقد ذهبت عراقيا وعدت عراقيا اقاتل من اجل مصلحة بلدي.

* ومتى تم معرفة وجودك في اسرائيل كعراقي؟ ـ منذ الساعة الاولى لوصولي الى الفندق كان هناك مندوب لاذاعة صوت العراق الحر اجرى معي لقاءً قلت فيه بالحرف الواحد «انا مثال الالوسي هنا في اسرائيل في المؤتمر العالمي ادافع عن مصلحة بلدي»، وانا لست من اصحاب الاسرار وممن يخافون الحقيقة، والغريب ان احدا لم يهتم بذلك اللقاء، ولكن عندما نشرته صحيفة اسرائيلية قامت الدنيا ولم تقعد، وكنت اتمنى ان يصل السياسي العراقي والمثقف العراقي الى احترام الاعلام الداخلي والاقليمي ولا يأخذ الصحافة الاسرائيلية على انها معيار لكل شيء.

* هل التقيت بمسؤولين في الحكومة الاسرائيلية؟

ـ لقد ابلغني احدهم بأن هناك لقاء مع ممثلين من مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي لكنني اعتذرت لانني لا املك تفويضا عراقيا رسميا ولو كان ذلك التفويض موجودا لما تراجعت لان اجلس مع اي انسان في العالم من اجل المصلحة العراقية.

* هل تم تهديدكم بالقتل قبل وبعد وصولكم الى بغداد بعد هذه الرحلة؟ ـ قبل وصولي الى بغداد اتصل بي طرف سياسي عراقي وقال: اذهب الى لندن وسنوفر لك المال وما تحتاجه من جهاز اداري مع حماية لانك ستقتل في حال عودتك الى بغداد ولكنني رفضت الطلب وعدت الى تركيا ومنها الى بغداد، وقد ذهبت عراقيا وسأبقى كذلك حتى يظهر الحق وكفى استغفالا للشعب.

* هل تتوقعون ان يفوز حزبكم بمقاعد في الجمعية الوطنية خصوصا انه لم يأتلف مع احزاب اخرى؟ ـ لدي قناعة بأننا سنفوز في الانتخابات وهذا الحزب الناشىء لديه مقرات نشطة في المحافظات.