كسر الورك وكبار السن

من السهل الإصابة به ومن اليسير الوقاية منه

TT

من بين كل عشرة أشخاص يصابون بكسر الورك فإن تسعة هم ممن تجاوز عمرهم 65 سنة، ومن بين كل أربعة فإن هناك ثلاث سيدات، فهي الإصابة الأكثر شيوعاً لدى كبار السن من السيدات في كل مناطق العالم، هذا ما تقوله آخر الإحصاءات العالمية.

الورك مفصل مكون من كرة رأس عظمة الفخذ تسكن تجويفاً على شكل نصف كرة ضمن تراكيب عظام الحوض، تحيطه الأربطة والعضلات من كل جانب لتضمن تماسكه في تثبيت قوام الجسم، فهو مفصل ذو هيئة وتركيب مميز يحميه في المراحل المبكرة من العمر من كثير من أنواع الحوادث والإصابات. بيد أن عوامل عدة يتراكم تأثيرها مما يجعل من اليسير حصول الكسر فيه الأمر الذي يعلل ارتفاع نسبة حصوله بتقدم العمر. وهي:

ـ هشاشة العظام وضعف تكوينها الناجمة عن قائمة من الأسباب الهرمونية والغذائية وقلة النشاط البدني.

ـ اضطرابات التوازن لدى الوقوف أو المشي التي تصاحب العديد من الأمراض المزمنة في المفاصل والقلب والأعصاب والغدد وغيرها.

ـ اختلال المشي نتيجة ضعف البصر أو السمع أو التغذية.

ـ حالات تقلب الوعي والتركيز الذهني بكل تفاصيلها الطبية.

ـ زيادة الوزن.

ـ الآثار الجانبية لأنواع عدة من الأدوية التي يتناولها كبار السن.

ـ تناول كثير مما يؤثر على الوعي بالذات من عقاقير أو مشروبات.

كل هذه العوامل وغيرها لمن تأمل، تجعل من اليسير حصول حوادث بسيطة من حيث المظهر لكنها تؤدي إلى نتائج مرهقة على مفصل الورك.

ولدى الكبار نحن لا نتحدث عن إصابات حوادث السير أو الارتطام بأشياء ثقيلة أو الاحتكاك القوي في الرياضة وما شابه هذا، بل نتحدث عن حوادث غاية في التفاهة وغاية في سهولة الحصول مما لا يلتفت إلى أهميته صغار السن ولا يلقون له بالاً الأمر الذي يعرض الكبار لهذه الإصابة. مثلا وضع سجادة سميكة بشكل خاطئ على الطريق الذي يمشي كبير السن فيه في المنزل يعرضه للتعثر والسقوط مما يؤدي إلى كسر الورك!، ومشي كبير السن وحده داخل المنزل خاصة عند القيام من النوم وقبل زوال تأثير ذلك عليه يعرضه للسقوط من أبسط شيء يصطدم به!.

وعدم ملاحظة اختلال التوازن لدى كبير السن من قبل من يعيشون معه يعرضه أيضاً لذلك.

وعدم العناية بجفاف الأسطح الأرضية في المنزل أو الحمام أو الساحات العامة يجعل كبير السن عرضة للخطر. ولكل منا أن يتخيل كيفية إمكان حصول كثير من الحوادث هذه لأحد كبار السن حوله. الوقاية هي الأساس في علاج كسر الورك، وأمر الوقاية هنا ليس مناطاً بكبير السن بل بمن يعيش معهم ومن حوله من الأقرباء والجيران، إذْ تقع عليهم مسؤولية العناية بكبار السن ووقايتهم مما يؤذيهم، والتي تشمل ثلاثة عناصر:

1 ـ الوقاية والعلاج لهشاشة العظام.

2 ـ منع حوادث السقوط عند كبار السن.

3 ـ حماية ما حول المفصل باللباس المناسب.

إن التعرض لكسر الورك فوق أنه يحتاج إلى عناية في المستشفى فإنه يستلزم اتباع برنامج تأهيلي طويل يبلغ أكثر من ستة أشهر حتى لا تعود الإصابة مرة أخرى، فالكسر بذاته يؤثر على طريقة المشي وعلى التوازن.

نقاط مهمة

* إضاءة المنزل بكمية كافية ليلاً ونهاراً، ووضع مفاتيح الإضاءة في أماكن يسهل الوصول إليها في أول كل حجرة أو مجلس.

* ترتيب المنزل من تراكم قطع الأثاث وغيرها فوق الأرض وفي الممرات، ووضع مقابض يستند إليها كبير السن في الممرات ودورات المياه.

* إزالة كافة التوصيلات السلكية للهاتف أو التلفاز وغيره عن سطح الأرض.

* تجنب خزن الأشياء غير المستخدمة مما قد يحتاجه كبير السن في أماكن عالية.

* توفير الأحذية أو النعال الجيدة لاستخدامها.

* العناية الخاصة باستخدام دورة المياه والاستحمام.

* كشف النظر بشكل دوري.

* مراجعة الطبيب لدى الشعور بحالات الدوخة أو اختلال التوازن أو فقدان الوعي أو صعوبة الحركة.

* الحرص على عدم تناول المشروبات الكحولية تماماً، وعدم تناول العقاقير المنومة إلا بإشراف طبي.