القتل على الهوية الطائفية: العثور على11 جثة في بغداد و5 إلى الجنوب منها

بين المقتولين إمام مسجد.. والوقف السني يطالب بتحقيق فوري

TT

كشف النقاب امس عن عمليتين لقتل جماعي بدوافع طائفية في ما يبدو ببغداد والى الجنوب منها. فقد عثرت الشرطة العراقية على جثث 11 عراقيا من السنة، بينهم إمام مسجد، طالب ديوان الوقف السني بفتح تحقيق لاستجلاء ظروف مقتلهم بعد تأكيد ذويهم أنهم قتلوا بالرصاص بعد تعذيبهم وان الشرطة كانت اوقفتهم قبل بضعة ايام.

وقال مصدر في ديوان الوقف السني، احد اكبر المراجع السنية في العراق، لوكالة الصحافة الفرنسية ان «شرطة الحبيبية عثرت على الجثث الاحدى عشرة في اطراف مدينة الصدر (شيعية تقع شرق بغداد) وسلمتها الى دائرة الطب العدلي».

وأضاف المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه ان بين القتلى الشيخ ضياء حمود الجنابي إمام وخطيب مسجد مالك الملك في حي الربيع في منطقة سبع أبكار(شمال بغداد). وأكد المصدر ان «الجثث تبدو عليها آثار تعذيب وطلقات نارية في الرأس». وأوضح ان «هؤلاء الاشخاص وبحسب ذويهم كانوا قد اعتقلوا من منازلهم في حي الربيع على يد قوات مغاوير تابعة لوزارة الداخلية عند الساعة الثالثة من فجر الأحد الماضي».

وتابع «بحسب عائلات الضحايا رافق عملية اعتقالهم كسر ابواب المنازل وسرقة اموال وحاجيات وأجهزة الهاتف الجوال»، موضحا ان «بين القتلى ثلاثة اشقاء من عائلة واحدة وشقيقين من عائلة اخرى».

وطالب الشيخ عدنان الدليمي رئيس ديوان الوقف السني الحكومة العراقية «بإجراء تحقيق فوري تعلن نتائجه على وسائل الاعلام لا سيما ان هذه العملية قد تكررت لأكثر من مرة في مناطق الشعب والاسكان والسيدية والعامرية وابو غريب» في بغداد. وأضاف «اننا نريد معرفة من يقف وراء هذه الجرائم البشعة التي تستنكرها جميع الشرائع السماوية والقوانين الوضعية وحتى لا تقيد ضد مجهول كسابقاتها».

وندد حسين علي كمال وكيل وزارة الداخلية لشؤون الاستخبارات بالحادث، وقال «نحن ندين بلساننا وضميرنا كل عمليات القتل التي تستهدف المواطنين المدنيين». واضاف ان «هناك الكثير من الابرياء يقتلون ويرمون بصورة بشعة جدا ولا نعرف الجهة التي تقف خلف ذلك (..) هناك اشخاص يلبسون لباس الشرطة والمغاوير ويقومون بجرائمهم في اوقات متأخرة من الليل».

وقال ان «المسألة خطرة جدا ونقوم حاليا بتحقيق جدي بهذا الأمر»، موضحا ان وزير الداخلية بيان باقر صولاغ «أمر بتشكيل لجنة خاصة للتحقيق بهذه المسألة». واضاف ان «وزير الداخلية أصدر أمرا بعدم اعتقال اي شخص بدون مذكرة قانونية وقضائية».

وعند مسجد «الحاج حسن البارح» في حي الاعظمية (شمال) شارك المئات من العراقيين في تشييع الضحايا بينما كان رجل دين يهتف عبر مكبرات الصوت من اعلى المسجد «احذروا الطائفية لانها سوف تؤدي الى حرب طائفية لا تحمد عقباها».

وحمل المشيعون الذين كانوا يهتفون «لا اله إلا الله» لافتات كتب عليها «الدولة التي تحكمها الطائفية لا تستطيع ان تبني حضارة، ولكن يمكن ان تصنع مجزرة»، فيما رفع آخرون العلم العراقي.

ووصف حسن صبري رئيس المجلس البلدي لمنطقة الاعظمية الحادث «بعملية طائفية تم فيها محاكمة الضحايا محاكمة صورية بعدها عذبوا ومن ثم قتلوا»، واعتبر فؤاد جبار، 32 عاما، ان «كل ما يريدونه هو اجبار الناس على القبول بما تفعله هذه الحكومة وما تقرره». واضاف «اذا لم ترض بما يقولونه فهذا المصير الذي سوف تلاقيه في آخر المطاف».

ويأتي هذا الحادث بعد يومين من وفاة تسعة اشخاص ـ كانت قد اعتقلتهم قوات الامن العراقية لاشتباهها في انهم على علاقة مع المسلحين ـ اختناقا بعد ان امضوا اكثر من 14 ساعة داخل شاحنة للشرطة.

والى الجنوب من بغداد أفاد ضابط في شرطة الحلة ان دوريات الشرطة عثرت خلال اليومين الماضيين على خمس جثث لمدنيين مجهولي الهوية قتلوا بالرصاص في ضواحي المدينة.

وأوضح الضابط ان دوريات الشرطة عثرت امس على جثة مقطوعة الرأس لشخص يرتدي ملابس مدنية مجهول الهوية في منطقة سدة الهندية، كما عثرت دوريات أخرى اول من أمس على أربع جثث مجهولة الهوية لمدنيين قتلوا في مكان واحد رميا بالرصاص.