الموت يغيب عباس غزاوي الإعلامي السعودي والسفير السابق

بعد رحلة استمرت 60 عاما

TT

غيّب الموت أول من أمس الإعلامي والدبلوماسي السعودي السفير عباس فائق غزاوي بعد فترة من المرض لم تمهله طويلا، ودفن في المدينة المنورة. وقد أمضى الراحل، الذي ولد في مكة المكرمة، في السلك الدبلوماسي سفيرا للمملكة العربية السعودية ما يقارب 15 عاما في ألمانيا، وكان قبلها قد بدأ حياته العملية في ممارسة هوايته الإعلامية حينما جمع بين الدراسة الجامعية بكلية الحقوق ليتخرج محاميا وبين العمل الإعلامي الذي أصبح عمله الرسمي بعد انتهاء دراسته.

وقد بدأ الغزاوي مذيعا ومن ثم مقدما للبرامج حتى أصبح مديراً لإنتاج البرامج الإذاعية فمشرفاً على تحرير صحيفة «أم القرى» حتى أصبح بعد ذلك مديراً عاماً للإذاعة. وبعد إنشاء التلفزيون جمع الدبلوماسي الراحل بين عمله كمدير عام لكل من الإذاعة والتلفزيون معا، وقد قدم خلال مشواره الإعلامي العديد من البرامج التي كان لها صدى واسع وشعبي في الأوساط المحلية، خاصة لدى الأطفال، حيث قدم برنامجه «بابا عباس» الذي لقي شهرة واسعة في ذلك الوقت، وما يزال في ذاكرة الكثيرين.

ومع بدء المحطة السعودية التلفزيونية بالبث قدم غزاوي برنامجا تلفزيونيا بعنوان «ندوة التلفزيون» الذي كان يجمع العديد من الشخصيات البارزة في المجتمع السعودي ويتناول الكثير من الموضوعات والقضايا الحيوية. وبعد مشواره الإعلامي قام الراحل بفتح مكتب للمحاماة ومن ثم نقل خدماته من وزارة الإعلام والتحق بوزارة الخارجية، وقد تنقل خلال عمله السياسي في عدة دول منها تونس وتشاد وإيطاليا حتى تم اختياره سفيرا لبلاده في ألمانيا وهو في الأربعين من عمره، ليمضي بها سفيرا لما يقارب 15 عاما. ويعود للراحل الفضل في دخول المرأة للمجال الإعلامي، عندما أصدر قرارا ببث أول برنامج إذاعي بصوت امرأة، مما مكن الإذاعة من اختراق حاجز المنع ليتطور نشاطها الإعلامي بشكل كبير بعد القرار. والغزاوي أب لأربعة أبناء هم عصام ورضا وماجد وحاتم وثلاثة من البنات، وقد نال شرف الحصول على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الممتازة عام 1978 .