أكدت مسؤولة في قسم التوجيه والإرشاد بإدارة تعليم بنات جدة أن تعميما صدر منذ خمس سنوات تم إرساله إلى مدارس البنات يفيد بإلزام الطالبات بضوابط ومواصفات ما اسمته «الحجاب الشرعي» في ارتداء العباءة ولكنه لا ينص على اجبار الطالبات بوضع العباءة فوق الرأس، مشيرة الى انه ليس من حق المديرات اتخاذ شيء بهذا الشان.
وقالت خديجة الشافعي من قسم التوجيه والإرشاد بإدارة تعليم بنات جدة: «صدر هذا التعميم بمراعاة ضوابط للحجاب في المدارس استنادا الى فتوى شرعية للشيخ عبد العزيز آل الشيخ والامانة العامة لهيئة كبار العلماء ورقم الفتوى 21352 تاريخ 9/3/1421هـ».
وتابعت حديثها «لا يعني هذا التعميم إلزام الطالبات بارتداء العباءة من فوق الرأس وإنما إلزامهن بمواصفات «الحجاب الشرعي» مع فتح مجال الحرية لهن بارتدائها على الرأس أو على الكتفين وفق رغبة الطالبة ولكن بعض المديرات يأخذن بحرفية الفتوى الشرعية إلا أن الأمر فيه سعة ومن المهم توفر شروط الحجاب الشرعي». جاء ذلك بعد ان قامت مديرة مدرسة ثانوية (الثانوية الخامسة للبنات) جنوب مدينة جدة باجبار طالباتها على ارتداء العباءة من على الرأس وتوعدت المخالفات بالعقاب بحسب ما أفادت به إحدى الأمهات لطالبة من طالبات المدرسة، مشيرا الى أن العقاب بدأ بتطبيقه ليومين وذلك بإيقاف الطالبات على مدى حصتين دراسيتين في ساحة المدرسة وحرمانهن من مادتها العلمية دون تعويضهن، الأمر الذي جعل أمهات بعض الطالبات يذهبن إليها كي تعطي بناتهن فرصة لشراء العباءة والتعود على ارتدائها. وقد أفادت مديرة المدرسة روضة العمير بأنها تطبق تعميما وصلها منذ سنوات من إدارة التعليم بجدة يفيد بإلزام الطالبات على ارتداء الحجاب الشرعي وفق فتوى شرعية تحث على إرتداء العباءة من على الرأس كحجاب شرعي، وقالت «لقد بدأت بتطبيق هذا التعميم بسبب الفوضى التي تسري بين الطالبات في حجابهن فهن يرتدين العباءات المختلفة خاصة في مثل مرحلتهن العمرية». وأكملت حديثها «للأسف عدم تقيدهن بالحجاب الملتزم جعلهن لافتات لنظر الشبان أمام المدرسة وقد تحدثت معي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بسبب خروجهن بمظهر غير لائق».
وكما ترى مديرة المدرسة العمير تطبيق التعميم بارتداء الحجاب الشرعي من على الرأس وفق الفتوى الشرعية التي تصدرت التعميم من إدارة التعليم بجدة وهي تطبقه على جميع الطالبات وعند سؤالها عن بعض الطالبات اللاتي يشتكين من ظروف مادية لا تعينهن على شراء العباءة أجابت «لقد اشتريت العشرات من العباءات بمختلف المقاسات والأحجام من أجلهن فمن هن غير قادرات على شرائها»، كما أكدت مديرة المدرسة في حديثها حضور أمهات الطالبات لمقابلتها من أجل إعطائهن فرصة لعدم معاقبتهن والانتظار عليهن كي يعتدن على ارتداء العباءة من على الرأس. من جهتها اندهشت اعتماد شعيب مساعدة مديرة إدارة الإشراف التربوي من وجود هذا العقاب في تطبيق التعميم بأن الحجاب المطلوب هو الحجاب الشرعي الملتزم والمحتشم غير اللافت بغض النظر إذا ما كان فوق الرأس أو على الكتفين، وقالت «يراعى أولا النواحي العمرية في تطبيق هذا التعميم فهؤلاء طالبات مراهقات والعقاب والقسوة لن تجدي نفعا في تطبيق التعميم وينبغي مراعاة جوانب الاحتشام في العباءة بحيث تكون فضفاضة وساترة وأي طالبة تخالف التعليمات لدينا قواعد للسلوك ولائحة موزعة على المدارس ولا يسمح بهذا النوع من العقاب».
وعن الاحتفال الذي ستقيمه المدرسة ذاتها بأمر من المديرة بتخصيص يوم كامل في المدرسة وتفريغ الطالبات والمعلمات من الحصص، أفادت شعيب «إنه لا يوجد تعميم للمدارس كي تحتفل بشهر رمضان فليس له احتفال ولكن الطالبات يحتجن إلى تهيئة لشهر رمضان الكريم من خلال حصص النشاط ومن خلال الإذاعة المدرسية فقط للتذكير والتهيئة لهن ولا يكون ذلك بتفريغ الطالبات طوال اليوم الدراسي ليحتفلوا بشهر رمضان».