منظمة التجارة العالمية تصادق على وثائق انضمام السعودية

المملكة .. العضو 149 فيها

TT

اعلن متحدث باسم منظمة التجارة العالمية ان اعضاء المنظمة وافقوا امس على انضمام السعودية الى المنظمة، وصرح المتحدث كيث روكويل «لقد تمت الموافقة». واوضح ان المجلس العام للمنظمة، التي تضم 148 عضوا، وافق على انضمام السعودية في جلسة خاصة في جنيف بعد اكثر من عقد من المفاوضات. وستدخل السعودية المنظمة رسميا في 12 ديسمبر (كانون الاول) اي قبل يوم من انعقاد مؤتمر المنظمة في هونغ كونغ في اليوم التالي.

وبعد 12 عاما من المفاوضات الصعبة وافق المجلس العام للمنظمة على قرار لجنة العضوية التابعة للمنظمة بان السعودية حققت كل شروط العضوية. وتعد موافقة المجلس مسألة شكلية متوقعة، وتمهد السبيل لمشاركة السعودية في اجتماع وزاري مهم تعقده المنظمة في هونغ كونغ في ديسمبر (كانون الاول) كعضو كامل، وذلك اذا استكملت الرياض بسرعة الاجراءات الرسمية للانضمام. وبذلك يصبح عدد أعضاء المنظمة العالمية 149 دولة. ومن المرجح أن يفتح انضمام السعودية لعضوية المنظمة اقتصادها الذي ظل يتمتع بالحماية لفترة طويلة أمام العالم الخارجي.

وقال باسكال لامي، المدير العام للمنظمة، «هذا أمر طيب للسعودية ولشركاء السعودية التجاريين وللمنظمة» وأضاف قائلا:«انه لنبأ طيب أن ينضم عضو جديد ثقيل الوزن حول المائدة». من جهته قال وزير التجارة السعودي، هاشم يماني، للصحافيين ان الانضمام لمنظمة التجارة سيعزز مناخ الاعمال في السعودية بتحقيق مزيد من الشفافية والقدرة على التوقع. وأضاف «ونتوقع ان يؤدي ذلك الى مزيد من الاستثمارات وخلق الوظائف» مشيرا الى انه سيعزز أيضا دور السعودية كعامل للاستقرار في الاقتصاد العالمي.

واستغرقت المحادثات فترة طويلة لاسباب، منها مخاوف محلية من ان تقيد قواعد التجارة الحرة حق السعودية في تقييد استيراد السلع التي يحرمها الاسلام مثل لحم الخنزير والمشروبات الكحولية والاعمال الاباحية. كما استغرقت الولايات المتحدة وبعض الدول الاخرى وقتا في تقبل ان السعودية أصبحت منفتحة اقتصاديا بدرجة كافية للانضمام للمنظمة.

وفي مقابل مخاوف الشركات السعودية الصغيرة من المنافسة العالمية التي سيتيحها الانضمام للمنظمة كانت شركات البتروكيماويات في أوروبا تخشى من الميزة التي تتمتع بها الشركات السعودية من رخص أسعار النفط والغاز.

وعقد المجلس العمومي في منظمة التجارة العالمية بجنيف، امس، جلسة تاريخية كرسها للتصديق على وثائق انضمام المملكة العربية السعودية الى منظمة التجارة العالمية وذلك بحضور كامل الأعضاء وعددهم 148 دولة. ويصبح هذا الأنضمام نافذا خلال ثلاثين يوما من تصديقه.

هذا وقد القت رئيسة المجلس العمومي، السفيرة آمنة محمد، كلمة في افتتاح اعمال المجلس قالت فيها: «هذا الاجتماع مكرس للتصديق على وثائق انضمام المملكة العربية السعودية الى منظمة التجارة العالمية لتغدو الدولة التاسعة والأربعين بعد المائة، ثم دعت اعضاء المجلس المكون من 148 دولة للمصادقة على كافة الوثائق.

ثم القى مدير عام المنظمة الفرنسي باسكال لامي كلمة قال فيها «انه يوم تاريخي لمنظمة التجارة العالمية ويوم تاريخي للمملكة العربية السعودية» مضيفا «لقد بدأت عملية الأنضمام منذ اكثر من عقد من الزمن وقد تزامنت تلك العملية مع اتجاه المملكة لتطبيق اصلاحات اقتصادية مهمة شملت كافة القطاعات في اقتصادها وبالطبع فان تلك الإصلاحات تعزز من دور المملكة العربية السعودية التجاري» وختم مدير عام المنظمة كلمته: «ارجو من كل الدول الأعضاء ان تسجل بهذه المناسبة استخدام كلمة عربية واحدة وهي مبروك».

كما شكر يماني اعضاء الفريق العامل الفني برئاسة السفير منير اكرم الذي تابع اجراءات الانضمام والمفاوضات الطويلة التي استغرقت اكثر من عشر سنوات منذ عام 1993 قبل نشوء المنظمة في مؤتمر مراكش عام 1995 ومن ثم تشكيل الفريق عام 1996.

وقال يماني في هذا السياق «لقد دأبت المملكة على تقديم كافة المعلومات وقامت بتحديث انظمتها التجارية.. انه بالفعل يوم تاريخي في تاريخ المنظمة وتاريخ المملكة العربية السعودية وقفزة نوعية كبيرة في علاقاتها الدولية والتجارية» هذا وقد القى مندوبو عدد من الدول الأعضاء كلماتهم وكان من ابرزهم المندوب الاميركي الذي تطرق الى الاتفاقيات التي وقعتها المملكة مع الولايات المتحدة، واثنى على جهود الوفد السعودي خلال مراحل المفاوضات الطويلة، كما اشاد برئيس الفريق العامل وتمنى على المملكة المشاركة الفعلية في هذا المحفل الدولي ومن خلال مؤتمر هونغ الوزاري القادم، كما تحدث عدد من المندوبين العرب مثل تونس والأردن وموريتانيا والمغرب.

هذا وقد ضم الوفد، الذي حضر مراسم توقيع البروتوكول والوثائق، كل من مساعد وزير البترول والثروة المعدنية لشؤون البترول الأمير عبد العزيز بن سلمان وعضوية عبد الله زينل علي رضا، ووكيل وزارة التجارة الدكتور فواز العلمي. وتأتي المفاوضات بعد ان انهت السعودية توقيع اتفاقيات ثنائية مع 35 دولة منها الولايات المتحدة وهي اكبر شريك تجاري بعد الاتحاد الاوروبي. وكان الفريق السعودي المفاوض للانضمام لمنظمة التجارة العالمية قد قام بإعداد الملف المتكامل للانضمام لمنظمة التجارة العالمية وإرساله لكافة الدول الأعضاء للمنظمة في شهر سبتمبر (ايلول) الماضي لتتم مناقشته في اجتماع مجلس الجمعية العامة لمنظمة التجارة العالمية الذي عقد امس.

وكانت السعودية قد تقدمت عام 1993 بطلب للانضمام الى الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة (جات) التي انبثقت عنها المنظمة. وصعدت المملكة جهودها ومفاوضاتها في العامين الاخيرين لاسباب، منها بدء واشنطن محادثات لابرام اتفاقات تجارة حرة مع دول في المنطقة مثل البحرين وعمان والامارات.