سيدة تتسابق مع 70 رجلا في انتخابات مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين

TT

سيدة واحدة و70 رجلا يدخلون في الأيام المقبلة أول انتخابات من نوعها للاقتراع على عشرة مقاعد تمثل أول مجلس إدارة «منتخب» للهيئة السعودية للمهندسين بعد سلسلة من اللقاءات التعارفية بين المرشحين والناخبين في المدن الرئيسية الدمام والرياض وجدة.

وتركز أغلب المرشحين في مدينة الرياض إذ بلغ عددهم 39 مرشحا، تلتها الدمام بـ14 مرشحا، ثم جدة 11 مرشحا، بالاضافة لمرشحين اثنين من مكة وآخرين من ينبع وجازان.

وطالب جميع المرشحين أن يكون المجلس الجديد مبنيا على التنوع الجغرافي والأكاديمي بما يخدم حقوق المهندسين السعوديين ولوائحهم التنظيمية.

وتحول عدد من المرشحين مساء أمس في مبنى الغرفة التجارية الصناعية بجدة ضمن فعاليات اللقاء التعريفي الثالث للمرشحين، إلى شعراء شعبيين وفصحويين ليكسروا حالة الجمود المعروفة عن صورة المهندس، فيما حاول أخرون استخدام النكات لعرض برامجهم في الوقت الذي شدد فيه آخرون على التذكير بآيات من القرآن الكريم واستخلاص عبر منه لتهيئة الناخبين للصورة المثلى التي يرونها في المرشح الذي يستحق الفوز في معركة كسب الأصوات التي يبدو أنها لن تقل عن انتخابات الغرفة التجارية الصناعية بجدة التي انتهت الاسبوع الماضي.

وقالت المرشحة الوحيدة المهندسة نادية حسن بخرجي، وهي رئيسة شركة رواق المملكة العاملة في مجالي التصميم الداخلي والتخطيط المعماري، أن ترشحها يأتي من مسؤولية وطنية في وجوب النظر لحقوق المهندسات السعوديات في العمل بشفافية ومسؤولية كاملة دون الاعتماد القائم حاليا على مكاتب رجالية وهو ما يعرضهن في حالات كثيرة لخسارة أفكارهم الهندسية وابداعاتهن الفردية ونسبها لآخرين.

وأوضحت بخرجي إن الترخيص للمهندسات في افتتاح مكاتب ستكون احدى أولوياتها في دعم صورة المهندسة السعودية واستقلاليتها بما يجعلها تقوم بواجباتها أمام عملائها بثقة تامة. مضيفة «عائلتي شجعتني للدخول في سباق الترشح إضافة لعبارات المهندسين الذين يمثلون الرعيل المؤسس لمهنة الهندسة والذين قالوا لي: دخولك المجلس سيفتح الباب لبناتنا في طرق مهنة الهندسة وتحقيق طموحاتهن فيها».

وبدأت برامج المرشحين أمس بانسحاب أحدهم بعدما رفضت لجنة الانتخابات التي أدارت اللقاء طلبه باستخدام التقنية في شرح برنامجه نظرا لضيق الوقت الذي حدد بـ خمس دقائق لكل مرشح لعرض برنامجه الانتخابي أمام الحضور، فيما عزز الزخم الاكاديمي لمعظم المرشحين والشهادات العالية والخبرات الحاصلين عليها من ثقتهم في الفوز وأريحيتهم في أهمية دعم مجلس الادارة الفائز.

بينما استند بعض المرشحين الى أهمية الشركات العملاقة الكبرى التي يعملون بها كدليل يرونه كافيا لفوزهم بمقعد في مجلس الادارة.

من جهته أكد المرشح المهندس علي السواط، باعتباره أصغر المرشحين كما قال «ان أصعب العقبات التي تواجه الشاب السعودي هو عدم رغبته في التأهيل المهني أو تطوير قدراته نتيجة لما وصفه السواط بـ «برجوازية» المجالس السابقة التي تستبعد الشباب» وأبدى أمله «ألا يكون المجلس المنتخب كسابقيه من أجل النهوض بمستوى المهندس السعودي ووضع الحوافز أمامه».

المهندسون السعوديون أكدوا أن دعم نجاح المرحلة الانتخابية والوصول لصناديق الاقتراع هو خطوة تضاف لمسيرة البلاد في دعم الديمقراطية فيما استثمر أحد المرشحين ملكاته اللغوية في اجتذاب الحضور بقوله «أنا عضو في هيئة الفرجار والقلم.. لذا جئت لأهندس الفكر.. محدثكم شاعر ومهندس» وهو ما علق عليه أحد المرشحين الحضور مداعبا «أعمل في احدى الشركات الكبرى لمدة تزيد على 20 عاما لم أكن أعرف خلالها أني سأحتاج المتنبي كي أصل لمجلس هيئة المهندسين».

اللقاء التعريفي للمرشحين والذي استمر حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول اختتم بمعلومات تشير إلى ضعف عدد المسجلين في عضوية الهيئة، حيث لا يتعدى عددهم أكثر من 3000 آلاف عضو من إجمالي المهندسين السعوديين الذين تزيد أعدادهم على عشرين ألف مهندس.