مجدي مشموشي: الممنوعات في إنتاج الدراما حولت لبنان إلى بلد المنوعات

الممثل اللبناني: أقبل أحيانا ببعض الادوار التي لا تلائم تطلعاتي

TT

يبدأ الممثل اللبناني مجدي مشموشي، قريبا تصوير الحلقات الاولى من المسلسل الدرامي «دموع الندم» للمخرج بسام مارون، وذلك بعدما انتهى من تصوير المشاهد الاخيرة لحلقات مسلسل «خطايا صغيرة» الاثنين والثلاثين، الذي يعرض حاليا على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال LBCI، كما شارك في الحلقة الاولى من برنامج «الحل بإيدك» بموسمه الجديد الذي يبث على شاشة تلفزيون الجديد «نيو. تي. في»، ويستعد للمشاركة ايضا في مسلسل «السجينة» من تأليف شكري انيس فاخوري واخراج سمير حبشي.

وفي خضم زحمة الاعمال والحضور المستمر له على الشاشة الصغيرة، يعترف مشموشي بأنه في احيان كثيرة يضطر كغيره من الممثلين اللبنانيين، نظرا لقلة الانتاج اللبناني، لان يقبل ببعض الادوار التي لا تلائم تطلعاته الفنية ولا تلبي رغباته وطموحه، لكن هذه الاعمال وان غاب عنها احيانا معيار الجودة العالية تتسم بصفة البساطة التي يحبها الناس ويستمتعون بها، وهي نتيجة جيدة للجهد الجبار الذي يقوم به المخرجون والمنتجون اللبنانيون في ظل الظروف المحيطة بهم وفي غياب اي مساندة مادية او معنوية من قبل الدولة التي لا تتدخل إلا في المراقبة المشددة على المواضيع التي تعالجها المسلسلات، ما جعله يعتبر اننا «نعيش في بلد ديكتاتوري ومغلق من الناحية الاجتماعية فيمنع على الكاتب الخوض او التكلم، رغم وجودنا في مجتمع متعدد الطوائف، عن اي مشكلة او موضوع يطاول هذه الطائفة او تلك، ما يحول دون تحقيق هدف الدراما الاساسي في ان تكون مرآة للواقع وتحاكي المجتمع الذي نتوجه إليه في أعمالنا. فشكلت كل هذه الاسباب معاناة حقيقية يواجهها الكاتب الذي اصبح لا يعرف اذا ما كان عليه ان يكتب ما يشبه العرب او ما يشبه مجتمعنا وعقائدنا وحياتنا اليومية، التي تنطوي على مواضيع مهمة الى جانب الخيانة والمخدرات والجرائم والميراث.. وكل هذه المواضيع اصبحت تشكل الزاد الرئيسي للاعمال اللبنانية».

وخير دليل على اهمية مخاطبة المجتمع المحلي نجاح مسلسل «زمن الاوغاد»، الذي شارك فيه مشموشي وكان من توقيع المخرج اللبناني ابان الاحتلال الاسرائيلي، حيث الشعب بجميع طوائفه يقاوم ضد عدو مشترك، إلا ان الرقابة تمنع على الكتّاب الخوض اكثر في هذه المواضيع، فهي منعت، في فترة من الفترات، على الدراما اللبنانية ان تحكي عن الانتداب الفرنسي بحجة عدم جرح مشاعر الدولة الفرنسية!.

ويضيف مشموشي ان كل هذه العوائق قلصت دور المسلسلات اللبنانية في دورة البرامج على الفضائيات العربية، التي صنفت لبنان بلداً للمنوعات وليس للدراما، رغم وجود طاقات من المخرجين والممثلين لا تقل اهمية عن اي طاقات في العالم العربي، وهذا ما تؤكده الافلام السينمائية التي يخرجها لبنانيون بإنتاج اجنبي، ومشاركة الممثلين اللبنانيين في اعمال من انتاج عربي.

ورغم احترام مشموشي للاعمال العربية التاريخية وتقديره لها، فإنه يرى ضرورة عدم الهروب من الواقع الذي يمنع علينا التكلم عنه والغمز اليه من خلال التاريخ، كي لا تكون النتيجة نسيان الحاضر والمستقبل.

وعن مشاركة الاعلاميين وعارضي الازياء في المسلسلات، خصوصاً انه مثل الى جانب عدد منهم في «خطايا صغيرة»، يحبذ مشموشي ان يقوم كل شخص بعمله ولا يتنطح لممارسة مهنة غيره، لكنه يجد ان هذه المشاركة تكون احياناً جيدة اذا امتلك من يقوم بها الموهبة واحبه الناس. مثالاً على ذلك نجاح عارضة الازياء سيرين عبد النور، والاعلامية كارلا حداد في التمثيل. اما اذا كانت النتيجة سلبية فستنعكس ليس فقط على العمل، انما على الاعلامي نفسه، الذي عليه ان يتحمل نتيجة فشله، والدليل على ذلك ان عدداً منهم خاض هذه التجربة مرة واحدة ولم يكررها.

وفي ظل غياب الانتاج السينمائي المحلي، ينتظر مشموشي، وهو الذي تخرج في قسم المسرح في الجامعة اللبنانية وبدأ حياته المهنية في مسرح الاطفال مع احمد قعبور وفايق حميصي، وشارك في مسرحيات لروجيه عساف ويعقوب الشدراوي، الدور والنص المناسبين للمشاركة في عمل مسرحي هادف يضيفه الى رصيده ولا يكون مجرد عمل عادي لانه، وإن تنازل في بعض الاحيان عن طموحه في الاعمال التلفزيونية، فهو لن يتنازل عنها في المسرح، خصوصاً ان امامه هدفاً معيناً يتمنى الوصول إليه وهو الربط بين المسرح الاكاديمي او الثقافي والمسرح الشعبي ليكون موجهاً الى كل فئات المجتمع، لا سيما عبر طرح مواضيع تهم الشباب اللبناني ومواجهة تسخيف المجتمع والاعلام بشكل خاص، لذوقه واخلاقه وفكره السياسي والاجتماعي.

وحلم مشموشي الاساسي هو تأدية دور «كاليغولا» لألبير كامو، على المسرح او في السينما، لما تتمتع به هذه الشخصية من صفات يتمنى تجسيدها بطريقة مختلفة عن تلك التي جسّدت حتى الآن. وعن ظهوره في بعض الاعلانات التلفزيونية، يعتبر مشموشي ان هذه المشاركات تخدم فقط السلعة او الخدمة ولا تعود عليه إلا بالفائدة المادية.