بلدة الدامور الساحلية تستقطب الشباب بمنتجعاتها السياحية

اشتهرت بجسرها الذي يربط بيروت بجنوب البلاد

TT

تقع بلدة الدامور على الساحل اللبناني جنوب بيروت وتعتبر موقعاً سياحياً بفضل مناخها والمنتجعات البحرية القائمة فيها. فالدامور الممتدة على مساحة 800 كيلومتر مربع تتميز بطقس معتدل ونادراً ما تغيب عنها الشمس. وأضحت تشكل نقطة تلاقٍ للشباب اللبناني الجامعي الذي بات يقصدها على الاقل مرة في الاسبوع للتمتع بحرارة شمسها وزرقة بحرها.

«الاوسيانا» و«الجنة على البحر» من اشهر المراكز السياحية فيها، ويعتمد كل منهما على مساحة لا تقل عن خمسة آلاف متر مربع ويجد فيهما الزائر كل وسائل الراحة والترفيه، بدءاً بأحواض السباحة مروراً بالملاعب الرياضية وصولاً الى الشاليهات و«البانغلو» المفروشة الموجودة فيها. وحالياً تستعد الدامور لاستقبال احد اهم المنتجعات وأضخمها في العالم العربي: «أبشي لاند» الذي سيحتل مساحة تفوق العشرين الف متر مربع ويتضمن فندقاً عائماً وصالات سينما واخرى للمؤتمرات، اضافة الى المسابح والشاليهات.

وقد عرفت الدامور بزراعتها للحمضيات واعتاد اهل الجنوب المرور بأسواقها لشراء ما يحتاجونه من خضار وفواكه، وخاصة الخس والموز والبرتقال والماندارين.

وفيها قصر قديم يقال إنه كان مقراً لاحد المتصرفين الذين تولوا دفة البلاد ابان الوصاية العثمانية على لبنان، وقد تحوّل اليوم الى مدرسة خاصة بعدما اعيد ترميمه واضيفت اليه مساحات جديدة.

واشهر ما تتضمنه الدامور جسرها الذي هجره العابرون بعد شق الطريق السريع بين بيروت والجنوب اللبناني.

ويرى البعض في جسر الدامور اليوم رمزاً من رموز لبنان الماضية في ايام العز، تماماً كالاسواق القديمة او «المنارة» في غرب العاصمة اللبنانية. ويبلغ طول الجسر نحو 20 مترا ويصل بلدة الدامور بجنوب لبنان، الا ان حب السرعة في الوصول الى بيروت او العكس قلّل من اهميته، اذ صار السائقون يفضلون استعمال الطريق السريع.

وعرف هذا الجسر شهرة واسعة في الستينات واوائل السبعينات اذ كانت تقام عليه المهرجانات الفنية وتنصب فوقه اقواس الغار لاستقبال زائر غير عادي، كما حصل عند زيارة العاهل الاردني الراحل الملك حسين للمنطقة ففرش له اهل الدامور يومها السجاد الاحمر ومنعوا مرور السيارات على الجسر الذي يقع فوق نهر الدامور، ليتسنى لهم الاحتفاء بالملك.

حتى الفنانة صباح ساهمت في شهرته عندما غنت «على جسر الدامور» الذي كان معروفاً باشجار اللوز المحيطة به. عن ذلك تقول: «كان ذلك قبل اكثر من ثلاثين عاماً عندما أردت تكريم اختي لميا وزوجها فاضل سعيد عقل ابن الدامور لمناسبة زواجها، فغنيت لهما على جسر الدامور في حفلة خاصة اقيمت قرب الجسر، فذاع صيته واشتهرت الاغنية معا».

اما تاريخ هذا المعلم الاثري فقديم يعود الى ايام الامير بشير الشهابي الذي اولاه اهتماماً كبيراً، لما كان يعتبره مركزاً استراتيجياً ونقطة عبور مهمة في منطقة جبل لبنان. وكان يطلق عليه لقب «المخرب» نتيجة الخراب الناتج عن فيضان النهر الذي يمر تحته في مواسم الشتاء القاسية وعلى رغم اعادة ترميمه اكثر من مرة ابان المتصرّف العثماني فرنكو باشا كان الوحيد الذي استطاع انقاذه والمحافظة عليه بعدما انفق على اعادة بنائه ما يزيد عن الـ 50 ليرة ذهبية مستعملاً الحديد والاسمنت المسلح.