«بقيق» أو «ابقيق».. اختلف الرواة في اسمها وسبب تسميتها

عمرها نصف قرن ودرة المنطقة الشرقية

TT

تقع مدينة بقيق ـ أو ابقيق ـ في المنطقة الشرقية من السعودية، وهي عبارة عن مدينة انشأتها شركة «أرامكو» السعودية، بعد اكتشاف النفط فيها عام 1940، وتبعد عن مدينة الدمام (عاصمة المنطقة الشرقية) بنحو 75 كيلومترا إلى الجنوب، كما تبعد عن مدينة الرياض قرابة 345 كيلومترا شرقاً. تعد بقيق درة المنطقة الشرقية وواحدة من أهم مدنها، حيث تمتاز بموقعها المتوسط بين مدينتي الدمام والأحساء، وتبرز أهميتها من كونها الموقع الرئيس لأعمال النفط، ويبلغ عدد السكان أكثر من 44 ألف نسمة، وتبلغ نسبة الساكنين فيها من غير السعوديين 23 في المائة.

ويبلغ عمر محافظة بقيق أكثر من نصف قرن تقريباً، حيث قام على تخطيطها القائمون على شركة «أرامكو» ـ آنذاك ـ لتكون مقراً للعاملين في الشركة، وتعتبر واحدة من أكبر معامل حقول الزيت في العالم، وكان أول إنتاج لبئر بقيق ما قرابته 9720 برميلا في اليوم، وتوجد بها بئر زيت تعتبر ثانية بئر من ناحية الامتياز، وتبعد بقيق عن الخليج العربي مسافة تقدر بنحو 27 كيلومترا، ويوجد بها محطة سكة حديد، يصل القطار مدينة الدمام بالرياض مروراً ببقيق والأحساء، ويوجد فيها مستشفى حكومي يتسع لـ 30 سريراً، ومستوصفان حكوميان وثلاثة مستوصفات خاصة.

ويوجد في بقيق سوق شعبي مشهور يدعى سوق (أبو مية)، يمتاز بانخفاض الأسعار فيه، ويوجد بها سوق الجمعة الذي يبدأ بعد صلاة الجمعة وحتى يوم السبت، ويقع هذا السوق الأسبوعي خلف ثانوية بقيق، وهذا السوق يجمع ما بين الماضي والحاضر. ويعود سبب تسمية بقيق إلى وجود منطقة تسمى (بقة) إلى الشمال من مدينة بقيق الحالية، هذه المنطقة عبارة عن منبع ماء، حيث (يبق) منه الماء أي ينبع ويخرج من الماء، لذا سميت (بقة) وهذه المنطقة موجودة إلى الآن، وهنالك روايات شعبية ترجع اسم بقيق إلى أنه كان يسمع من قبيلة آل مرة يقولون (أبكيك)، وهي كلمة دارجة عند آل مره تعني في اللغة العربية الفصحى (أحزن عليك)، وكان الأميركان يعتقدون أن هذه الكلمة (أبكيك) تعني اسم المنطقة، وهناك من يسمي المحافظة بقيق، وآخرون يضيفون حرف الألف في أول الكلمة، لتصبح (ابقيق)، وكان المسؤول عن تخطيط مدينة بقيق مهندسا أميركيا من قبل شركة «أرامكو»، وكان معه عرب كبار في السن، قال لهم ماذا تسمى هذه المنطقة، فقالوا هذه (بق) وهذه بقيق أي أنثى وذكر، وترجع بعض الروايات الى أن اسم بقيق يعود إلى أنه مكان منزل للقوافل التجارية في قديم الزمان، وكانت تكثر فيه حشرة البق، ولهذا اشتق اسم المدينة منه.

وتؤدي معامل بقيق، بصفتها أكبر مرفق لمعالجة الزيت في شركة «أرامكو» السعودية، وأكبر معمل في العالم لتركيز الزيت الخام، دوراً محورياً في أعمال «أرامكو» السعودية اليومية، وتعتبر بقيق المركز الرئيس لمعالجة الزيت العربي، الخفيف جداً، والزيت العربي الخفيف بطاقة تفوق 7 ملايين برميل في اليوم، ويتم تركيز الزيت الخام عن طريق ضبط مستويات الغاز الذائب، وسوائل الغاز الطبيعي وكبريتيد الهيدورجين، يتم بعدها نقل الزيت الخام إلى معامل التكرير في رأس تنورة (شرق السعودية). وتعد محافظة بقيق من الفئة (ب)، وتتبع لها عدة مراكز منها مركز الراجحة المصنف من فئة (أ)، ومركز يكرب فئة (أ)، ومركز الدغيمية فئة (ب)، ومركز فودة فئة (أ)، ومركز عين دار الجديد فئة (أ)، ومركز عين دار القديمة فئة (أ).