مدير «مؤسسة دبي للإعلام»: لا توجد كوادر تلفزيونية متخصصة في العالم العربي

حسين لوتاه: أؤيد شراء القنوات العربية لـ «صيغ» البرامج الجاهزة من الغرب

TT

دفعت الانطلاقة الجديدة التي شهدها تلفزيون «دبي» في السنتين الأخيرتين إلى عودة الأخيرة للساحة الإعلامية بشكل قوي، خاصة من خلال مجموعة البرامج الحصرية التي انفردت بها القناة وبشكل خاص خلال شهر رمضان المبارك. لكن «دبي» ليست وحدها التي اندفعت لتنافس بقوة على ساحة الفضائيات العربية، فللوصول إلى محبي الترفيه الأجنبي انطلقت قناة «وان تي في» فيما خصصت قناة «دبي الرياضية» لهواة الرياضة والراغبين في تتبع آخر النتائج والأحداث في عالم الرياضة، ومن ثم جاءت قناة «سما دبي» ذات الطابع الاماراتي المحلي، وكل ذلك يأتي تحت مظلة مؤسسة دبي للإعلام. «الشرق الأوسط» التقت حسين لوتاه، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للإعلام، وفيما يلي نص الحوار: > في رأيك ما هي أبرز البرامج التي قدمها تلفزيون دبي إلى الآن؟

ـ هل من الممكن أن يخيرك أحد ما بين ابنائك أن تختاري أحدهم، نحن في عائلة واحدة نسعى لتقديم الأفضل على كل قنواتنا دون تمييز أو مفاضلة أو محاولة لإبراز زاوية دون أخرى.. نجاح مؤسسة دبي للإعلام اختزل عمل أربع سنوات في سنتين فقط، من خلال فريق عمل نجح في إطلاق تلفزيون دبي بحلة جديدة كليا في تلك الفترة الزمنية القصيرة.

> ماذا تقول فيمن يعتبر أن مقدمي البرامج الفنية هم أكثر شهرة من مقدمي البرامج السياسية في العالم العربي عموما؟

ـ كل من يعمل في قناة «دبي» يحظى بالاهتمام الكافي، وكل من يظهر على شاشة دبي هو نجم سواء كان البرنامج الذي يقدمه فنيا أو سياسيا أو اقتصاديا أو حتى إخباريا.

> أطلقتكم عددا من المواهب التلفزيونية المحلية، فما هي الوسائل والإجراءات التي تم اتخاذها لتطوير هذا الكادر الوطني؟

حتى وقت قريب لم نكن نرى ظهورا للمذيع الإماراتي أو المذيعة الإماراتية على شاشة التلفزيون لاعتبارات اجتماعية، أما الآن فأصبحنا نشاهد نجوم تلفزيون إماراتيين، وهناك نقطة غاية في الأهمية كذلك وهو أننا نهتم بالجنود المجهولين «أو الكادر الإعلامي الذي يعمل خلف الكاميرا أيضا» كما أنني فخور بأننا اليوم لدينا مصورات تلفزيونيات إماراتيات.

وهناك دورات تدريبية تقنية بحتة تضم الدورة الواحدة أكثر من 30 متدربا ومتدربة من خريجي الإعلام بكافة مجالاته، هذا مع الاهتمام المتواصل بتأهيل وجوه إماراتية للظهور أمام الشاشة.. وقد تم تخريج أول دفعة بنجاح وبعد يومين سنبدأ مع الدفعة الثانية..

> هل هناك نية لتطوير قسم الأخبار في قناة «دبي»؟

ـ مع بداية إعادة هيكلة تلفزيون دبي بشكل عام، حرصنا دائما على إعطاء جرعة إخبارية ممتازة خلال نشرات الأخبار، الشكل الإعلامي الذي سعينا له مع الانطلاقة الجديدة لتلفزيون دبي تمحور حول تقديم الأحداث المحلية والعالمية بشكل يهتم بالقصة الإنسانية، ولا يقدم المادة الخبرية للمشاهد بشكل جامد ومعتمد كل الاعتماد على السبق الصحافي فقط.. بالطبع مع توفير أحدث الوسائل المستخدمة في عالم الإعلام المرئي، مع أن قناة دبي ليست قناة إخبارية متخصصة بل هل قناة عائلية شاملة تهتم في ذات الوقت بتقديم المعلومة الصحيحة للمشاهد العربي في كافة المجالات.. أما بالنسبة للمكاتب الخارجية، فنتعامل مع شركات متخصصة في تقديم المادة الإخبارية، مراسلونا هم من الكادر العامل اصلا في مركز الأخبار، ولا نعتمد الكم بالنسبة للمراسلين، بل هي الجودة التي تحتل قمة أولوياتنا، ومع ذلك فلنا مراسلون في معظم أنحاء العالم.

> ما مدى الرقابة المفروضة على قنواتكم؟ ـ تعلمنا في مدرسة الإدارة بحكومة دبي أن الشخص المناسب يوضع في المكان المناسب، ولا بد أن يكون شخصا يملك الخبرة في المجال الإداري أو المجال التحريري، من ثم هذا الشخص الكفؤ لا بد أن تكون لديه رقابة ذاتية على ما يؤديه من عمل، وهناك بالطبع سياسات عامة ولا بد من الاقتداء بها من قبل صاحب العمل.

> اشتهرت قناة «دبي» بحصولها على امتياز عرض عدد كبير من أبرز المسلسلات العربية، فما هي خططكم لهذا العام؟ ـ ستكون لدينا مسلسلات عديدة وحصرية خلال شهر رمضان المبارك، وقد وفقنا بجمع أكبر كوكبة من نجوم العالم العربي في هذه الأعمال، على سبيل المثال وليس الحصر مسلسل للفنان نور الشريف بعنوان «حضرة المتهم أبي» ومسلسل للفنانة حنان ترك أثار موضوعه جدلا كبيرا وهو «أطفال الشوارع»، وللدراما الخليجية مكانها المميز كذلك خلال الشهر الكريم حيث تطل علينا الفنانة «سعاد العبد الله» من خلال مسلسل «الرحى» إضافة إلى مسلسل بطولة الفنانة «حياة الفهد» بعنوان «الدرية»، وهناك مسلسل سعودي كوميدي بعنوان «ماكو فكة» يضم لفيفا من النجوم السعوديين منهم محمد عيسى.. وبالطبع للبرامج الدينية نصيب كبير خلال الشهر الفضيل.. سيكون معنا على شاشة دبي طوال رمضان الشيخ الدكتور عائض القرني، إضافة إلى فضيلة الشيخ أحمد الكبيسي.

> بالنسبة لقناة «وان تي في» يأخذ عليها البعض غياب البرامج الحية والمنتجة محليا، ولا يظهر فيها أي مذيعين على الاطلاق، فما سبب ذلك؟ ـONE TV قناة موجهة بالدرجة الأولى للمهتمين بالبرامج والمسلسلات الغربية من المشاهدين العرب، وما استطيع قوله في هذا الخصوص هو انتظار بعض المفاجآت بعد شهر رمضان المبارك. > هل هناك نية مستقبلا لديكم لتأسيس قناة متخصصة للأطفال؟

ـ في الوقت الحاضر لا وجود لأية خطوة بهذا الصدد > كيف ترى مقدار الإنتاج الخاص على تلفزيون دبي نسبة إلى استيراد البرامج من الخارج؟

ـ أستطيع أن أقول لك ان سياستنا مفتوحة، ونعمل بقاعدة ما هي التكلفة وما هو الاوفر لنا، فلو كان الأوفر لي إنتاج البرنامج داخليا وأملك الطاقم البشري والإمكانات الفنية الكافية أنتجه داخليا، أما لو لم أمتلك الإمكانات المادية الكافية ولم تتوفر لدي الاستديوهات اللازمة لتصوير البرنامج والكوادر بشرية متوفرة لي، فلا ضرر من الاستعانة بشركات الإنتاج الخارجي.

> ينتقد كثيرون قيام عدد كبير من المحطات العربية بالاكتفاء بشراء «فورمات» (صيغة) جاهزة للبرامج التي تذيعها حاليا (مثل «من سيربح المليون» و«سوبرستار» و«ستار أكاديمي»)، ويعتبر البعض ان هذا يغيب الابداع العربي في هذا المجال، فما تعليقك في هذا السياق؟

ـ أنا مع فكرة الـ «فورمات»، لأنه ببساطة لا يوجد لدينا في الوطن العربي كوادر متخصصة ذات خبرة في مجال التلفزيون فقط، في عالم الصحافة المطبوعة والمسموعة لدينا خبرات طويلة ونحن نفخر بها في الوطن العربي فكان لا بد من التوجه غربا للاستفادة بالتجارب التلفزيونية الأميركية والأوروبية وقد تمت تجربتها وحققت نجاحا كبيرا وهناك أمثلة كثيرة، من جهة أخرى لا بد من عرض مادة مقبولة تتوافق وتنسجم مع قيمنا الاجتماعية فنعمل كما أسلفت لك على اكتساب تلك الخبرات، وتعريبها وعرضها في عالمنا العربي.

* .. حتى لا يتفوق الاقتصاد على الإعلام

* تعد مؤسسة دبي للإعلام إحدى أكبر المؤسسات الإعلامية في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن كبريات المؤسسات الإعلامية العربية، وتأسست بتوجيهات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي في عام 2003، وخلال فترة قياسية أعيد اطلاق قنوات ودشنت محطات جديدة باتت أقرب إلى الصورة العصرية التي بنتها إمارة دبي لنفسها على صعيد الاقتصاد والأعمال، وتتضمن قائمة قنوات المؤسسة ما يلي:

> تلفزيون دبي: أعيد إطلاقه بشكل جديد في شهر يونيو عام 2004، وهي محطة تلفزيونية موجهة للعائلة بشكل أساسي ويبث تلفزيون دبي تشكيلة متنوعة من البرامج والمسلسلات التي تستهدف المشاهد العربي في مختلف أنحاء منطقة الخليج والعالم العربي.

> قناة «وان تي في»: جاءت الانطلاقة الجديدة لقناة One TV في شهر ديسمبر 2004 لتمثل خطوة مهمة نحو تعزيز حيوية المحطة المتخصصة ببرامج الترفيه العائلي، والتي تبث برامجها باللغة الإنكليزية. عرفت القناة في السابق تحت اسم 33 channel، إلا أنها حققت بعد ذلك قفزة نوعية من خلال بث سلسلة من البرامج الحصرية التي تتضمن حفلات توزيع الجوائز، أفلام سينما، مسلسلات تلفزيونية، برامج تلفزيون الواقع والبرامج الحوارية.

> دبي الرياضية: تغطي هذه المحطة الأحداث الرياضية محلياً وإقليمياً ودولياً. كما تحرص القناة على إنتاج سلسلة من برامج الحوار والتحليل الرياضي لتلبية تطلعات مشاهديها من محبي الرياضة في مختلف أنحاء المنطقة.

> قناة سما دبي: تمتاز القناة التي كانت تعرف سابقاً بقناة دبي الاقتصادية، وتمت إعادة إطلاقها تحت اسم سما دبي في شهر يونيو 2005 بطابع إماراتي خالص، حيث ترتكز على تشكيلة متكاملة من البرامج المنتجة محلياً والتي تتضمن برامج الحوار، برامج المرأة، برامج الأطفال، تغطية حية لمختلف الفعاليات في دبي، إلى جانب البرامج التراثية. وفيما يتعلق بتطوير أداء العاملين في مؤسسة دبي للإعلام في كافة محطاتها ككل قامت الأخيرة بإنشاء مركز التدريب الإعلامي الذي يهدف الذي يهدف إلى إعداد كوادر إعلامية متميزة في كافة مجالات العمل الإعلامي من تصوير وإخراج وإعداد وتقديم وإضاءة وتصميم وديكور. ويعمل المركز الإعلامي بإشراف إدارة الموارد البشرية وتقوم مجموعة من الأساتذة الجامعيين المتخصصين في العمل الإعلامي بتدريب المشاركين المتخرجين حديثاً من مختلف المعاهد وكليات الإعلام في الدولة. وقد تم افتتاح الدورة التدريبية الأولى يوم الأحد الموافق 4 سبتمبر 2005م، حيث ضمت أربعين متدرباً ومتدربة، لمدة ثلاثة شهور.