الموت يغيب الإعلامي والأديب السعودي غالب أبو الفرج

«نيويورك تايمز» أفردت صفحة كاملة لإحدى رواياته

TT

غيب الموت صباح الأحد الماضي الموافق 23 يوليو (تموز) الأديب والإعلامي السعودي غالب حمزة أبو الفرج، حيث وري جثمانه الثرى في مقبرة بقيع الغرقد في المدينة المنورة حيث مسقط رأسه، بعد أن أمضى 75 عاما من حياته، ملأها بالعطاء الإعلامي حينما مارس الصحافة في بداياتها الأولى، بجوار عطائه الأدبي الجم في الكتابة القصصية والروائية، وهو يعد من رعيل الأدباء الثاني الذين اثروا الحركة الأدبية السعودية بنتاجهم الإبداعي على مستوى المكتبة العربية.

والراحل أبو الفرج الذي أخرج عددا من المؤلفات في المجال الإعلامي تمت ترجمتها إلى ما يزيد عن 30 لغة، كان قد ولد بالمدينة المنورة عام 1352هـ، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بالمملكة، ثم ابتعث إلى القاهرة لإكمال دراسته الجامعية، وفور تخرجه عمل خبيرا فنيا في وزارة الصحة، ثم انتقل إلى الديوان الملكي وعمل مديرا لمكتب سكرتير الملك لفترة من الزمن، وما لبث أن انتدب خلال هذه الفترة للعمل في المديرية العامة للصحافة والنشر كمستشار فني.

وقد عين أبو الفرج بعد ذلك مديرا عاما للصحافة والنشر ومشرفا على الشؤون السياسية في الإذاعة، وقد عمل رئيسا لتحرير جريدة المدينة لعدة سنوات، كان أبرز ما فيها انطلاق ملحق الأربعاء الثقافي الأدبي الذي يحظى بمكانة ثقافية في الأوساط المحلية، ثم عين بعد ذلك رئيسا لتحرير جريدة البلاد لبضع سنوات.

وكان من أبرز خطوات (أبو الفرج) الرائدة عبر وزارة الإعلام إصداره أول صحيفة باللغة الإنجليزية، وقد مثل المملكة لأكثر من 25 عاما كرئيس للوفد السعودي في اللجنة الدائمة للإعلام وكعضو في اجتماعات وزراء الإعلام العرب، وكانت له مشاركات عربية ودولية خلال المؤتمرات الثقافية والإعلامية، كما حصل على عدد من الأوسمة من بعض الدول العربية تقديرا لمجهوداته الإعلامية والأدبية.

وأبو فرج الذي كان يكتب أحيانا خلف اسم مستعار اختار أن يكون مرة (إنسان) ومرة (غادة)، وصفه الأديب محمد علي قدس بالإنسان الطموح والنشط في نتاجه الأدبي الذي يرقى لمستوى العالم العربي، قال عنه «لقد كان إنسانا طيب القلب، واذكر أني خضت معه معركة حول قراءة قدمتها لمجموعة قصصية له، ومع ذلك كان قد نسيها، لأنه إنسان لا يعرف الحقد أو الكره إلى قلبه سبيلا».

ويجد قدس أن (أبو الفرج) من أكثر أدباء الرعيل الثاني تأثيرا في الحركة الأدبية السعودية بسبب غزارة نتاجه الإبداعي والذي يصل إلى أكثر من 25 مجموعة قصصية ورواية نشرتها دور عربية كبرى، حتى أن صحيفة نيويورك تايمز كانت قد أفردت صفحة لروايته التي حملت عنوان (الشياطين الحمر) والتي كانت تحكي قصة خطف وزراء البترول.