أدلى أبرز كتاب منتديات الأسهم السعودية بجملة من الاعترافات المهمة ذات الصلة بواقع سوق الأسهم وهمومها، والتي وصل أعداد المتداولين فيها بداية هذا العام إلى نحو 2.5 مليون محفظة، إذ تضمنت الاعترافات وجود أثر عميق تشكله المنتديات في تحريك السوق، وارتباط كتاب المنتديات بعلاقات مع هوامير وصناع مؤثرين، وترتيب مخططات لمعارضة مضاربي بعض الأسهم. وجاءت الاعترافات الحامية جراء نقاشات حادة أخيرا شهدتها العاصمة الرياض في تجمع لمتعاملين في سوق الأسهم السعودية ناقشوا هموم السوق وواقع بعض المعطيات المتعلقة بالأسهم، حضره كبار كتاب مواقع الإنترنت ومنتديات الأسهم؛ من بينهم أحمد الدويس الذي يحمل اسم «جلاد الأسهم»، ونواف البدر الذي يكني نفسه بـ«المختصر». ويكتب في عدد من المنتديات من بينها منتدى الهوامير والبورصة، ومشعل أبا الخيل، مدير منتدى المساهم، في حين غاب عن اللقاء رسميا بندر الماضي «نديم الشاشة» لظروف حالة وفاة.
وهنا كشف مشغل أبا الخيل بأن لكتاب المنتديات علاقة وطيدة مع هوامير وكبار تجار في مجال المال والبورصة، مشددا على أهمية أن يكون للكتاب البارزين علاقاتهم الواسعة مع هوامير في سوق الأسهم بل يكونون من بين الكتاب أحيانا، وكذلك مصادر أخرى قوية وموثوقة، مستطردا بأن الذمة هي من ستحكم في موقف وطبيعة العلاقة بين الطرفين، وقال «الأمر يرجع إلى الذمة وقدر المحافظة عليها».
وأفصح أبا الخيل بأنه تلقى عرضين مغريين مرتين من قبل هوامير كبار، وذلك بهدف شن حملة دعائية لبث الثقة بسهم إحدى الشركات، مبينا أن الفرصتين تضمنتا عرضا بعدة خيارات كان من بينها إعطاء خيار نسبة معينة من الأرباح، إلا أنه قابلها بالرفض المطلق، مطالبا في ذات الوقت على أهمية فرض هيئة سوق المال والجهات المعنية مراقبة على موظفي «ضابط الاتصال» في الشركات المساهمة والتي تنطلق من عندهم الأخبار التي تعلن في موقع «تداول»، مبينا ضرورة أن تكون الأخبار صادرة عبر الهيئة مباشرة.
من جهته، أكد أحمد الدويس «جلاد الأسهم» أنه ليس بالضرورة أن تكون التوصية المبثوثة في مواقع منتديات الأسهم صحيحة بل ربما تتعرض لانتكاسات في التوقعات نتيجة عدد من العوامل؛ من بينها عوامل خارجية، أو أنباء مفاجأة، أو تحولات فنية لا يمكن حصرها، لافتا إلى ضعف ثقافة بعض مرتادي المنتديات وعدم إدراكهم للإشارات والتوصيات التي ربما تكون بعضها لحظية وسريعة جدا ولا يمكن الانتظار إلى عدد من الأيام.
وزاد الدويس بأن للمنتديات أثرا واضحا وملموسا ولا يمكن تجاهله أو إغفاله عند الحديث عن توجيه السوق، بل أضاف أن هناك تحركات أحيانا تأتي ضمن خطط دقيقة لانتشال سهم أو مخالفة مضارب في سهم معين، لافتا إلى أهمية أن يستوعب كتاب الإنترنت والمشاركون في المنتديات لطبيعة الموضوعات المطروحة وإدراك تفاصيلها.
من ناحيته، أفاد «المختصر» نواف البدر بأن المنتديات تمثل إضافة إيجابية لواقع سوق الأسهم لما فيها من إمكانات تدفع إلى رفع الثقافة العامة وكذلك تدعم خلق تصورات عن الوضع المالي، مبينا أن العمل الدؤوب والجهود المبذولة في المواقع لا يمكن أن تأتي دون سلبيات ربما تصدر دون قصد، مشددا على أن الإشاعات مرفوضة تماما في مواقع الإنترنت، الأمر الذي وافقه أبا الخيل جملة وتفصيلا، مضيفا «أي نشر للإشاعات لأي عضو فإن إدارة المنتدى توقفه للأبد».
وزاد «المختصر» أن المنتديات شهدت إقبالا منقطع النظير خلال طفرة السوق ولا يزال هذا الأمر ساريا، إلا أن ازدياد حجم طالبي الاشتراك والعضوية جاء بشكل لا يمكن تصوره وبآلاف مؤلفة من المشاركين الراغبين، دعت بعض إدارات المواقع لإيقاف العضويات من أيامها الأولى، كاشفا عن أن هناك منتديات بدأت قريبا في استقبال عضويات جديدة لموقعها خلال هذه الفترة.
وبرغم حجم الشفافية والإفصاح الذي خرجت به الجلسة الأخيرة لمعرض وملتقى الأسهم السعودية «سفمكس» الذي انتهى الأسبوع الماضي، إلا أن الكتاب لم يعطوا إجابات واضحة وصريحة عن تساؤلات جاءتهم من المشاركين والمشاركات كان من بينها مثلا استفسار عن هل هم وقعوا في فخ الانهيارات الأخيرة (التعلق)، أو لماذا ينتقدون انتشار الإشاعات والمواقع التي يكتبون فيها تنشر إشاعات، ولماذا لا يظهرون عند هبوط السوق ويبادرون بالخروج عند صعوده، ولماذا لم يتجهوا إلى الإفصاح عن أسمائهم؟
وطرح المشاركون في الجلسة أحاديث مهمة تطالب بضرورة إيقاف الاكتتابات في الوقت الذي تشهد فيه سوق الأسهم انهيارات متتالية، وتشتكي من ضعف واضح في حجم السيولة، داعين هيئة سوق المال كشف أسباب توالي الطرح دون مبررات فنية قائمة وملموسة. كما أبدى المشاركون تذمرهم الواضح جراء حجم علاوات الإصدار التي تصاحب الأسعار الأولية لطرح أسهم الشركات للاكتتاب العام، مطالبين بأن تشرح الهيئة الأسباب الواضحة وراء علاوات الإصدار التي تطرح وبمبالغ عالية جدا.
وهنا أرجع الدويس أسباب انهيار سوق الأسهم إلى 4 عوامل رئيسية؛ أولها دخول المتداولين بكميات ضخمة لسوق الأسهم دفعة واحدة وخروجهم دفعة واحدة خلال فترة قصيرة، وثانيها التسهيلات البنكية المقدمة من قبل البنوك المحلية، وثالثها ضعف الوعي وقلة القدرات التحليلية والفنية لدى السواد الأعظم من المتداولين، وآخرها توالي الاكتتابات.