العراق: نار طائفية .. وقودها الأضرحة والمساجد

تفجير مرقدي الهادي والعسكري في سامراء > السيستاني يدعو إلى التهدئة > طالباني يحذر من الفتنة > اختطاف 11 مصريا وسعوديا من سجن في البصرة وقتل 10 > استنكار دولي وعربي

TT

فيما اندلعت «حرب مساجد» في العراق بعد تفجير احد أهم المراقد المقدسة لدى الشيعة في العراق امس، حذر الرئيس العراقي جلال طالباني مواطنيه من السماح للاعتداء بأن يجر البلاد الى «فتنة طائفية».

وقال طالباني في كلمة اذاعها التلفزيون الحكومي ان هذه «الجريمة الجديدة البشعة» هي تحذير من وجود مؤامرة على الشعب العراقي من اجل «إثارة الفتنة الطائفية والدفع نحو اقتتال الإخوة وزج بلادنا في أتون احترابات تعيق مسيرتنا نحو الديمقراطية». وادى الاعتداء الى تدمير جزئي لمرقد الإمام الهادي، عاشر ائمة الشيعة الاثني عشر، والذي يضم أيضا قبر الإمام حسن العسكري, وتبعته سلسلة اعتداءات على نحو 30 مسجدا سنيا قتل خلالها ثلاثة ائمة وثلاثة مصلين. وسارعت السلطات الدينية في الطائفتين الشيعية والسنية الى الدعوة الى التهدئة وتفويت الفرصة على الساعين الى اثارة فتنة طائفية وحرب اهلية. وبعد حصول الهجمات على المساجد السنية، دعا السيستاني الى «التهدئة وعدم التعرض الى المساجد والمقامات السنية (...) وحرم الاعتداء على المساجد السنية».

وندت القوى والهيئات السنية الرئيسية، وبينها الحزب الاسلامي ومؤتمر اهل العراق وهيئة علماء المسلمين، بالاعتداء وحثت على التهدئة. وفي تطور لاحق قالت الشرطة العراقية ان مجموعة مسلحة اختطفت 11 مصريا وسعوديا كانوا معتقلين في سجن في البصرة جنوب العراق بتهمة الارهاب وقتلت عشرة منهم مساء أمس.

ويعد الامام علي الهادي الذي فجِّر مرقده صباح أمس، عاشر الأئمة المعصومين في المذهب الشيعي. ويعتبر الإمامان الهادي والعسكري محترمين من قبل الشيعة والسنة على حد سواء. وبالرغم من ان الهادي والعسكري من أئمة الشيعة لكن يقوم على خدمتهما وجميع سدنتهما من السنة من أهالي سامراء.

وقد أعلن وزيرا الدفاع والداخلية العراقيان مساء أمس في بيان مشترك حالة التأهب اعتبارا من اليوم بعد اعمال العنف التي حدثت في العراق جراء تفجير مرقد الامام الهادي في مدينة سامراء. وتوالت الادانات من خارج العراق لهذا التفجير، ووصف الرئيس الأميركي جورج بوش هذه الجريمة النكراء بأنها اهانة لكل اصحاب المعتقدات الدينية في العالم، بينما قال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير ان مرتكبي هذا العمل لديهم دافع واحد فقط هو التسبب في اعمال عنف بين السنة والشيعة من اجل اخراج الديمقراطية الناشئة في العراق عن مسارها. كما اعرب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن استنكاره الشديد لوقوع مثل هذه الاعمال الارهابية. كما أدانت عدة دول عربية التفجير.