في اختراق علمي كبير، نجح علماء بريطانيون وبلجيكيون في «التحادث» مع شخص كان يعتقد أنه واقع في غيبوبة تامة لا يمكنه فيها التواصل مع العالم الخارجي، بعد أن تعرض لإصابات وأضرار في الدماغ, وذلك بالتواصل معه بواسطة الأفكار المتولدة في دماغه.
وقالت أودري فاندهاديوز، الباحثة في مجموعة «كوما» (الغيبوبة) لأبحاث العلوم العصبية بجامعة لياج البلجيكية، التي شاركت ضمن ثمانية باحثين في الدراسة، لـ«الشرق الأوسط»، إن الباحثين اكتشفوا أن عددا محدودا من المرضى ضمن مجموعة المصابين بالغيبوبة، أمكنهم «تكييف النشاطات في أدمغتهم للإشعار بأنهم واعون حقا». وأضافت أن الباحثين في الجامعة تمكنوا مع باحثي جامعة كمبردج البريطانية من ملاحظة حالة مريض مصاب بالغيبوبة، رصدوا لديه علامات اليقظة بعد إجراء دراسات متعددة له، ثم نجحوا في «الاتصال» به بعد أن عرفوا أن بإمكانه الاستماع إلى أسئلتهم، ثم أجروا الدراسة عليه.
وسأل العلماء في الدراسة الجديدة التي استمرت ثلاث سنوات عددا من المرضى الواقعين في الغيبوبة رغم انقطاعهم عن العالم، ممارسة لعبة كرة المضرب، ثم نجحوا في رصد حالة اليقظة لدى 4 من 23 مريضا. وقالت الباحثة فاندهاديوز إن الباحثين طوروا في الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة «نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسن» تقنيات مسح الدماغ للاتصال بمريض عمره 27 سنة كان في غيبوبة تامة منذ تعرضه لحادث اصطدام سيارة قبل 5 سنوات، وطلبوا منه الإجابة عن عدة أسئلة بالإيجاب (نعم) أو النفي (لا) بواسطة أفكاره! وطلب من المريض أن يكون جوابه «نعم» إذا أخذ في التفكير بأنه يمارس لعبة المضرب، وأن يجيب بـ«لا» إذا أخذ في التفكير بأنه يدور متجولا في غرف منزله. وقال العلماء إن المريض أجاب عن خمسة من أصل ستة أسئلة، ربما لأنه غفا في السؤال السادس. وقد أجاب بالإيجاب عندما سأله الأطباء هل اسم أبيه هو ألكسندر.