أميركا تعتمد خطة الصدمة لحرب قصيرة وبغداد تخلي مواقع حكومية

موسكو وباريس وبرلين تتعهد بعدم السماح بقرار جديد لمجلس الأمن * الجيش التركي يضغط للانضمام إلى الحرب

TT

عواصم ـ وكالات الانباء: فيما شهدت العاصمة العراقية، بغداد، أمس أوسع عملية إخلاء للمواقع الحساسة وغير الحساسة التابعة لوزارة الداخلية العراقية بشكل خاص، اوضح الجنرال ريتشارد مايرز رئيس الاركان الأميركي ان واشنطن ستتبع استراتيجية الصدمة في خطة الحرب المحتملة لتقصير امدها وتقليل الخسائر البشرية. وقال الجنرال مايرز ان الحرب ضد العراق ستنطلق من جبهتين حتى لو لم تشارك تركيا فيها. واضاف ان العمليات الحربية ستنفذ في اقصر وقت ممكن باستخدام قوة نارية هائلة مع اتخاذ ما يلزم لتفادي الأهداف المدنية.

وفي واشنطن اجتمع الرئيس الاميركي جورج بوش مع كبار اركان ادارته امس لمراجعة الخطط الخاصة بالحرب المحتملة، حسبما قال مسؤولون اميركيون توقعوا ان تصدر الادارة انذارا وموعدا نهائيا لنزع اسلحة العراق وتطلب من الصحافيين الاميركيين الموجودين في العراق الان مغادرته خلال 72 ساعة. وبينما اعلنت باريس وموسكو وبرلين انها ستقف في وجه المساعي الاميركية والبريطانية لاصدار قرار جديد في مجلس الأمن يسمح بشن الحرب، صدرت في انقرة امس اشارة قوية على ان تركيا ستسمح بنشر قوات اميركية في اراضيها تمهيدا لدخولها الى العراق.

وتوقفت في بغداد أعمال دوائر المرور والسفر والجنسية والأحوال المدنية وغيرها حيث أغلقت أبوابها في خطوة استباقية لإيجاد بدائل في حالة وقوع الحرب، وأدى توقف هذه الدوائر ذات العلاقة المباشرة بحياة وأعمال العراقيين الى تعطل الكثير من الأشغال والى اختناقات مرورية، بسبب كثرة المراجعين لهذه الدوائر وعودتهم دون إتمام أي من معاملاتهم.

الى ذلك افادت مصادر برلمانية تركية امس بان نوابا اتراكا صوتوا في نهاية الاسبوع الماضي ضد انتشار قوات اميركية في تركيا قد يغيرون موقفهم في حال اجراء تصويت جديد في البرلمان حول هذه المسألة، وذلك بعد ان اعلن رئيس الاركان التركي الجنرال حلمي اوزكوك دعمه لانتشار كثيف للقوات الاميركية، معتبرا ان الحرب واقعة وان اشتراك تركيا فيها افضل من عدمه لانقرة.

وأفادت مصادر وزارة الخارجية الاميركية امس ان الوزير كولن باول كان في سبيله الى الاعلان عن عناصر اتهام جديدة ضد العراق تثبت خرقه للقرار 1441، فيما اعتبر وزير الدفاع دونالد رامسفيلد انه «ما تزال هناك فرصة» لعدم استخدام القوة ضد العراق بتنحي الرئيس صدام حسين عن السلطة ومغادرته البلاد.

وفي الكويت اكد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الكويتي الشيخ جابر المبارك الصباح لـ«الشرق الأوسط» امس، ان القوات البرية الكويتية وضعت في حالة استنفار كامل لتصل الى درجة متقدمة من الجاهزية استعداداً لمواجهة اي خطر قد ينجم عن النظام العراقي.

على صعيد آخر، استقبل نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح امس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية جورج تينيت الذي وصل الى الكويت اول من امس في زيارة لم يعلن عنها من قبل. وقالت مصادر مطلعة ان المباحثات تركزت على الاوضاع في المنطقة بشكل عام في ضوء الحرب المحتملة ضد العراق.