جهازان جديدان.. للتواصل مع «تويتر» و«ويكيبيديا»

لا يستحقان ثمن اقتنائهما لغاية واحدة فقط

جهاز «تويتر بيك»
TT

لا يرغب كل الناس في اقتناء هاتف ذكي متعدد المزايا، فبعضهم يود فقط أن يكون معه جهاز بسيط رخيص مكرس لغرض واحد، ولذلك قمت بتجربة جهازين من هذا النوع واختبارهما، وهما «تويتر بيك» TwitterPeek من إنتاج شركة «بيك»، و«ويكي ريدر» WikiReader من إنتاج شركة «أبنموكو». والأخير هو دائرة معارف «ويكيبيديا» إلكتروني بحجم الجيب، أما الأول أي «تويتر بيك» فهو جهاز لكل ما يتعلق بـ«الزقزفة» أو «الوتوتة» والدردشات النصية أثناء الحركة والتجوال. وتكمن شعبية «بيك» في بساطته، وهو موجه إلى المستهلكين الراغبين في القراءة والتواصل بالبريد الإلكتروني والرسائل النصية، من أي مكان يوجدون فيه، عن طريق استخدام لوحة مفاتيح صغيرة عادية (كويرتي)، من دون الحاجة إلى اللجوء إلى الهواتف الذكية المكلفة جدا.

وجهاز «بيك» الجديد الذي طرح في الأسواق أخيرا يشبه كثيرا هاتف «بيك» الأول، لكن هنا ينتهي التشابه، فقد صمم الجهاز حول «تويتر»، و«تويتر» وحده! ولا يستطيع القيام بمهمة أخرى مثل البريد الإلكتروني، أو الرسائل النصية، ولكن بدلا من كل ذلك، يمكنك عن طريق لوحة مفاتيحه الصغيرة تأليف ونشر رسائل تتألف من 140 حرفا، أو أقل، تعرف بـ«الوتوتة»، وبذلك يمكن البحث عن هذه المواد وقراءتها والتي تخص معارفك والأشخاص الذين تهتم بهم. وعلى الصعيد الأساسي والبسيط، بمقدور الجهازين القيام بأعمالهما المتواضعة نسبيا، ولكنني لا أتوقع قيام الكثير من الأشخاص بالتقاطر على اقتنائهما، لا سيما مع أسعارهما الحالية، فـ«ويكي ريدر» يكلف نحو 99 دولارا، و«تويتر بيك» يكلف المبلغ ذاته، مع تقديم خدماته لمدة 6 أشهر، يتوجب بعدها دفع 7.95 دولار شهريا، والأكثر من ذلك، فإن العديد من مستخدمي «تويتر» يملكون هواتف ذكية يمكنها التواصل مع «تويتر» و«ويكيبيديا»، مما يجعل من الصعب تبرير الحصول على هاتف آخر مكرس لهذه الغاية.

* «تويتر بيك»

* يقل وزن الطراز الأخير من «تويتر بيك» عن 4 أونصات (الأونصة نحو 28 غراما)، وهو أنحف من «آي فون»، مع وجود لوحة مفاتيح صغيرة عادية (كويرتي)، وشاشة قياس 2.5 بوصة، ويمكن إدارة الجهاز والعمل عليه عن طريق عجلة للّف (الكرّ) صعودا ونزولا، وزر في المؤخرة، وإمكانية لاختصار عملية الطباعة على لوحة المفاتيح، وتظهر «وتوتات» الأشخاص الذين تلاحقهم في علبة للبريد الوارد، حيث الحروف صغيرة، ويمكن أن تشاهد اسم صاحب «الوتوتة»، والكلمات الأربع أو الخمس من هذه الـ«وتوتة»، وتاريخ وزمن وصولها. ولمشاهد النص برمته أن يجري تدوير عجلة اللّف حتى يجري إبراز وتسليط الضوء على الـ«وتوتة» المطلوبة، ثم الضغط على زر الاختيار لمشاهدة النص الكامل، أو انتقاء الخيارات الأخرى، بما في ذلك الرد على الـ«وتوتة»، أو إعادة الـ«وتوتة»، أو نشر نص جديد منها، أو توجيهها إلى شخص آخر. ويدرج الجهاز آخر 50 رسالة، أما الباقي فعليك بقراءته على الشبكة، عن طريق الكومبيوتر، أو أي جهاز ملائم آخر. ويمكن أيضا مشاهدة روابط الشبكة بالنص الواضح، لكنها بطيئة الظهور، وغالبا لا يمكن رؤيتها جميعها.

كذلك فإن إدارة الـ«وتوتات» في علبة البريد الوارد عملية محبطة، كما أن عملية اللّف بالعجلة صعودا ونزولا بطيئة، وإن كانت إمكانية الاختصار قد تساعد قليلا، ويقول المسؤولون في شركة «بيك» إن البطارية القابلة للشحن تدوم 3 أيام بالاستخدام العادي.

* «ويكي ريدر»

* لا بد أن ثمة أمرا جذابا جدا في وجود جهاز جوال صغير بحجم الجيب، يتيح لك تصفح قاعدة معلومات موسوعة «ويكيبيديا» برمتها التي تتألف من 3.1 مليون موضوع. و«ويكي ريدر» هذا معبأ حاليا بالكثير من المواضيع الجديدة التي ظهرت في 9 سبتمبر (أيلول) الماضي، مما يعني أن بعض هذه المواضيع قديمة، كما أنه لا يمكن تحرير أي مقال عليه، وبالطبع فإن الفائدة الكبرى من الجهاز أنه يمكن الوصول إلى «ويكيبيديا» من دون الدخول إلى الشبكة، كأن تكون مثلا على متن طائرة. وتحديث المحتويات معقد، فمقابل 29 دولارا تتسلم بطاقة ذاكرة صغيرة «إس دي» في البريد مرتين في العام، وهي تدخل في شق صعب الوصول إليه، تحت بطاريتين من حجم «إيه إيه إيه». وإذا كنت تملك بطاقة الذاكرة «إس دي» الخاصة بك، مع الكثير من الصبر، يمكنك الحصول على التعديلات والتحديثات من موقع «ويكي ريدر» على الشبكة مجانا عن طريق الكومبيوتر، لكن الشركة الصانعة تقول إن تنزيل ملفات كبيرة من المعلومات هو أمر قد يستغرق 8 ساعات.

وللجهاز المربع هذا شاشة بزنة 4.2 أونصة واسعة تعمل باللمس، مع 3 أزرار فقط، لكن واجهة التفاعل غير منظمة أو مرتبة، كما أن هذه الشاشة العاملة باللمس لا تستجيب بسهولة، فالوصول إلى نهاية مقالة طويلة يتطلب جهدا، ويمكن النقر على روابط المقال للقفز من جزء إلى آخر، لكن من الصعب النقر على لوحة المفاتيح الافتراضية هذه.

ولا توجد هناك إضاءة خلفية للشاشة، وهذا يتطلب وجود إضاءة جيدة للقراءة، وتقول «أبنموكو» إن البطاريات تدوم نحو سنة مع الاستخدام العادي، وحدث مرتين أن تجمد الجهاز وتوجب علي إزالة البطاريات وإدخالها مجددا لاستئناف القراءة. وأخيرا ورغم أني من المتحمسين للأجهزة التي تقوم بعمل معين بشكل جيد، فإنني لا أرى مبررا لإنفاق مبلغ من المال لحمل جهاز آخر، لغرض التواصل مع «تويتر» أو «ويكيبيديا».

* خدمة «يو إس إيه توداي».

خاص بـ« الشرق الأوسط»