علاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم

يشخص طبيا عندما لا تنجح مجموعة من ثلاثة عقاقير مختلفة في خفضه

TT

يعجز نحو نصف السبعة وستين مليون أميركي المصابين بارتفاع ضغط الدم عن الوصول بمستوى ضغط الدم لديهم، إلى المستويات المرغوب فيها عن طريق الأدوية. عندما يفشل أسلوب تناول أقصى جرعة يمكن للجسم تحملها من ثلاثة أدوية على الأقل - أحدها مدر للبول - في تحقيق التأثير المرجو، يقال إن هؤلاء الأشخاص مصابون بارتفاع ضغط الدم المقاوم resistant hypertension. وهو مثار خوف شديد.

يقول الدكتور راندال زوسمان، مدير قسم ارتفاع ضغط الدم بمستشفى ماساشوستس العام التابع لجامعة هارفارد: «يتضاعف خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة أو فشل كلوي مع كل زيادة 20-10 مليغرام زئبق، بدءا من 115-75 مليغرام زئبق. وإذا كانت قراءات ضغط الدم لديك 135-85 مليغرام زئبق، فإن لديك ضعف مخاطر الإصابة بأحد أمراض القلب والأوعية الدموية مقارنة بشخص قراءات ضغط الدم لديه 115-75».

وللعلم فإن تصنيف فئات ضغط تم تحديده من قبل اللجنة الوطنية الأميركية المشتركة لاكتشاف وتقييم وعلاج ارتفاع ضغط الدم

* سبب فشل الأدوية

* يحتاج الكثير من الأفراد إلى ثلاثة أدوية أو أكثر لضبط مستوى ضغط الدم لديهم. في ظل توفر أكثر من 200 دواء لعلاج ارتفاع ضغط الدم، من بينها 60 دواء مدرا للبول diuretics و15 من «حاصرات بيتا». beta blockers. وثمة الكثير من أشكال المزج بين الأدوية المختلفة ولكن يتطلب الأمر جهودا مضنية للعثور على المزيج المناسب لكل فرد.

يقول الدكتور زوسمان: «من الصعب وضع نظام علاج فعال ليست له آثار جانبية، لكن يمكن تحقيق ذلك. عليك باستخدام أدوية من فئات العقاقير المختلفة التي تجدي نفعا بطرق كثيرة، إضافة إلى امتلاك آليات عمل إضافية أو مدعمة».

يجب زيادة جرعة الدواء المقلل لضغط الدم تدريجيا بمرور الوقت. يبدأ بعض الأطباء بإعطاء جرعة صغيرة من دواء ما وتأجيل زيادة الجرعة لعدة أشهر، خوفا من حدوث آثار جانبية. وهذا يؤخر العثور على علاج فعال.

يشرح الدكتور زوسمان: «حينما لا يحقق علاج ما التأثير المرغوب، يجب زيادة الجرعة على فترات منتظمة - ربما شهريا - حتى حدوث استجابة، أو حتى الوصول إلى أقصى درجة تحمل. عند هذه النقطة، يمكنك إضافة دواء ثان وتكرار العملية إلى أن يتم ضبط مستوى ضغط الدم لديك». ويضيف: «أحيانا ما يحتاج العلاج إلى أربعة أو خمسة أو ستة، أو حتى سبعة أدوية ليجدي نفعا».

* علاجات غير طبية

* ربما تكون هناك حاجة إلى تغييرات في نمط الحياة، بصرف النظر عن مدى نجاح الأدوية في ضبط مستوى سكر الدم. ويرجع هذا إلى أن الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم ليست أقراصا سحرية، فتأثيرها يمكن أن يقل بفعل نظام غذائي ترتفع فيه نسبة الأملاح بشكل مفرط.

يمكن أن يقضي نظام غذائي ترتفع فيه السعرات الحرارية بدرجة مفرطة على إمكانية إنقاص الوزن -التي عادة ما تعتبر استراتيجية هامة للنجاح في ضبط مستوى ضغط الدم. وهناك معلومة جيدة أيضا تتمثل في أن التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في إنقاص الوزن وخفض ضغط الدم. يقول الدكتور زوسمان: «حتى إذا لم تفقد وزنا، فإن أنشطة مثل المشي والسباحة وركوب الدراجات ستقلل مستوى ضغط الدم لديك».

* ظهور علاج جديد

* يخضع نوع جديد من أنواع علاج ارتفاع ضغط الدم المقاوم يعرف باسم «كي عصب الشريان الكلوي» Renal Denervation)) لتجارب إكلينيكية. ويشمل هذا النوع من العلاج، الضغط على أعصاب رئيسة محيطة بالشريان الكلوي باستخدام موجات راديو تنبعث من قسطرة توضع من حين لآخر في الشريان. ولم يعرف بعد كيف يقلل هذا الإجراء الجراحي من مستوى ضغط الدم، غير أنه قد حقق تأثيرات مهمة لدى الأشخاص المصابين بارتفاع ضغط الدم المقاوم للعلاج. ولدى بعض الأشخاص، أدى كي عصب الشريان الكلوي إلى صور من التحسن الملحوظ في حالات المصابين بالسكري وارتفاع ضغط الدم.

لقد بدأت تجربة إكلينيكية ضخمة لأسلوب «كي عصب الشريان الكلوي» في الولايات المتحدة للتو. وعلى الرغم من أن النتائج لن تكون متاحة لبضع سنوات، فإن هذا الإجراء الطبي يولد قدرا هائلا من الإثارة والتفاؤل. يقول الدكتور ديباك بهات، رئيس قسم طب القلب بمركز بوسطن الطبي التابع لجامعة هارفارد وأحد الباحثين الرئيسين في التجربة: «هذه فرصة لابتكار علاج له القدرة على خفض ضغط الدم بشكل كبير إكلينيكيا - على نحو نأمل أن يدوم».

أما العلاج بالشوكولاته، فإن بإمكان أونصة واحدة (28 غراما تقريبا) من الشوكولاته الداكنة تحتوي على كاكاو نسبته 70 في المائة أو أكثر خفض مستوى ضغط الدم.

* رسالة هارفارد للقلب، خدمات «تريبيون ميديا».