إستشارات طبية

TT

وشم التاتو والرنين المغناطيسي

* هل صحيح أن وجود وشم التاتو لدى الشخص هو مانع من إجراء التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي؟

مهندس حمد - الإمارات - هناك حديث علمي حول ضرورة الاحتياط عند إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي لمناطق في الجسم حينما يوجد وشم التاتو على الجلد، خاصة مع انتشار موضة وضع وشم التاتو، وبأحجام كبيرة على جلد مناطق ظاهرة أو مخفية في الجسم، وأيضا باستخدام أنواع اللون الأسود في عملية التاتو. ولكن لا يصل هذا إلى حد اعتبار أن التاتو مانع من إجراء هذا الفحص بالأشعة للشخص.

والتصوير بجهاز الرنين المغناطيس، أو ما يعرف بـ«إم آر آي»، هو إحدى وسائل الفحص التي تستخدم المجال المغناطيسي ونوعا من موجات الراديو، بغية إنتاج صور توضيحية لمقاطع من أجزاء الجسم، كالدماغ أو العنق أو الصدر أو البطن أو أحد المفاصل.

والذي تمت ملاحظته طبيا أنه نتيجة لهذا المجال المغناطيسي، ونوع الأشعة المستخدمة فيه، يحصل نوع من التفاعل الحراري مع المركبات الكيمائية المستخدمة في صبغ الطبقات العميقة للجلد خلال عملية التاتو. وبالذات فإن إعطاء اللون الأسود للتاتو يكون عادة باستخدام حبر يحتوي على مادة أكسيد الحديد. وخلال عملية التصوير بـ«إم آر آي» يتفاعل مغناطيسيا مركب أكسيد الحديد الموجود في التاتو، ما يؤدي إلى سخونته، وبالتالي يعاني البعض من حروق أو ألم في مناطق التاتو الجلدية.

وكثير ممن يضعون وشم التاتو لا يعلمون عن أضراره المستقبلية، ولا عن أضرار عملية رسم تلك الأشكال على الجلد. وهناك تحذيرات طبية، سبقت الكتابة عنها بمجلة «صحتك» في «الشرق الأوسط»، عن الالتهابات الميكروبية وعدوى الفيروسات والتفاعلات غير الطبيعية للجلد مع تلك المواد الغريبة المغروسة عميقا داخل طبقات الجلد، سواء في منطقة الحواجب أو الجفون أو جلد بقية أجزاء الجسم.

* الصمام الميترالي والفياغرا

* عمري 53 سنة، ولدي تسريب في الصمام الميترالي. هل من الممكن أن أتناول عقار الفياغرا؟

عبود ناصر- الرياض.

- هذا ملخص سؤالك. وقد اطلعت على التقارير التي أرسلتها حول قلبك. وما لديك هو تسريب بدرجة متوسطة في الصمام الميترالي، نتيجة لالتهاب روماتزمي سابق. والتسريب الآخر هو في الصمام الثلاثي، وبدرجة بسيطة. ولا توجد تضيقات في الصمامات ولا إصابات في صمامات أخرى. وحجم حجرات القلب لديك طبيعية، وكذلك قوة عضلة القلب. وهذه الأمور كلها مطمئنة، ولكنها تتطلب منك المتابعة مع طبيب القلب وفق المواعيد التي يطلبها منك، وكذلك إجراء الفحوصات التي يوصيك بها.

وفي العموم، لا تمنعك هذه الأمور من تناول عقار الفياغرا، لو احتجت إليه. ولكن عليك ذكر هذا الأمر لطبيبك الذي يتابع حالة القلب لديك. والسبب أن وجود مشكلة ضعف الانتصاب يتطلب إجراء فحوصات طبية للتأكد من السبب، وللتأكد من سلامة شرايين القلب.

هذا من جانب، ومن جانب آخر عليك إدراك أن الفياغرا أحد أهم أدوية تنشيط الانتصاب التي أثبتت كفاءة في عملها. وتعمل الفياغرا على زيادة تدفق الدم إلى العضو الذكري من خلال الشرايين. وأيضا على زيادة احتباس الدم فيه من خلال انقباض الأوردة. وانقباض الأوردة يمنع تسريب الدم من العضو الذكري. وبالتالي يتم ضمان استمرار الانتصاب القوي، إلى حين الفراغ من العملية الجنسية.

وتتوفر حبوب الفياغرا، الزرقاء اللون، على هيئة حبوب بقوة 25 و50 و100 مليغرام. وتؤخذ حبة الفياغرا مرة واحدة في اليوم. والأفضل تناولها بعد الفراغ من الطعام بساعتين أو أكثر. ويبدأ مفعولها بعد نصف ساعة أو ساعة. ويستمر مفعولها لأكثر من 18 ساعة. وأهم موانع تناولها هو تناول الشخص لعقار «نيترات» لعلاج شرايين القلب. أو في حالة وجود ضعف شديد في القلب أو وجود انخفاض في ضغط الدم. والآثار الجانبية الشائعة هي: صداع مؤقت، احتقان الأنف، تخمة في المعدة. وهي أعراض مؤقتة تزول خلال نصف ساعة في الغالب. وليس للفياغرا تفاعلات عكسية مع غالبية الأدوية.

قياس ضغط الدم

* عمري 46 سنة، ولدي ارتفاع في ضغط الدم. وأتناول دواء «دايوفان» مع دواء آخر مدر للبول. وأقيس الضغط بجهاز لدي في المنزل. وقراءات ضغط الدم أحيانا مرتفعة إلى حد 150 على 88 ملم زئبق، وأحيانا أقل من هذا. بم تنصح؟

خ. المطيري- الكويت.

- هذا باختصار أهم ما ورد في سؤالك. وبداية لا داعي لكل «القلق» الذي أبديته حول طريقة علاج ارتفاع ضغط الدم لديك، لكن هناك داع لـ«الاهتمام» بالأمر.

وارتفاع ضغط الدم هو أحد الأمراض المزمنة، التي تتطلب من الإنسان فهم وإدراك معنى الارتفاع وكيفية التعامل معه، وصولا إلى المعدلات الآمنة له. والطبيعي أن يكون ضغط الدم أقل من 140/90 ملم زئيق، والأفضل أن يكون فيما حول 120/80. أما ما كان 140/90 وما فوق، فهو غير طبيعي.

والهدف من علاج هذا الارتفاع في ضغط الدم هو خفضه إلى مستويات آمنة. والأمان المقصود هو جعل مقدار القياس أقل من 140/90 للإنسان الذين لا توجد لديه أي أمراض أخرى، مثل ضعف الكلى، أو مرض السكري، أو مرض شرايين القلب، أو ارتفاع في الكولسترول. وإذا كان لدى الشخص أي من هذه الأمراض، فإن الهدف العلاجي هو الوصول بضغط الدم إلى قراءات أقل من 130/80.

وعلاج ارتفاع ضغط الدم ليس فقط الأدوية، بل أيضا بالعمل على إنقاص الوزن وممارسة الرياضة البدنية والامتناع عن التدخين وتناول الأغذية الصحية.

وأحد الأمور المهمة جدا، والتي لا يتنبه لها كثيرا، هو قياس ضغط الدم بشكل صحيح. والسبب أن إجراء القياس بطريقة خاطئة، سواء في عيادة الطبيب أو في المنزل، يؤدي إلى ظهور قراءات غير صحيحة، مما يكون له تبعات غير سليمة في العلاج وتغيير الأدوية وغير ذلك.

وفي حالات قياس ضغط الدم في المنزل، تتأكد الحاجة إلى إدراك أحدنا الكيفية الصحيحة لقياس ضغط الدم. وعلى الإنسان أن يتأكد من طبيبه أن الجهاز الذي لديه مناسب لقياس ضغط الدم بطريقة صحيحة. ويفضل اختيار أوقات ثابتة في كل يوم للقياس، أي إما في الصباح أو المساء. وألا يجرى القياس في أوقات غير مناسبة. والأوقات غير المناسبة هي مباشرة بعد الاستيقاظ من النوم، وبعد أداء التمارين الرياضية مباشرة، أو مباشرة بعد تناول وجبة الطعام، أو في خلال النصف ساعة التي تلي شرب القهوة أو الشاي أو التدخين، أو حينما يكون الشخص متوترا أو غير مرتاح بدنيا أو نفسيا. وكذلك من غير المناسب إجراء القياس لشخص لم يتبول ومثانته ممتلئة.

وعند الجلوس لقياس الضغط، على المرء أن يجلس بارتياح على كرسي، أو «كنبة». أي لا يكون واضعا ساقا على ساق. كما عليه عدم التحدث أثناء إجراء القياس. وغير ذلك من الأمور التي يسأل عنها الطبيب مباشرة.

وإذا كانت بالفعل قراءات ضغط الدم مرتفعة، وتأكد الطبيب من ذلك، فسيتولى الأمر طبيبك المعالج. المهم أن يكون القياس صحيحا، وأن تتناول أدويتك كما نصحك الطبيب، وأن تمارس الرياضة البدنية وتعمل على إنقاص الوزن إلى المعدلات الطبيعية، وأن تتناول أطعمة صحية.

وبالعموم، لا يستعصي، في الغالب، على الأطباء خفض ارتفاع ضغط الدم بالأدوية إذا ما تابعت معهم بانتظام.

استشاري باطنية وقلب مركز الأمير سلطان للقلب في الرياض