جائزة المغرب للكتاب تنصف أخيرا أحد رواد القصيدة المغربية

TT

على الرغم من التكتم الذي أحاطته وزارة الثقافة المغربية بجائزة المغرب للكتاب لعام 2001، وتأخر الاعلان عنها بسبب الاستحقاقات الانتخابية التي شهدها المغرب أخيرا، فقد علمت «الشرق الأوسط» من مصادر موثوقة أن جائزة المغرب للكتاب في صنف الابداع التي أشرف عليها كل من محمد مفتاح، مبارك ربيع ونجيب العوفي، قد منحت للشاعر المغربي ادريس الملياني عن ديوانه «مغارة الريح» الذي صدر عن مطبعة النجاح الجديدة بالدار البيضاء عام .2001 وهو الديوان السادس للشاعر ادريس الملياني بعد دواوينه: «أشعار للناس الطيبين» 1967، «في مدار الشمس رغم النفي» 1974، «في ضيافة الحريق»، «زهرة الثلج» 1998، «حدادا علي» 2000، وقد أصدر الشاعر أخيرا ديوانين جديدين هما «بعيدا عن كثب» و«بملء الصوت».

وبحصول الشاعر ادريس الملياني على جائزة المغرب للكتاب تكون الجائزة قد أنصفت هذا الشاعر الستيني الذي يشتغل في صمت وحياء بعيدا عن الأضواء وعن الشهرة، ويكون بامكان جميع الكتاب المغاربة الرواد منهم والجدد أن يتوقعوا حصولهم على الجائزة، التي أصبحت في السنوات الأخيرة، بفضل مجهودات وزير الثقافة المغربي وبفضل مجهودات أعضاء لجان الجائزة الذين يتميزون بالنزاهة والموضوعية، بعيدة عن الانتقادات التي كانت تطالها فيما قبل والتي كانت تشكك في مصداقية وموضوعية لجانها وحتى في قيمة الأعمال الحاصلة على الجائزة.

ولكن على الرغم من التطورات التي عرفتها الجائزة في السنوات الأخيرة ورفع قيمتها الى 70 ألف درهم، فإنها ما زالت تعرف بعض التعثرات وترتهن شأنها شأن الثقافة بالظروف السياسية التي يمر منها المغرب. فبعد تأخر الاعلان عن جائزة المغرب للكتاب لعام 2000 وتسليمها بشكل متأخر للكتاب، هاهي جائزة المغرب للكتاب لعام 2001 أيضا، التي تم الاعداد لها من قبل مصلحة دعم الكتاب وتحت اشراف قسم تعميم الكتاب في فترة وجيزة لا تتعدى الشهرين ما بين تقديم اقتراحات الأعمال وقراءتها وتقييمها، يتأخر الاعلان عنها لفترة ما بعد عيد الفطر، وذلك بسبب الاستحقاقات الانتخابية التي عرفها المغرب، وبسبب تأخر تشكيل الحكومة المغربية الجديدة. كما أن تلك الفترة الوجيزة قد أثرت في عدد الكتب المرشحة التي تراجعت الى 245 كتابا، وهو رقم ضئيل مقارنة مع ما صدر خلال تلك السنة ومع ما كان يقدم في السنوات السالفة من كتب لم تكن لتستفيد بعد من الدعم.

وعن مسألة تأخر الجائزة، صرح الشاعر المغربي ادريس الملياني لـ«الشرق الأوسط» أن «الجائزة قد تأخرت فعلا عن العديد من الشعراء المغاربة الرواد والمؤسسين. فعلى الرغم من أن أحمد المجاطي وعبد الله راجع ومحمد بنيس وعبد الكريم الطبال قد حصلوا عليها، فإنها قد تأخرت عن محمد الميموني وآخرين من الجيل المؤسس، وهذا التأخير له أسبابه وليس مقصودا، وذلك لأن الجائزة عرفت تطورا مهما مع الوزير الشاعر محمد الأشعري، حيث أصبح في عهده بامكان أي كاتب أو شاعر مغربي أن يحصل على جائزة المغرب للكتاب».

وأضاف الملياني «لقد فرحت بالجائزة كأي كاتب، وهي بالنسبة لي ليست جائزة شخصية بل جائزة للكتاب والكتابة الشعرية على الخصوص. والكتابة الشعرية برأيي تستحق مثل هذه الجوائز، خصوصا أننا اليوم في عصر التكنولوجيا والمنافسة وعصر التنافس بين الأجناس الأدبية، وعصر مقولة ان الرواية هي ديوان العرب وليس الشعر. وأمام هذا الوضع أصبح الاهتمام بالشعر اليوم يتراجع على مستوى التلقي وعلى مستوى القراءة. كما أن الشعراء بدأوا يشعرون بنوع من الاحباط من لا جدوى الشعر والكتابة الشعرية».

وأشار الملياني، الذي يهدي هذه الجائرة لجميع الكتاب المغاربة شعراء وروائيين وقصاصين، أن «مثل هذه الالتفاتة هي التي تعيد للشاعر الثقة في النفس وفي جدوى الكتابة الشعرية، خصوصا أن وراء هذه الجائزة أسماء وازنة تشتغل بنزاهة ولم يسبق لأغلبها أن حصلوا هم أيضا على جائزة المغرب للكتاب».