الحربي.. والخروج من بوابة الفلّ شعراً

TT

وجّه الشاعر السعودي أحمد بن إبراهيم الحربي الدعوة للجميع للدخول إلى ديوانه الشعري «الخروج من بوابة الفل»، ويقع الديوان الصادر عن نادي جازان الأدبي في مائة وعشرين صفحة من الحجم المتوسط ، ويحتوي على ثماني عشرة قصيدة كتبت بين عامي 1415 و1423هـ، منها إحدى عشر قصيدة عمودية، وغلب على الديوان الشعر الوجداني بوجوده في ثلاث عشرة قصيدة.

افتتح الشاعر ديوانه بإهداء عرّف فيه الشعراء، حيث قال: «نشرب الوقت انتظاراً لنصطاد اللحظة الهاربة من حميّا الذاكرة.. وعندما تشب عن الطوق تفر هاربة قبل أن يحتل مساحتها الأرق الطويل، ثم يعود بنا الجري اللاهث وراء طيف الرؤى المستحيل..هكذا هم الشعراء.. وأنت منهم..فادخلوا إلى بوابة الفل».

الديوان يحمل دلالات كثيرة، من خلال تكرار بعض الألفاظ، والتأكيد على بعض الأفكار، حيث النص ملتصق بالموت أكثر من الحياة، ومشغولٌ بالماضي أكثر من المستقبل، ويميل لليل دون النهار، وللسفر أكثر من المقام، غير أن النص وفي قصائد كثيرة، يظهر اهتماماً بالبحر والمطر والغناء والرقص، وتبرز فيه رائحة الفل والزهر والورود والكاذي والنّوار، وهو بذلك ـ أي النص ـ يهدم بواعثه المتقدمة، ولعل تفسير ذلك يكمن في محاولة النص للتعمية على أفكار الموت والماضي والليل والسفر، من خلال الاكتساء بكل ما يبهج لغوياً ونفسياً من البيئة المحيطة والثرة بالتضاريس والناس وحالات الجو المتباينة.

ويحتل الحب والقلب مساحة كبيرة في القصائد، حيث أهديت القصيدة خاتمة الديوان للجراح السعودي فريد خوقير، الذي أجرى عملية جراحية لقلب الشاعر في أواخر العام 1419هـ، ويكثر في الديوان تكرار مفردات الندى والسهول، ويحضر اللون الأخضر والأبيض نيابة عن بقية الألوان في شعره.

غداً تأتين فانتظري

جنوني فيك بعد غد..

ويا خوفي من الإبحار

بين الجزر..والمد

وقد تنسين موعدنا..

وأنسى فيك ميعادي

وترتج الجبال الخضر

والشطآن والوادي.

ويتمثل طغيان الطابع الوجداني في الديوان في القصيدة التي حمل الديوان عنوانها يقول:

ليته انشق القمر..

قبل أن تغرق أحلامي

وأحلام العصافير الوليدة

قبل أن تأتي القصيدة

قبل أن تنبش ماضينا السحيق

بعد ما ضاع الطريق..

في متاهات المدينة..

وللشاعر خمسة دواوين سابقة للخروج من بوابة الفل صدرت بين عامي 1416 و1422هـ، وهي «رحلة الأمس» و«والصوت والصدى» و«تقاسيم على جذع نخلة» و«يوم كنّا» و«وقفات على عقارب الزوال» و«مزار الخلخال».