اسحب مظروفا في «السوبر ماركت» تربح كتيّبا طوال أسبوعين

وزارة الثقافة اللبنانية تعيد القراء إلى طفولتهم

بيروت احتفت بنفسها والكتب الكثيرة التي صدرت من دور نشرها عن القضية الفلسطينية
TT

بمناسبة احتفاليات «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، وبالتعاون مع وزارة الثقافة، تطلق «حركة السلام» (Permanent Peace Movement) مشروعها «سحبة»، وهو نوع من الـ«قرعة» التي يربح صاحبها في كل الأحوال، ابتداء من يوم غدٍ الجمعة 15 من الشهر الحالي، ويستمر حتى يوم السبت 30 منه، في جميع محلات السوبر ماركت في لبنان، خلال أوقات الدوام المعمول بها. والفكرة جديدة تستلهم عادة طفولية قديمة درَج عليها الأولاد في لبنان في صغرهم. و«سحبة» أو كما يدل العنوان، هو منتج اعتاد الأطفال شراءه من المحال التجارية، وهو عبارة عن مجسم من الورق وفي داخله «الهدية» المفاجأة، التي قد تكون خاتما من البلاستيك أو طائرة من الكرتون، إلا أن الـ«سحبة الحديثة» مختلفة تماما. سحبة اليوم ستخفي للأولاد، وربما للكبار إن أحبوا، كتيّبات تطال كل الفئات العمرية، بحيث يحتوي كل كتيّب على نص، قد يكون مقتطفا من رواية، أو نصا شعريا، أو دراسة، أو بحثا. تتنوع الكتيّبات ويتم توزيعها في التعاونيات وفي المراكز التجارية الكبرى وفي باصات النقل العام، حيث يستطيع العابر أن يتمتع بوجبة أدبية أو فكرية خفيفة وممتعة. وفي نهاية كل نص سيجد القارئ إشارة إلى الشخص الذي اختار النص، وتعريفا بالأثر الذي اقتُطِع منه، وإشارة إلى قيمته الأدبية أو الاجتماعية أو الثقافية. وقد قام باختيار النصوص ناشئون وشباب (من المدارس والجامعات والجمعيات...) من مختلف المناطق اللبنانية، عبر تنظيم مسابقة في القراءة. والقصد من هذه اللعبة التي تم تحويلها إلى متعة ثقافية هو التشجيع على القراءة وحث الأطفال، كالكبار، على تذوق النصوص المكتوبة التي عادة ما يتعاملون معها بصدود.

وتتواصل أنشطة «بيروت عاصمة عالمية للكتاب» بالوتيرة السريعة والكثيفة ذاتها التي بدأت بها في شهر مارس (آذار) الماضي، وتستمر لمدة عام. وضمن هذه الأنشطة لهذا الشهر، معرض لخالد عمر تدمري عنوانه «ذاكرة بيروت: 100 عام في 100 صورة». وسيتضمن المعرض مجموعة صور ووثائق قيمة وقديمة عن بيروت. يفتح المعرض أبوابه يوم السبت 16 من الشهر الجاري في «قصر اليونسكو». ومن الأنشطة أيضا مشروع «جامعيو طرابلس يقرأون، يبحثون ويكتبون» الذي يشمل سبع ندوات مختلفة، تطلقها مؤسسة الصفدي اعتبارا من يوم غدٍ الجمعة 15 يناير (كانون الثاني)، حيث تستمر الندوات حتى التاسع من الشهر المقبل في طرابلس. والندوات مبنية على عدة أعمال بحثية قام بها بحاثة في مختلف مجالات المعرفة حول كتّاب شماليين. وسيتم جمع أعمال الندوات في كتاب يوزع مجانا على الجامعات ومراكز الأبحاث.

وكان هذا الشهر قد شهد مؤتمرين، أحدهما عن فلسطين والآخر عن الرواية. فقد نظمت «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» في الثامن من الشهر الحالي، وضمن إطار الاحتفاليات ببيروت عاصمة للكتاب، مؤتمرا دوليا حول دور العاصمة اللبنانية في الإنتاج الأدبي والفكري في موضوع الصراع العربي الإسرائيلي، حمل عنوان: «الكتاب والقضية الفلسطينية»، بحضور شخصيات سياسية وثقافية عربية وعالمية وجمهور حاشد. وشهد المؤتمر أربع جلسات تناولت أربعة عناوين بحثت في الدراسات الفكرية والأدبية العربية والغربية التي عالجت موضوع الصراع العربي - الصهيوني. وقد تخللت الجلسات نقاشات واسعة بين المحاضرين والحضور، الأمر الذي ساهم في بلورة الأفكار المطروحة ووضعها في حيز الوعي المرتجى.

أما المؤتمر الثاني الذي شهدته بيروت هذا الشهر فعنوانه «الرواية العربية والنقد»، افتتحت أعماله يوم الجمعة الماضي في فندق «سفير - الروشة»، ونظمته «الدار العربية للعلوم – ناشرون»، بالتعاون مع وزارة الثقافة.

وجدير بالذكر أن الرواية كان لها حصة الأسد من أنشطة «بيروت عاصمة عالمية للكتاب»، إذ خصت الرواية بأكثر من نشاط، منها: «مؤتمر أدب الاغتراب اللبناني»، «مؤتمر الأدباء الأيبيريين الأميركيين»، «ندوات حول نقد الرواية العربية»، «أسبوع الأدب الفنزويلي». كما منحت في بيروت خلال العام جوائز للروايات، منها: «جائزة القارات الخمس للفرنكوفونية»، مرورا بـ«بيروت 39» التي ينظمها «مهرجان هاي»، وصولا إلى «جائزة المتوسط للكتاب»، كما أعلنت من بيروت اللائحة القصيرة لـ«جائزة البوكر العربية للرواية».