استمرار منافسات الدوري العراقي رغم الحرب يثير استغراب المراقبين

مسؤول بالفيفا: استمرار اللعب أمر رائع وسندعم الاتحاد العراقي ماديا ومعنويا بعد الحرب

TT

على الرغم من الحرب التي تشنها اميركا وبريطانيا على العراق حاليا الا ان مسابقة كرة القدم ما زالت مستمرة هناك واللاعبون يواصلون تدريباتهم ومشاركاتهم مع فرقهم، والجماهير تتوافد على المدرجات باعداد ليست بالقليله، وتواصل مؤازرتها لفرقها على اصوات القنابل والصواريخ والطائرات وسحب الدخان التي غطت سماء بغداد وغيرها من المدن العراقية وسط استغراب المراقبين.

ويبدو ان اللاعبين والجمهور ارادوا ان يواجهوا حالة القلق باجراء المباريات التي تنقل وسائل الاعلام المحلية اخبارها وصورها كأنها تدور في اجواء طبيعية.

ما اثار الدهشة هو قيام فريق الزوراء برحلة برية طويلة ومرهقة من بغداد الى مدينة البصرة (جنوب العراق) التي تقذف يوميا بالقنابل والصواريخ للعب مباراة هناك، وبالفعل خاضوا اللقاء وعادوا الى بغداد بالتعادل واضافوا نقطة ثمينه لرصيدهم في المسابقة.

وكان عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي الذي يشغل رئيس اتحاد كرة القدم المحلي، قد اصر على استمرار مسابقة الدوري وعدم توقفها بل انه اغرى الجماهير بالحضور عندما امر ان يكون دخولها للملاعب مجانا في هذة الفترة.

الرياضيون في العالم اجمع يستغربون من استمرار المسابقة الكروية في العراق رغم الخطورة التي تحيط باللاعبين والجماهير، ويتساءلون عن اسباب ذلك هل هو حب مجنون لكرة القدم، ام اعتاد العراقي على هذه الاجواء، ام هناك اسباب يجهلها الكثيرون؟

مقابل ذلك كان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) قد اجل بطولة كاس العالم للشباب التي كان من المقرر ان تنطلق يوم 25 مارس (آذار) الماضي بالامارات الى اجل غير مسمى بسبب الحرب خوفا على المنتخبات المشاركة رغم بعد المسافة، كما اوقفت الكويت جميع انشطتها الرياضية هذة الفترة، واجل اتحاد كرة القدم المصري لقاء القمة بين الاهلي والزمالك الى منتصف الشهر الحالي، وهناك العديد من المناسبات والمباريات الودية الدولية تاجلت للسبب ذاته، منها على سبيل المثال مباراة بين الارجنتين واستراليا واميركا واليابان وغيرها.

«الشرق الاوسط» استطلعت رأي بعض المسؤولين وخبراء اللعبة حيث قال مانجت نيكولاس مسؤول ادارة الاتصالات في الاتحاد الدولي (فيفا) في اتصال هاتفي: ان الفيفا بقدر ماهو حزين على ما يحدث بالعراق هو سعيد باستمرار مسابقة كرة القدم هناك رغم الظروف الصعبة.

واضاف: رائع ان تبقى اللعبة الشعبية الاولى بالعالم تروح عن نفوس الشعوب في مثل هذا الظرف والحضور الكبير يدل على ذلك ومدى حاجة الجماهير للترويح في اوقات الازمات.

واستدرك قائلا:نحن لن نتخلى عن الرياضيين في العراق ونشكرهم على مواصلتهم للعب في مثل هذة الظروف بالذات، و سيكون هناك دراسة متكامله بعد الحرب لكرة القدم بالعراق وسندعم ونساند الاتحاد العراقي للعبه بقوة، فالفيفا لدية ميزانيه سنوية مواجهة لمثل هذه الظروف ولدعم الاتحادات التي تحتاج للمساندة ولاشك بان الاتحاد العراقي سيحظى بنصيب كبير من الاهتمام.

ولعلم النفس الرياضي راي اخر في هذا الموضوع حيث يقول الدكتور السعودي صلاح السقا وهو يحمل شهادة الدكتوراة في علم النفس الرياضي: اعتقد بان هناك اهداف ورسائل من قبل المسؤولين بالعراق للعالم اجمع ولخصومهم بالذات باستمرار مسابقة كرة القدم على الرغم من ظروف الحرب القائمه هناك، وانها لا تستمر لمجرد الترويح عن الناس بقدر ماهي رسائل نفسيه بانهم صامدون ولا يتأثرون. واضاف: نحن نعرف جيدا بانه لن يكون هناك مستويات واداء داخل الملعب بل ستكون عقول اللاعبين مشتته، حتى الحضور ستكون اعينهم موجهه نحو السماء بحثا عن الطائرات التي تاتي من كل جانب لتقذف القنابل .

واستطرد السقا: استمرار اللعب يعطي نوع من الثقه للعراقيين، كما يوضح للاجانب مقدرتهم على التكيف مع جميع الظروف.. علماء الاجتماع دائما عندما يتكلمون عن الرياضيه لابد ان يربطوها بالسياسه والاقتصاد وحتى الظروف الاجتماعيه ،وهذا يعني بان الرياضه اصبحت وسيله مهمه لدى الدول تعبر من خلالها وتتخذ مواقف ضد الغير من خلالها ايضا.