مسودة من قلب البطولة منتخبات الخليج... والنجوم الكبار

عبد العزيز الدوسري

TT

من خلال المتابعة الاولية لمباريات دورة خليجي 16 العرس الكروي الخليجي والاحتفالية الرياضية التي ينتظرها أهل الخليج كبارا وصغارا كل عامين، أجد ان جميع المنتخبات المشاركة نهجت نفس الطريق تقريبا، وهو الزج بالجيل الجديد، مؤكدين انه حان الوقت ليتسلم زمام الامور جيل آخر، غير الجيل الذي بدأ شابا ثم كسب خبرة، فصار نجما في ما بعد، لكنه تأكسد، واصبح من الماضي، بيد ان اصرار البعض من المسؤولين على فرض هؤلاء جاء بنتائج عكسية، ومن هنا رأوا ان أفضل وسيلة لتطوير المنتخب هي إعطاء الخبز لخبازه، اي المدرب وعدم التدخل في مسؤولياته الفنية على وجه الخصوص.

أذكر في خليجي 13 وما بعدها من بطولات اصر المدرب ميلان ماتشالا حينما كان يدرب منتخب الكويت آنذاك، ان يجلس النجم الكبير عبيد الشمري على مقاعد الاحتياط، فهاج الاعلام، وزأر المسؤولون، وصار الشارع الكويتي مثلما يقولون بين حانا ومانا، بيد ان ماتشالا قال وقتها: عبيد لاعب كبير جدا، لكنه لا ينفعني فهو لاعب وسط وصانع العاب من الدرجة الاولى لكنه لا يجيد الاسلوب الدفاعي، اريد لاعبا يصنع لزملائه الاهداف في الهجمات، ويدافع ببسالة في الهجمات المضادة، فقام باستبدال النجم باللاعب الشاب حينها عبد الله وبران، فعاد المنتخب بخليجي 13 ثم خليجي 14، وصحت رؤية ماتشالا، وصمتت الافواه التي طالبت باقصاء المدرب، بل تسليمه للمقصلة ان امكن.

في هذه الدورة ينتهج مدربو منتخبات خليجي 16 نفس الاسلوب، فمدرب قطر تروسييه استغنى عن احمد خليفة ومحمد سالم العنزي وغيرهما الكثير، وكذا الحال بالكويت والسعودية والامارات، لكن مع ذلك، كل مدرب من هؤلاء ابقى اسمين او ثلاثة يمتلكون الخبرة الواسعة داخل المستطيل الاخضر، وهو ما يثبت ان الفريق مهما كان موهوبا ومميزا فهو بحاجة الى عنصر الخبرة لقيادة تلك المواهب، وعودة صانع العاب الكويت فواز بخيت الى ارتداء القميص الازرق بعد ان اعتزل لاكثر من عام، خير دليل على ان اي منتخب يحتاج الى تلك الاسماء، على الا تزيد عن الحد المعقول، فمن خلال وجهة نظري اجد ان لاعبين او ثلاثة لديهم الخبرة، هم قمة المطلوب بالنسبة لمنتخب جله من الوجوه الشابة، لان ما يحتاجه هؤلاء، هو التوجيه، والدعم المعنوي والشعور بالثقة، فما من لاعب ناشئ، مهما كانت مميزاته وامكاناته، الا أن يشعر بالرهبة والخوف والقلق، لكنه حينما يلازم نجوم مخضرمين بجانبه يشعر بكثير من الطمأنينة والثقة والرغبة في تأكيد موهبته وامكاناته الفردية والجماعية.