وفاة الأمير عبد الرحمن بن سعود أقدم رئيس ناد في العالم

خدم الرياضة السعودية 40 عاما وكان مادة مثيرة للإعلام

TT

غيب الموت صباح امس الامير عبد الرحمن بن سعود رئيس نادي النصر السعودي، عن عمر يناهز 62 عاما، وذلك على اثر أزمة قلبية تعرض لها قبل ان ينقل بعدها الى مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض. وقد نعى الديوان الملكي السعودي وفاة الامير عبد الرحمن بن سعود وستجرى مراسم التشييع عقب صلاة الجمعة (اليوم)، في جامع الإمام تركي بن عبد الله (الجامع الكبير) في العاصمة السعودية الرياض.

ولد الفقيد الراحل في مدينة الرياض عام 1942، وهو متزوج من الاميرة جواهر بنت ناصر بن عبد العزيز، وله تسعة أبناء (6 أولاد و3 بنات)، هم خالد وعبد العزيز وفيصل وممدوح وسعود وفهد، والجوهرة ومنال وعهد. وتلقى الأمير، يرحمه الله، دراسته بكاملها في معهد العاصمة النموذجي بالرياض، وزامل في دراسته الامير احمد بن عبد العزيز نائب وزير الداخلية السعودي.

ويعتبر الامير عبد الرحمن بن سعود من أقدم رؤساء الاندية في العالم اذ ترأس ناديه عام 1962، وصعد بالفريق الكروي الاول خلال ذلك العام الى الدرجة الاولى، ثم بعد عام ارتقى به الى الدرجة الممتازة ليكون فريقه من أبرز الفرق العربية والآسيوية خلال عقدي الثمانينات والتسعينات الماضية، حيث حقق فريقه أكثر من 24 بطولة ما بين محلية وخارجية وتنحى عن رئاسة النادي عام 1997، بيد انه عاد الى سدة الرئاسة مرة اخرى وكان ذلك في فبراير (شباط) من عام 2000 الماضي.

وكان يعتزم ترك رئاسة ناديه النصر قبل شهرين تقريبا، الا ان ضغوطات شرفية كبرى أسهمت في ثنيه عن قراره ليعود الى العمل الاداري من جديد. حيث سعى طوال الاسابيع الماضية ومن خلال حضوره الدائم للنادي الى ترتيب اوضاع الفريق الكروي الأول، وشراء عقود لاعبين محليين زاد عددهم عن 11 لاعبا رغبة منه في ان يظهر فريقه بصورة مغايرة عن تلك التي ظهرت في الموسم الماضي.

وعرف عن الامير صرامته في إدارة النادي وقوة شخصيته التي فرضت احترام الجميع له، وبدا اكثر رؤساء الاندية السعودية تميزا في اختيار المدربين الاجانب حيث نجح في التعاقد مع أشهر مدربي العالم، من ابرزهم اليوغسلافي بروشتش والبرازيليان ماريو زاجالو وسيزار كاربيجاني والفرنسيان هنري ميشيل ولويس فرنانديز، فضلا عن تميزه في اختيار اللاعبين الاجانب المتألقين.

واشتهر الامير الراحل بجلوسه في مقاعد البدلاء مع الجهاز الفني المشرف على فريقه النصر بعكس رؤساء الاندية الاخرى ولم يذكر عنه قط ان تواجد في منصة كبار الشخصيات في أي منافسة كروية مضت. وكان الفقيد معروفا بصراحته في كل الامور التي تتعلق بتطوير رياضة كرة القدم، سواء كان ذلك في ناديه او على مستوى كرة القدم السعودية، فهو من أول المطالبين بالاستعانة بالحكم الاجنبي في الملاعب السعودي وتحققت هذه الفكرة قبل ثلاثة اشهر فقط عندما وافق اتحاد الكرة السعودي على قيادة الحكام الاجانب للمنافسات السعودية الكروية.

وذكر عن الامير عبد الرحمن بن سعود، انه راهن المدرب اليوغسلافي الشهير بروشتش عام 1976 حول موهبة كبير مهاجمي السعودية السابق ماجد عبد الله من عدمها، اذ اكد بروشتش ان امكانيات ماجد لا تنم عن وجود اي موهبة فيه، فيما اعلن الامير عبد الرحمن بن سعود انه مستعد لدفع 50 الف ريال سعودي للمدرب في حال فشل ماجد عبد الله كلاعب ينتظره مستقبل كروي كبير، واشترط الفقيد الراحل ان يدفع المدرب له ريالا واحدا اذا فشل مهاجم النصر آنذاك في اظهار قدراته وكانت النتيجة فوز الامير بالرهان. ويشار الى ان رئيس النصر الراحل كان مثيرا في تصريحاته قبل وبعد كل مباراة للنصر، حتى باتت عبئا نفسيا كبيرا على غالبية فرق الصدارة الاخرى التي تقابل فريقه واختار شعار الجزيرة العربية ومكتوب في وسطه كلمة النصر، مشيرا بذلك الى اسم ناديه، علما ان تغيير الشعار كان عام 1970، حيث لم يكن لشعار الجزيرة العربية أي وجود على صدور لاعبي النصر منذ التأسيس عام 1955 حتى مطلع السبعينات السابقة.

وكان الأمير الراحل كاتبا رياضيا من الدرجة الاولى، وعرفت الزاوية التي يكتب فيها باسم (بصراحة)، وكتب في صحف كثيرة مثل صحيفة المدينة والرياضي والرياضية وعالم الرياضة والملاعب، وكتب مقالا أسبوعيا في المنتدى العالمي الإلكتروني، وبدت آراؤه مثيرة ومجال جدل كبير بين مسؤولي الرياضة السعودية والنقاد الرياضيين. ولم تقتصر إسهامات الامير في الرياضة السعودية، بل عرف عنه انه يكتب الشعر وتغنى بقصائده كبار الفنانين السعوديين يتقدمهم الراحل طلال مداح. وكتب أشعاره باللغة العربية والعامية ووجدت أصداء كبيرة عند عشاق و محبي الشعر لا سيما قصيدته الشهيرة «في سلم الطائرة»، التي غناها طلال مداح يرحمه الله.