رانييري: لا أحد بإمكانه إيقاف فوسينتش.. وتوتي فعل ما طُلب منه

مدرب روما لا يريد المبالغة في قدرات فريقه بعد الفوز على أودينيزي في كأس إيطاليا

TT

تمكن روما من التغلب على أودينيزي 2 - 0 في ذهاب دور نصف نهائي كأس إيطاليا بهدفين لميركو فوسينتش وفيليب ميكسيس، على الملعب الأولمبي بالعاصمة الإيطالية، وبات قاب قوسين أو أدني من التأهل للمباراة النهائية.

ويعطي فوسينتش دائما انطباعا بأنه مستيقظ للتو، فهو يتميز بالتحركات الدقيقة واللمسات السحرية، وعندما يكون في أفضل حالاته فإنه يرهق لاعبي الخصم، وخلال لقاء أودينيزي سجل هدفا وتسبب في آخر، نتيجة للأخطاء الكبيرة التي ارتكبها لاعبو الفريق المنافس. ولم تمر سوى 12 دقيقة فقط من بداية اللقاء حتى تقدم مهاجم مونتينيغرو (الجبل الأسود) ميركو فوسينتش بهدف لروما قبل أن يضيف زميله فيليب ميكسيس الهدف الثاني للفريق في الدقيقة 40.

وكان إنترميلان فاز على ضيفه فيورنتينا بهدف نظيف في ذهاب الدور قبل النهائي.

واعتمد المدرب كلاوديو رانييري على اللاعبين الأساسيين لفريق روما، بما في ذلك فرانشيسكو توتي الذي تعافى من الإصابة، ولكنه افتقد جهود لوكا توني المصاب، ويسعى روما لإحراز لقب كأس إيطاليا للمرة العاشرة في تاريخه.

وجاء الهدف الأول للفريق في الدقيقة 12 إثر تمريرة من دانيلي دي روسي إلى فوسينتش ليسدد الأخير كرة زاحفة سكنت شباك الحارس السلوفيني سمير هاندانوفيتش.

وسيطر روما على مجريات اللعب في منتصف الملعب، ولم يشكل أنطونيو دي ناتالي وأنطونيو فلورو فلوريس أي خطورة على مرمى الحارس البرازيلي ألكسندر دوني.

وتعرض دفاع أودينيزي للارتباك مجددا في الدقيقة 40 ليتمكن ميكسيس من تسجيل الهدف الثاني، بعد أن ارتقى برأسه للضربة الحرة المباشرة التي نفذها التشيلي ديفيد بيزارو.

وبذلك دفع آخر فريق قادر علي هزيمة روما، والتي كانت منذ مائة يوم، الرسوم الجمركية مثل الفرق الأخرى كافة. وكان فوسينتش أشبه بالمياه المنهمرة بينما يسير المدرب كلاوديو رانييري علي درب الانتصارات فهذه هي النتيجة الإيجابية رقم 18 علي التوالي، والتي تعد بمثابة تأكيد على قوة الفريق قبل مباراة النهائي.

وقال رانييري بعد المباراة: «لا أحد بإمكانه إيقاف ميركو عندما يكون بهذه الحالة من التألق». ويواصل روما الانطلاق بسرعة الصاروخ، ولا يعرف حدودا لطموحاته، وعن ذلك يضيف رانييري: «كان مهما أن نفوز من دون أن يدخل مرمانا أهداف، سجلنا هدفين وضعانا في المنطقة الآمنة وجولة الإياب ستكون بعد شهرين، مستواهم سيرتفع، أما نحن فينبغي أن نظل كما نحن الآن، نريد أن نظفر بلعب النهائي في مدينتنا». لكن مباراة الإياب تعتبر بعيدة للغاية بالنسبة لروما، وعن ذلك يقول رانييري مهاجما: «الشيء الوحيد الذي لا يروق لي هو أن تقام المباراة في أبريل (نيسان) المقبل، كنت أتمنى أن ننتهي من الدور نصف النهائي في غضون أسبوع. يقولون إنهم يريدون إعطاء ثقل لكأس إيطاليا، لكنها بهذه الطريقة ستفقد قيمتها، والذي فكر في هذا الأمر هو عبقري بالطبع، مثل إينشتاين وماركوني».

وفضل رانييري الاحتفاظ بواقعيته عند الحديث عن قدرة فريقه على المنافسة على الدوري وعدم تغيير رأيه رغم أطنان الإشادة والمديح التي انهالت على فريقه إثر الانتصارات الأخيرة.

ونجح روما في تحقيق الفوز تسع مرات في مبارياته الـ12 الأخيرة التي لم يتعرض خلالها لأي هزائم، وشهدت تعادله 1/1 مع إنتر نفسه في عقر داره ليتقدم نادي العاصمة الإيطالية إلى المركز الثاني مناصفة مع ميلان في ترتيب الدوري المحلي.

ورغم تبقي 16 أسبوعا على نهاية الموسم، فما زالت المهمة تبدو صعبة أمام رانييري ولاعبيه لتجاوز فارق النقاط الذي يفصل روما عن المتصدر إنتر، والذي يصل إلى ثماني نقاط، خاصة وأن لكل من إنتر وميلان مباراة مؤجلة.

ومع ذلك يرى المحللون أن روما بإمكانه تطوير نفسه في الفترة المقبلة، خاصة بعد اكتمال شفاء توتي وعند عودة المهاجم المنضم حديثا للفريق لوكا توني من الإصابة.

بينما يرى رانييري، الذي تولى تدريب روما خلفا للوتشيانو سباليتي في محاولة لتدارك البداية المروعة للفريق هذا الموسم، أنه من المهم عدم الانسياق وراء الانطباعات المضللة. وقال رانييري، المولود في العاصمة الإيطالية: «إن إنتر يقف في مستوى مختلف تماما عنا.. إننا نعمل جاهدين ولكنني لم أنس من أين بدأنا، وخلف كل منحنى دائما ما توجد منزلقات، ولا أريد تضليل الجماهير».

وأضاف: «دائما ما أقول: العمل، العمل، العمل، وبعدها سنقدم للجماهير ما نستطيع تقديمه».

وليس بإمكان روما الاحتفال الآن، كما أن البحث عن الجميل في فوسينتش بات معديا، فهو يلعب مثل البلياردو، حيث يحول اللمسات إلى لعبة تكتنفها المهارة، والتسديدات إلى عصا بلياردو. وقال فرانشيسكو توتي قائد الفريق عقب المباراة: «لعبنا مباراة رائعة من دون أن يدخل مرمانا أهداف، ولذا فلدينا إمكانية كبيرة للوصول للنهائي، ونحن متمسكون بهذا الهدف». وعلق رانييري: «منحني فرانشيسكو الأداء الذي كنت أنتظره منه، كما أنه لم يشعر بألم في الركبة، وأبقيت عليه داخل الملعب، لأنه في حاجة لأن يشارك لفترة أطول، ولأنني لا أستطيع التخلي عنه. كما أسعدني أداء بابتيستا وأنا علي قناعة بأنه نجم كبير وسوف يبزغ نجمه عما قريب». ويقلل رانييري من وطأة الإصابة التي تعرض لها ميكسيس في المباراة مؤكدا: «إنها مجرد ضربة في عضلة الفخذ». واللاعب يقول: «سأكون موجودا في المباراة المقبلة أمام فيورنتينا».

ويعد أودينيزي هو النسخة السيئة للفريق الذي هزم روما في 28 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وعن ذلك يقول دي بيازي مدرب الفريق: «مقتنع بأن هذا الفريق لديه جميع الإمكانات والوسائل للإفلات من الهبوط»، وبشأن مباراة الكأس قال: «نحن الذين منحناهم التقدم من خلال تشتت دفاعي غير مقصود على الرغم من تأكيدي على اللاعبين بعدم التساهل في الكرات المرتدة». لكن لم يستمع إليه أحد.