كريستيان لاكروا يقدم حياة وردية لسيدة صيف 2003

TT

لطالما اقترن اسمه بأكثر الازياء ابتكاراً وفرادة. وأبرز ما صنع شهرته وميز تصاميمه المزج الذي تتخلله.. فأزياؤه عبارة عن مزج لمختلف الاقمشة ومعه كل قماش قابل للمزج مع الآخر وكل لون يليق بالآخر. معه تغدو القطعة اشبه بلوحة فسيفساء. هو كريستيان لاكروا ابرز المصممين الفرنسيين وأحد الاسماء المرادفة للأناقة الفرنسية وأبرز من ساهم في صنع مجد الخياطة الراقية الفرنسية.

لدار لاكروا تاريخ طويل في هذا العالم، وهي الامبراطورية التي اسسها المصمم كريستيان لاكروا وعمل بجد ليرتقي بها الى مصاف كبرى دور الازياء، وقطعة من توقيع لاكروا يسهل تمييزها، فأسلوبه اشبه بـ«ماركة مسجلة»، وطوال هذه السنوات. لم يخرج لاكروا يوماً عن اسلوبه. وبالاضافة الى تصاميم الخياطة الراقية، استحدث ـ منذ فترة ـ خطين: الاول، «بازار» للألبسة الجاهزة والثاني «لاكروا جينز» للألبسة اليومية العملية. ويذكر ان هذه التصاميم حملت روح لاكروا نفسها التي تحملها مبتكراته للخياطة الراقية، من مزركشات وألوان قوية.

ويذكر ان دار لاكروا تابعة لمجموعة LVMH المالكة لدور ديور وجيفنشي ولويس فيتون ايضاً ويرأسها برنارد ارنو.

وخلال بعد ظهر اليوم الثاني من «اسبوع الخياطة الراقية» كان حوالي 700 شخص على موعد مع مجموعة كريستيان لاكروا لصيف 2003 والتي قدمها في «مدرسة الفنون الجميلة» عند الدائرة السادسة بباريس.

ابرز عنوان لـ«لاكروا صيف 2003» هو الحياة الوردية. فلهذا الصيف اراد كريستيان ان يلبس سيدته حلة وردية لتنظر الى هذا الموسم بتفاؤل. فالزهري بألوان الفوشيا السيكلمان والسومون وتوت العليق كانت لها حصة الاسد. كما ان العرض افتتح بأنسامبل مؤلف من بلوزة سوداء مطرزة مع بنطلون زهري من الكريب مع «عقدة» فوشيا، تلاه معطف من التويد باللون الزهري ايضاً. اجمالاً الزهري تداخل في معظم التصاميم. ومع كريستيان لاكروا يصعب إيجاد زي يعتمد على لون واحد او خامة قماش واحدة، ففي هذه المجموعة فاضت مخيلة لاكروا بشكل ملفت فكان كل تصميم عبارة عن مجموعة من الازياء، فرأينا الساتان مع الموسلين مع الكريب مع الرسوم الزيتية في فستان واحد. هذه التشكيلة اتت تحمل اسلوب لاكروا البحت لشدة المزج الذي تخللها، لاسيما مع الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة. فجميع العارضات ظهرن بجوارب Collant مزركشة (شبيهة بالدانتيل) لتضفي مزيداً من الفرادة، كما ان جميع الاحذية اتت ذات مقدمة حمراء. كما ان كريستيان لم يرد ان تظهر اية عارضة من دون قبعة ضخمة من الريش.

العرض كان متنوعاً جداً وتضمن مختلف الطرز: من فساتين قصيرة الى اخرى طويلة ضيقة وفضفاضة، بالاضافة الى التنانير التي تراوحت بين «مكسرة» وضيقة، كما ان للابسات البنطلون حصة. عروض هذا الصيف تحمل عودة ملفتة للتنانير والفساتين القصيرة التي غابت لمدة عن منصات عروض الخياطة الراقية.

فساتين الفلامنكو (ذي الطراز الاسباني) كان لها مكان عند لاكروا لصيف 2003، واجمل ما في هذه المجموعة ان الفساتين الفضفاضة والواسعة لم تفقد رشاقتها اذ يتراءى لنا انها ثقيلة الوزن الا ان اقمشتها الرقيقة تجعلها خفيفة على الجسم، منصات صيف 2003 لونت بالرسوم الزيتية مع اكثر من مصمم منهم كريستيان لاكروا اذ طبعت غالبية ازياء هذا العرض بالاضافة الى الورود التي رست بدلال على معظم الفساتين.

لصيف 2003 قدم لاكروا 39 زياً، من ضمنها فستان عرس واحد. عروس هذا الصيف ستشع بفستان ذهبي من قماش aurore اللامع وفوقه تول مطبع بالرسوم.

في عرض لاكروا الاخير، الاناقة لم تقتصر فقط على الازياء انما امتدت الى المنصة التي تبدلت الوانها بين الوردي والازرق، كما ان الباب الذي خرجت منه العارضات، كان يعكس اضاءة وردية ليتماشى وطابع العرض. كما ان الكراس (يتضمن اوصاف الازياء) الذي وزع على الحضور اتى مبتكراً نتيجة لوني الفضي والزهري.