في المؤتمر : تعلمت كيف أحلم لأن ذكرى المكان تصبح هوية لنا

دارة الملك عبد العزيز في الرياض
TT

> مثّل العرب في المؤتمر، راسم بدران، المهندس الأردني والعضو العربي الوحيد في الأكاديمية المعمارية الدولية المؤلفة من 80 معماريا في العالم كله. وتجدر الإشارة إلى أن راسم خلف المرحوم حسن فتحي من مصر، الذي كان أحد عباقرة الفن المعماري. قابلت بدران بعد انتهاء المؤتمر لمراجعة نتائج المداخلات والمناقشات، وكان رأيه أن الكثير من المعماريين العرب انجرفوا في ما يسميه «العمارة الاستهلاكية.. عمارة الكم لا الجودة، التي تجري وراء الربح الاقتصادي وتتماشى مع ما هو مطلوب». وفي رأيه أن للعمارة قيمة تتحدى الزمان، لأنها ليست أداة مؤقتة، لذا فهو متفق مع زملائه في المؤتمر على ضرورة الكشف عن قيمة المكان وأسراره وتاريخه: «فرموز المكان هي مثل الحمض النووي (DNA) الموجود في نويّات الخلايا، وبالتالي يجب نقل البعد الاجتماعي والثقافي إلى العمارة».

أعمال بدران في العراق ثم السعودية دليل على نجاح فكرته هذه. فمشروعه لإحياء وسط الرياض لقي دعما وموافقة من قبل الأمير سلمان بن عبد العزيز، ودعم وزير البلديات السعودي محمد آل الشيخ. ومركز الملك عبد العزيز التاريخي عبارة عن مدينة كاملة أخذ بدران منها قصر المربع وأصبح مزارا لرئيس أي دولة يزور الرياض.

ولد راسم بدران في القدس، وكان والده من كبار الفنانين الفلسطينيين في النحت والزخرفة، وبدأ عمله في عمان عام 1973 بعد انتهاء دراسته الجامعية في ألمانيا، ومن أعماله الأخيرة تصميم مكتبة جامعة دمشق والمخطط العام لوادي أبي رقراق في المغرب.

يختم بدران حديثه بقوله: «لدي رؤية مختلفة عما تعنيه فكرة الحداثة، فمهما اختلفت الأذواق تبقى الأولوية بالنسبة لي الإبقاء على المتسع الكافي والمساحة الضرورية لكي تحس أي مجموعة من السكان بالطمأنينة والسلام في المنطقة التي تعيش فيها، وهذا هو ما نفتقده في الأبنية المعاصرة التي يتكدس فيها الناس، فترى الأبنية وكأنها مشهد بصري يبهر النظر، لكنه لا يوفي بالحاجات الاجتماعية والثقافية للسكان»، ويضيف مازحا: «ربما سأعود إلى هوايتي القديمة في تصميم محركات الطائرات.. فهي حلمي منذ الطفولة».