تصوير جميع مشاهد طاش 8 داخل السعودية لأول مرة

المخرج عبد الخالق الغانم: ما زلنا نعاني من خصوصية اللهجة

TT

شارفت عمليات التصوير للمسلسل الاجتماعي الكوميدي طاش 8 على الانتهاء استعداداً لبدء العمليات الفنية لبثه في شهر رمضان القادم. وتميز طاش8 هذا العام بخصوصية تصويره داخل السعودية بالكامل بعد أن زالت أهم المعوقات التي كانت تضطر أسرة المسلسل للسفر إلى خارج السعودية لتوفر الإمكانات الفنية والبشرية، فالمسلسل حتى طاش 7، أدى إلى انقسام جمهوره إلى أحد اثنين، فالأول يرى فيه كل مقومات النجاح ومتقدماً على غيره من الأعمال العربية ذات الطابع الاجتماعي الناقد باعتباره يمس حياة الناس دون تلفيق ويلقي الضوء على مشكلات لها خصوصية خليجية الأمر الذي أعطاه خصوصية وأدخله نادي الأعمال الناجحة عربياً، وظل في تناوله في الطريق الآمن دون محاكمة النظام الاجتماعي بالعمق والمضمون وفي أحسن حالاته «فشة خلق لا بد منها». أما الرأي الثاني فيرى أن العمل يقوم على التلفيق والتركيب والمبالغة والإساءة إلى بيئات ومناطق وقيم اجتماعية سليمة، حتى أن ظرافة الممثلين لم تشفع لهم عند هذا الجمهور الذي يمثل شريحة مهمة.

ولتفنيد هذين الرأيين، أرى أن الرأي الأول وقع في مبالغة الاحتضان والثاني وقع في مطب الحساسيات الاخلاقية والاجتماعية، وقلنا آنذاك في طاش 7 ان الفنانين عبد الله السدحان وناصر القصبي والمخرج عبد الخالق الغانم، حيال هذه الآراء يحتاجون إلى وقفة تأمل للتنازل عن الاستحواذية وكأن «طاش 8» شركة مغفلة ومحدودة عليهم حتى جاءت تباشير طاش مصدقة هذا الرأي، وقد اتاحوا هذا العام الفرصة للجميع بمسابقة هي الأولى من نوعها على المستوى العربي حين اختاروا 14 قصة، وتكفلوا بتدبير الباقي على طريقتهم المعهودة، وابطلوا بذلك قاعدة النجم المؤلف، التي هي على وزن المخرج المؤلف، التي تدعي «بأن لا أحد يكتب غيرنا» ويبدو هذا العام أن المقدمات توحي بنتائج طيبة ترضي جمهور الرأي الأول المتشوق وتهادن جمهور الرأي الثاني بتوليفة بانورامية تبدو أكثر جدية وأعمق بعداً وذكاء في تناولها حيث يطغى على أغلبها البعد الاجتماعي بالإضافة إلى الحلقات التي تحمل طابع التسلية والإمتاع. ومن حلقات مسلسل طاش 8 التي تتجاوز العشرين هذا العام «الموظفون في الأرض، الاحتراف،الباحث المستأجر،العرس وسنينه زواج بالتقسيط،حمار اللجنة، أطفال 2000 وغيرها»، كما شارك بالتمثيل هذا العام بالإضافة إلى أبطاله المعروفين ناصر القصبي وعبد الله السدحان، الفنان راشد الشمراني، خالد سامي، بشير الغنيم، يوسف الجراح، محمد الكنهل،علي المدفع، إبراهيم الحساوي، أما الممثلات فهناك من تشارك لأول مرة مثل هيا الشعيبي والمذيعة سناء بكر يونس، سمية الخنة، وجنات رهبيني بالإضافة الممثلات المعروفات اللواتي شاركن في الأعمال السابقة من طاش مثل،فضيلة المبشر، لطيفة المجرن ـ ريفان ـ وأمل حسين وغيرهن.

إزاء هذه النقطة الجديدة في تجربة طاش إضافة إلى تصويره داخل السعودية كاملاً آثرنا أن لا يكون كل منا في العموميات والتقنيا بمخرج العمل عبد الخالق الغانم، ودار بيننا الحوار التالي:

* تعاني الدراما السعودية من معوقات موضوعية تضطرها لتصوير الكثير من أعمالها خارج المملكة للاستعانة بالعناصر البشرية والكوادر الفنية وأماكن التصوير المناسبة. هل زالت هذه المعوقات هذا العام وأصبح المناخ أفضل؟

ـ ما زالت الأعمال المحلية ـ بشكل عام ـ تعاني من معوقات كثيرة علماً بأن الاستعانة بالعناصر النسائية العربية قد أوقعتنا في مشكلة خصوصية اللهجة التي هددت هوية العمل المحلية نتيجة تنافر اللهجات واللكنات.

ولأن المشاهد تعود على لهجة أهل الخليج العربي نتيجة التقارب الجغرافي والروحي فقد استعنا بممثلات خليجيات لتحقيق ما يسمى وحدة اللهجة كي لا نتهم بعدم التجانس، أما عن المناخ الفني فلم تتوفر الشروط النظامية، وما زالت الحاجة قائمة للاستعانة بالعناصر الفنية العربية، وللعلم فإن التصوير خارج السعودية اقتضته الضرورة الفنية والدرامية وليس بقصد الربح والتوفير بل على العكس فمثلاً حلقة الكابوي في طاش7، كلفت مبالغ طائلة تزيد عن تكلفة أية حلقة أخرى، وكذلك انتاج مسلسل «القصر» بلغت تكلفته 90 بالمائة من قيمة بيعه بسبب تصويره بالخارج.

* استجابة للنقد الذي ادان استحواذ النجمين السدحان والقصبي بكتابة كل الأجزاء لطاش من 1 ـ 7 لجأتم في سابقة جديدة، إلى طلب مساهمة الجهمور والكتاب بتقديم أفكار وسيناريوهات كمساهمة في مسلسل طاش 8. هل اختلفت السوية الفنية بعد تبني نصوص جديدة ؟ وهل يعتبر طاش إضافة أم مراوحة في المكان؟

ـ مسلسل طاش ما طاش أصبح يمس أكبر قاعدة اجتماعية بالسعودية بالتالي هناك الكثير من الأفكار الغائبة التي لم نتناولها، وللخروج من مطب التكرار والنمطية شرعنا أبوابنا لاستقبال مشاركات من الجمهور لندحض مسألة الاستحواذ والاحتكار ولتأكيد الجدية في التناول الدرامي ومن ثمار هذه المساهمة تم اختيار 14 حلقة من أفكار الجمهور، ووضعنا ثلاث جوائز لأفضل ثلاث أفكار،قيمة الجائزة الأولى 25 ألف ريال والثانية 15 ألف ريال والثالثة 10 آلاف ريال، وهناك أيضاً جائزة أخرى لاحقة للمشاركة باختيار أفضل ثلاث حلقات من طاش وبعد عرضه في رمضان القادم لتأكيد حسن النوايا وتشجيع المبادرات، وسوف يظهر تفصيل ذلك بالصحف لاحقاً.

* ما الجديد الذي حملته هذه القصص المختارة من الجمهور والمساهمات من قبلكم؟

ـ طبعاً أسرة طاش هي التي وضعت وحدة الهدف، فالمواضيع دائماً تخص المجتمع السعودي والمجتمع العربي باعتبار وحدة الهم مثل حلقة الحدود وحلقة الحارة، والجديد يأتي من خصوصية مشاكل مجتمعنا السعودي،الذي يأخذ مساحة كبيرة من المسلسل، كما نحن لا نبحث عن مشاكل من كوكب المريخ،أو هموم زائفة فكل مشكلة نقدمها تمس أحاسيس المواطن هي طر ح جديد للمشكلة من زاوية رؤية نقدية واضحة وإن لم تطرح حلاً لها فإنها تثير أسئلة هامة وهي مهمة الفن.

* بمقاييس النجاح طاش ما طاش عمل درامي ناجح خرج بالنجمين القصبي والسدحان والمخرج إلى المشاهد العربي. إلا أن هروب السدحان والقصبي إلى مسلسل القصر وأساطير شعبية إلى خارج حدود السعودية هل هو بحث عن موقع تبادلي عن طاش خوفاً من الاخفاق مستقبلاً؟ ـ هذا السؤال يمس السدحان والقصبي بالدرجة الأولى إلا أنه بسبب قربي منهما أجد أن الفنان من حقه أن يجرب ويمكن أن يفشل أو أن يضيف علامة إلى تجاربه السابقة وليس الأمر مجرد بحث عن موقع تبادلي.

ونحن جميعاً سنخرج من عباءة طاش ما طاش في وقت من الأوقات وسنقدم أعمالاً أخرى فالتجربة حق مشروع لكل إنسان أما التجارب الدرامية الخارجية التي ذكرتها في سؤالك وخصوصاً في أساطير شعبية فقد شارك أغلب الممثلين السعوديين في هذه التجربة وأجدها فرصة للجميع وهي نقاط إيجابية تضم لرصيدهم.

ولو نجح مسلسل أساطير شعبية بعد عرضه فسيؤكد أن الفنان السعودي قد استفاد من تجربته التي لم تلاق قبولاً نقدياً عند البعض في مسلسل القصر فسننتظر عرض مسلسل أساطير شعبية ومن ثم الحكم على النتيجة وإن كنت أراها إضافة جديدة لرصيد النجمين السدحان والقصبي وللدراما السعودية عموماً.

* ارتبط عبد الخالق الغانم مع طاش ما طاش كل عام ألا يشكل ذلك احتكاراً لك؟وعلى حساب مشاريعك كفنان؟

ـ نعم يشكل احتكاراً لكنه غير مقصود فرضته الظروف وطبيعة التناغم والتفاهم مع مؤسسة الهدف منتجة مسلسل طاش، أما سبب عدم وجود مشاريع خاصة بي يعود إلى عدم حصولي على تعميد خاص بمؤسستي ـ النجوم ـ من التلفزيون السعودي لذلك كان نشاطي مقتصراً على طاش الذي يستغرق وقتاً طويلاً بين التحضير والتصوير والمونتاج.

* حصلت على جائزة أفضل إخراج عن سهرة «الطيور» في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون 2000 ألا تجدها فرصة للهروب تجاه مشاريعك الخاصة التي تخدم طموحاتك كفنان؟

ـ لا شك أنني حصلت من خلال هذه الجائزة على حقي كمخرج تم تكريمه بالمهرجان إسوة بالمبدعين العرب وهي جائزة للدراما السعودية التي بدأت تأخذ حيزاً ملموساً في الساحة الدرامية مما حملني مسؤولية أكبر في أعمالي المستقبلية والبحث عن الأفضل لها لأن الجوائز تمنح على قدر المسؤولية، أما عن مشاريعي فهي بحجم أحلامي وأحياناً تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.

نتمنى لـ «طاش 8» النجاح والتوفيق في تجربته الجديدة وأن تجري الرياح بما يشتهي الربان على حد قول المخرج المبدع عبد الخالق الغانم وتبقى الكلمة الأخيرة للجمهور المتلقي.

=