«ذلك الصوت المبحوح»

أنس زاهد

TT

اذا كانت هناك آلة موسيقية من آلات التخت الشرقي تعبر عن الانثى العربية، فهي في رأيي آلة الكمان.

آلة الكمان كما ارى، هي المتحدث الرسمي باسم الانثى العربية، انها آلة نوّاحة تمتزج فيها الرقة بالانكسار بالعذوبة بالمعاناة بالحزن.. انها صوت الانثى العربية المقموعة، التي لم تكن قادرة على استعمال الابجدية اللغوية للتعبير عن ذاتها، والتي لم تجد وسيلة لايصال صوتها المخنوق سوى الاقامة بين اوتار آلة موسيقية هي الاكثر رقة بين جميع الآلات الوترية.

الكمان ايضا آلة مغناجة عندما تقع بين يدي عازف عربي وعندما تطرأ على ذهن ملحن عربي، انها آلة ـ تتناقض الاشارات التي تبثها وتتقلب تماما كالانثى العربية، التي ادركت ان قوتها في ضعفها وان قدرتها على الاستمرار مرتبطة بما تتقنه من فنون المراوغة والتحايل تماما، كما فطنت شهرزاد الى ان مخزونها من الدهاء هو الذي سيمكنها من الابقاء على رأسها فوق كتفيها.

علاقة الرجل بالمرأة في عالمنا علاقة معقدة وغير صريحة وربما غير سوية، ولانها علاقة لم يتم طرحها للنقاش في العلن، فانها تظهر من خلال بعض الحيل الادبية والصوتية.

الكمان هو صوت المرأة الذي ازداد غموضا بعد ان مارس لعبة النطق.