اسمه الحقيقي ساري فوزي عبود من مواليد بيروت، هاجر إلى كندا وهو في التاسعة من عمره، صادف عقبات كثيرة، حتى بات اليوم واحدا من الأصوات العالمية المفضلة لدى شريحة واسعة من محبي موسيقى «البوب» و«آر آند بي» (R & B)، ذاق طعم الشهرة الواسعة مع إصدار ألبومه الأول «Be Easy» الذي حصل على المرتبة الأولى في قائمة أفضل عشرة ألبومات في كندا عام 2005 ومنذ شهرين طرح ألبومه الجديد «Bad Girl».
«الشرق الأوسط» التقت مساري، المطرب الكندي العالمي، عربي الأصل، أثناء غنائه في القاهرة، وكان هذا نص الحوار.
* كيف بدأت قصتك مع الغناء؟
- عشت في بيروت لمدة تسع سنوات، ثم هاجرت إبان الحرب الأهلية، وبدأت الغناء وعمري ثلاثة عشر عاما، اكتشف موهبتي من حولي، وكانت لدي رغبة دائمة في تقديم شيء للجمهور على المسرح، لكن من حولي رأوا أن أصلي العربي عائق أمام نجاحي، وهم ما لم يوقفني فقد أثبت نجاحي بفضل اجتهادي وموهبتي، واحتل ألبومي عام 2005 المرتبة الأولى ضمن أفضل عشرة ألبومات، ومؤخرا طرحت ألبوما جديدا أتمنى أن يصادف النجاح نفسه.
* كيف جاءك عرض الغناء في مصر؟ - جاءني العرض من الشركة الراعية والمتعهدة لحفلاتي، ولم أفكر قط في الأمر، وافقت على الفور، وتلك هي المرة الثانية التي أزور فيها مصر، واختلفت كثيرا عن المرة الأولى، فقد وجدت تفاعلا أكثر معي من جانب الجمهور، كما لمست فيهم الطيبة، وأسعدني كثيرا قولهم لي إنك تشبهنا.
* هل كنت تعرف المطرب المصري محمد حماقي قبل أن تقوم بالغناء معه في الحفل؟ - تقابلنا في إحدى المرات في برنامج «تاراتاتا» الذي يعرض على إحدى القنوات الفضائية، وكان ذلك في لبنان.. وعلاقتنا لم تتعد حدود العمل، وهو مطرب جيد، والحفل أقيم في حب مصر، ولم أكن أتوقع هذا النجاح ولكني أديت عملي كما ينبغي، وأحب كثيرا لحماقي أغنية «أحلى حاجة فيكي».
* هل فكرت في عمل مشاريع فنيه أخرى داخل مصر؟
- لما لا.. مصر هي هوليود الشرق، والفكرة ليست بعيدة عن تفكيري، وسأضعها في أجندة أعمالي في الفترة القادمة، فأنا في الأصل عربي، ويجب أن أفكر في أداء أعمال عربية ودخولي لهذه المنطقة يجب أن يكون عن طريق دول عربية أصيله كمصر، وأفكر في عمل دويتو مع فنان عربي.
* كيف حافظت على لهجتك العربية على الرغم من أنك تعيش في كندا منذ أن كنت في التاسعة من عمرك؟
- كنت حريصا جدا على هويتي العربية، لأني أحب اللغة العربية وأفتخر بهذا جدا.. وقد واظبت على حضور دروس في اللغة العربية كل أسبوعين بالإضافة إلى أنها لغة القرآن.. وأنا أحافظ أيضا على التراث العربي وأفتخر بتاريخي، وأحاول أن أكون نموذجا عربيا جيدا داخل الدول الأجنبية، أو أداة لنقل التراث والحضارة الأصيلة.
* لكن تصوير أغانيك يتسم بالطابع الغربي.. هل يتنافي ذلك مع اعتزازك بالعرب وثقافتهم؟ - أنا مطرب أجنبي، وعندما خضت تجربة الغناء وأنا في كندا كنت أخاطب المجتمع الذي أعيش فيه.. ومنذ بدأت احتراف الغناء كان عبر اللغة الإنجليزية، ولكن لا أنكر أنني عربي الأصل وأراعي القيم العربية في تصوير كليباتي.
* لماذا لم تصدر إلى الآن أغنية عربية؟
- لا يزال جمهوري في المنطقة العربية قليلا نسبيا، ورغم ذلك غنيت أغنيتين بالعربية، ولا بد أولا أن أمهد للأمر فيجب أن أكون حذرا حتى لا أفقد جمهوري الذي لم يتعود بعد أن أغني بلغة غير التي اعتاد أن أغني بها أغنياتي.
* العديد من المطربين اللبنانيين غنوا للبنان.. لماذا لم تفعل ذلك رغم أنك قاسيت من ويلات الحرب الأهلية؟
- لست مطربا وطنيا، وأفضل أن تحمل أغنياتي رسائل إنسانية للعالم أجمع، ولا يمكن أن أتخلى عن بلدي، أعتز بها كثيرا وقد حرصت على حملي لعلم لبنان أثناء الغناء هناك في حفلتي الأخيرة.
* وما الذي قدمته للبنان أثناء حرب يوليو (تموز) 2006؟ - كانت أياما صعبة.. ذكرتني بالحرب الأهلية التي هاجرت بسببها أنا وعائلتي، وقد جهزنا سيارات مليئة بأدوية وأطعمة وغير ذلك مما قد يحتاجه المواطن اللبناني.
* هل تفكر في الزواج من فتاة عربية أم تفضل الزواج من فتاة غربية؟
- أنا رجل عربي وشرقي وعاداتي وتقاليدي ما زالت شرقية ولو فكرت في الارتباط سأفكر في الارتباط بفتاة عربية تنتمي لنفس ثقافتي.
* وماذا عن ألبومك الذي طرح مؤخرا في الأسواق؟
- هو الألبوم الثاني خلال مشواري الفني، ويتضمن خمس عشرة أغنية، وهو يختلف عن ألبومي الأول، فقد تعاملت في ألبومي الأخير مع عدد من الملحنين والكتاب المعروفين في الغرب، وقد أهديت هذا الألبوم لكن من ساندني فيه حتى خرج بهذا الشكل اللائق، ومنهم بشكل خاص أمي وأبي وأخواي سامي وسمير وكذلك مدير أعمالي الجديد إيفان بيري وكل من شاركني نجاحي منذ البداية.. وقد طرح الألبوم منذ شهر تقريبا، وردود الأفعال مطمئنة جدا حتى الآن، وحقق إيرادات عالية جدا داخل كندا.
* هل أثرت قرصنة الإنترنت على مبيعات ألبومك؟ - أنا اعتبر أن الإنترنت مؤذٍ جدا، ففي كندا أصبحت لغة الحوار المباشر بين الناس شبه معدومة.. فمن يريد أن يتحدث مع أحد أو يشتري أو يبيع لا يفكر إلا في الدخول إلى الإنترنت، وبالتأكيد يؤثر سلبا على مبيعات السي دي.
* احترفت الغناء منذ سنوات ولكن رصيدك الفني ألبومان فقط.. لماذا؟ - أسعى دائما لتقديم توليفة خاصة، كي أحصد النجاح، وبعد نجاحي في الألبوم الأول كان لا بد أن يزداد حذري، ولكني لا أنكر أنني تأخرت كثيرا فبين الألبومين خمس سنوات كاملة ولكني كنت مشغولا جدا بتأسيس شركة للإنتاج بجانب شركة للأعمال الخيرية.
* وما الذي دفعك لتأسيس شركة الأعمال الخيرية؟
- منذ أن بدأت أحصد نتاج نجاحي، لم أتردد في الإقدام على عمل الخير، كانت طفولتي كلها معاناة وأحداث مريرة، دفعتني للتفكير في غيري، وقررت إنشاء شركة اسمها «تبرعات»، وأناشد من خلالها كثيرا من الفنانين ورجال الأعمال للمشاركة معي في هذه الشركة وهي ليست للمواطن العربي ولا الأجنبي فقط ولكنها للإنسان بشكل عام، دون النظر إلى جنسيته أو ديانته وأنا أعرف ما هو الاحتياج لأني مررت به كثيرا.
* قابلت صعوبات في مشوارك لكونك عربيا.. كيف تغلبت عليها؟
- كثيرا ما تعرضت لاضطهاد بسبب أصلي العربي، ولكن كنت أمتلك صبرا ومثابرة كي أصل وأنجح، ودعمني أهلي كثيرا، وهناك صعوبات أخرى منها أنني لم أدرس الموسيقى، لكن الآن الأمر مختلف ويحبني الكنديون كثيرا، كما حققت شهرة عالمية لا بأس بها.
* وكيف ترى نظرة الكنديين للعرب الآن؟ - الكنديون عموما معتدلون في تعاملاتهم مع الآخرين، وكانت النظرة قد تغيرت للأسوأ كثيرا خلال العقد الأخير لكن الأمر عاد لطبيعته، فهم مختلفون عن الأميركيين رغم قربهم الجغرافي من الولايات المتحدة، ونظرتهم للعرب أكثر اعتدالا.
* لماذا لم تخض حتى الآن تجربة السينما؟ - من أحلامي أن أدخل إلى السينما في هوليود لإبراز الصفات العربية التي أغفلها الكثيرون، فقيامي بهذا العمل سيكون من أجل العروبة وسأكون كما أنا، بعاداتي وتقاليدي، وهناك مشروعات سينمائية قريبة، لكنني مشغول الآن بكتابة قصة حياتي، وأجمع أكبر قدر من المعلومات عن عائلتي، من خلال أقاربي.
* من الفنانين الذين تأثر بهم مساري عالميا وعربيا؟
- أحب كثيرا الراحل مايكل جاكسون، وتألمت بشدة لوفاته، كما أحب ستيف ووندر وارنتا فرانكلين، ومن العرب وديع الصافي وأم كلثوم وجورج وسوف ونجوى كرم، وأحب جدا إيهاب توفيق.