سيستعد الفنان والممثل السوري عابد فهد لتصوير مسلسل مصري جديد عن حياة الممثل والفنان المسرحي والسينمائي المصري الكوميدي الشهير نجيب الريحاني الذي عاش ما بين 1889 و1949 وقدم عشرات الأعمال المسرحية والأفلام السينمائية واشتهر بشخصية كشكش بيه حيث سيجسد الفنان فهد شخصية الريحاني في المسلسل الذي يحمل عنوان «الضاحك الباكي»، وستنطلق أعمال تصوير المسلسل خلال الشهرين القادمين من خلال إنتاج وإخراج مصري وليكون جاهزا للعرض في شهر رمضان القادم، كما يستعد الفنان فهد حاليا لتصوير دوره في فيلم سينمائي يحمل عنوان «مملكة النمل» مع المخرج التونسي شوقي الماجري حيث ستنطلق أعمال تصويره في سورية وتونس في شهر فبراير (شباط) القادم، ويشارك فهد بطولة الفيلم الفنانين صبا مبارك ومنذر ريحانا وجولييت عواد وتدور أحداثه ما بين عامي 2001 و2002، وكان فهد قد قدّم في الموسم الماضي مع المخرج الماجري المسلسل المعاصر (هدوء نسبي) وجسّد فيه شخصية مراسل صحافي يغطي الأحداث في المنطقة في فلسطين ولبنان والعراق ويقدم معاناة الإعلاميين والمراسلين الميدانيين في الأحداث والحروب والمغامرات التي يعيشونها وحرصهم على أداء مهمته بحرفية عالية رغم أنه يتسلم منصب رئيس تحرير ولكنه يفضل العودة إلى العمل الصفي الميداني. واشتهر الفنان فهد بتأديته لعشرات الشخصيات التاريخية والمعاصرة الاجتماعية والكوميدية من خلال الأعمال التلفزيونية التي قدّمها خلال مسيرته الفنية المستمرة منذ عشرين عاما وجسّدها بمهنية وحرفية عالية استحق عليها الكثير من الجوائز كان آخرها جائزة أفضل ممثل عربي لعام 2008 في مهرجان «موريكس تور» في الصيف الماضي بالعاصمة اللبنانية بيروت عن مجمل أعماله وبخاصة دوره في مسلسل «أسمهان» حيث جسّد شخصية الأمير حسن.
وفي حوار مع الفنان عابد فهد تحدث لـ«الشرق الأوسط»قائلا:
* تابعك الجمهور في مسلسلات شامية قديمة ومنها سلسلة «حمام القيشاني»، ولكن لم يشاهدك في الأعمال الجديدة مثل سلسلة «باب الحارة»، لماذا؟
- في رأيي أن الملعب كبير والممثلين أبطال «باب الحارة» تميزوا ونالوا النجاح وتفوقوا بالأداء وليس هناك موقف من أن أكون أو لا أكون في هذه الأعمال ولكن الوقت لا يكفي لأن ألعب في كل الملاعب وأن أكون في كل المشروعات التلفزيونية التي تشهدها الدراما السورية. وقد عُرض عليّ المشاركة في مسلسل «أولاد القيمرية» منذ عامين ولكنني اعتذرت لانشغالي في أعمال أخرى ولم تخدمني الظروف للمشاركة فيه.
* إلامَ تعزو نجاح هذه الأعمال الشامية وبخاصة «باب الحارة» الذي حصل على أعلى نسبة مشاهدة عربية؟
- أعتقد أن نجاح هذه الأعمال أمر هام والدراما لا تخصخص بنوع فالجمهور عريض وكبير والمزاج مختلف من جمهور إلى جمهور وأنا مع الأعمال التي تتميز بأهمية الموضوع والتي هي مع احتكاك مع الأحداث الاجتماعية والسياسية التي تجري حاليا ونعيشها وتحيط بنا ولكن لا مانع من وجود نوع آخر من الأعمال الدرامية لأن الجمهور بحاجة إليها لكي يستمتع والمسلسلات التلفزيونية وجدت للترفيه والمتعة أيضا.
* بعض متابعي الأعمال البيئية الشامية والحلبية واللاذقانية يخاف عليها الوقوع في مطب التكرار وبالتالي انقراضها كما حصل مع موجة الفانتازيا مثلا.
- الأعمال البيئية ضرورية في حياة الدراما السورية ولكن في رأيي أن موضوعات هذه الأعمال يجب أن لا تكون بسيطة أو مسطحة لدرجة التسلية فقط، وفي رأيي أيضا أن في هذه الأعمال مشكلة هي التشابه بينها، حتى إن بينها تشابها على صعيد الأداء حيث هناك نمطية وشكل واحد من الأداء لابن الحارة ولابن البيئة، والممثلون يشبه بعضهم بعضا قليلا وبينهم نوع من التأثر فتحصل النمطية والنوعية الواحدة وشكل واحد من أشكال التمثيل خصوصا في أداء ابن الحارة الشامية ولذلك الوعي هنا ضروري من القائمين على هذه الأعمال الدرامية وأن يكونوا متيقظين حتى لا يقعوا في مطب التشابه بين الشخصيات.
* وما رأيك في الأعمال المدبلجة؟ وهل شاركت فيها؟
- لم أشارك فيها ولا أجد نفسي فيها، وأن أعمل دوبلاجا فأنا لا أحبه، ولا يعنيني هذا الموضوع، فأنا أحب أن أقدم نفسي بروح ودم واحد وبصوت وصورة، وموقفي حاسم في هذا المجال حيث لا أشارك فيها مطلقا.
* يقال إن هذه الأعمال أثرت سلبا على الممثل السوري وعلى الدراما السورية، ما رأيك في هذا القول؟
- في رأيي أن سبب نجاح العمل التركي المدبلج هو اللهجة السورية ونجاح الدراما السورية هو سبب نجاح الدراما التركية المدبلجة وانتشارها عربيا.
* تجربتك الكوميدية مميزة خصوصا في سلسلة مرايا مع الفنان ياسر العظمة لماذا لم نشاهدك في أعمال كوميدية جديدة؟
- إن نوع الأعمال والمشروعات الدرامية التي أقوم بها حاليا منذ 8 سنوات تحتاج إلى تفرغ وجهد كبير، ويبدو من الصعوبة بمكان أن أكون في عملين أو ثلاثة في موسم فني واحد، وكان هناك محاولة في هذا المجال ولاحظت أنها ستؤثر على أداء العمل وستؤثر عليّ نفسيا من حيث ضغط العمل وآلية التنسيق، وإدارة الإنتاج في الدراما السورية الآن لا تسمح للممثل البطل الذي يحمل مسؤولية مشروع كبير أن تفرغه بشكل دقيق وأن يكون موجودا هنا وهناك، والدراما السوري تعاني من إدارة إنتاج، وهي الكارثة الكبرى في الدراما السورية، فليس هناك إدارة إنتاج ونحن نصنع العمل بتجاوزات إنسانية وأخلاقية وفنية، فالنجم لدينا ليس نجما إلا عند عرض العمل وعند المشاهدة من قِبل الجمهور الذي يصنفه نجما ولكن في الميدان فهو مثله مثل أي مناضل يعمل في الدراما السورية ويبدو أننا بحاجة إلى معاهد ومراكز إرسال خبرات وأناس تختص في إدارة المشروع الفني فهم يفكرون بكل شيء إلا الممثل، رغم أنه هو أساس هذا المشروع وليس هناك ضمن لهذا الكائن الذي يقع المشروع على عاتقه، ففي السينما العالمية وحتى المصرية يضعون الممثل البطل، وحيث دفعت الجهات الإنتاجية أموالا كثيرة لكي يحمل المشروع على مسؤوليته ومن خلاله يصنع هذا المشروع فيحترمون ما يقوم به ويؤمّنون له شكلا من أشكال المناخ الإنساني الطبيعي الذي يعطي ما يكون مطلوبا منه ويحرصون عليه حتى لا يصاب ولا يُجرح ولا يغرق أي لا يتعرض لأذى في المسلسل التي يقوم ببطولته وهذا شكل من أشكال الأمان الإنساني والمادي للمشروع بينما لا يوجد لدينا وعي لأهمية هذا الشيء.
* أطلقت شركتك الإنتاجية قبل ثلاث سنوات، ماذا حلّ بها؟ وأين وصل مشروعك الإنتاجي؟
- شركتي قدمت أعمالا معروفة مثل «عرب لندن» و«الظاهر بيبرس» و«صدى الروح»، وهناك بعض التفاصيل المربكة لحضورها بسبب الوضع الاقتصادي والأزمة التي يعيشها العالم حاليا، فهي تأثرت كما تأثر غيرها من الشركات الإنتاجية، ولكن تبقى الأعمال الفنية الكبيرة بحاجة إلى أكثر من شركة واحدة حتى يكون هناك ضمان اقتصادي لإعادة هذه الدورة المالية والميزانية الكبيرة للعمل الدرامي الكبير، وشركتي حاليا تعمل على الدوبلاج (أفلام الكرتون) للأطفال طبعا.
* لم نشاهدك مخرجا بعد عملك قبل سبع سنوات في مسلسل «أبيض أبيض»، لماذا؟
- أنا لا أستطيع أن أكون ديكتاتوريا، فالمشروع الإخراجي يحتاج إلى صبر وجهد، وأنا أرى نفسي ممثلا أفضل مني مخرجا.
* كيف ترى تجربة الفنانين السوريين مع الدراما المصرية؟
- أرى هذه التجربة مسألة صحية، وهي قائمة منذ سبعينيات القرن المنصرم حيث كان هناك أعمال سينمائية مشتركة، ولو لم يكن الممثل السوري جيدا وناجحا لما دُفعت له أجور جيدة ولما كان في هذا العمل المصري، ويبقى الممثل السوري يحمل هويته أينما ذهب وعمل ويحمل نجاحه معه.
* هناك من يقول إن مشاركة الفنان السوري في الدراما المصرية هي مؤامرة على الدراما السورية لسحب النجوم منها؟
- هذه مقولة غبية، فالممثل يستطيع أن ينفذ عملين في الموسم الواحد: مسلسلا سوريا وآخر مصريا، فلا مشكلة في هذا المجال.
* كُرّمت في أكثر من مناسبة وفازت أعمالك التلفزيونية بالكثير من الجوائز، ماذا يعني لك ذلك؟
- هذا يحمّلني مسؤولية كبيرة ويجعلني أحد أطراف نجاح الدراما السورية، وأتمنى أن يحصل التكريم والفوز للكثير من زملائي الفنانين السوريين وبخاصة من لم يحالفهم الحظ، فهناك الكثير من الفنانين المهمين، وفوزي بمثل هذه الجوائز لا يعني أنني أفضل ممثل، ولكن هناك جهدا ومتابعة وإصرارا على التميز، وإن شاء الله أستمر بهذا الاتجاه في أعمالي القادمة التي أعمل بها بنفس الجدية والاهتمام والحرص، ويبقى الجمهور هو الأساس حيث أعطانا التكريم قبل المهرجانات والجوائز وأحسست بهذا التكريم من خلال الناس والشارع، ومن الممتع والجميل أن يكون هناك من يقدّر عملك.