أشرف عبد الغفور: الهجوم على الفنانين من جانب التيارات الإسلامية تصرفات فردية وليس ظاهرة

نقيب المهن التمثيلية لـ «الشرق الأوسط» : الصناعة الفنية أصبحت متهالكة ومتآكلة

أشرف عبدالغفور
TT

أكد نقيب المهن التمثيلية في مصر الفنان أشرف عبد الغفور أن ما يحدث لبعض الفنانين من هجوم ونقد من جانب التيارات الإسلامية يعد تصرفات فردية فقط، ولا يعتبر ظاهرة، مشددا على أن أي واقعة تحدث ضد أي فنان يتم التعامل معها بالملاحقة القانونية لمن أضر بالفنان، مثلما حدث مؤخرا في واقعة الفنانة إلهام شاهين، رافضا مبدأ تبادل الشتائم والسباب أمام الرأي العام.

وقال عبد الغفور في حواره مع «الشرق الأوسط» إنه لا أحد يستطيع السيطرة على الفن، ولن يجرؤ أحد على ذلك، وفي الوقت ذاته نفى أن تُوجه النقابة لكي تقيد فكر أي فنان أو الحجر على رأيه.

وحول منصبه كنقيب للفنانين، اعتبر أنه تولى منصبه في فترة شائكة جدا، وأنه يحاول العمل على خدمة الفنانين رغم سقوط قانون النقابة، مناشدا في الوقت ذاته الفنانين المصريين بالانتماء إلى نقابتهم وعدم التعامل معها فقط عند وقوعهم في أزمة.

وبعيدا عن الفن، يتطرق عبد الغفور إلى عضويته في اللجنة التأسيسية لكتابة الدستور المصري، التي انسحب منها قبل أن تنتهي من عملها، مؤكدا أن انسحابه منها جاء في الوقت المناسب. وهذا نص الحوار.

* ما رأيك في حال الفن في مصر خلال الفترة الماضية؟

- الفن هو مرآة عاكسة للواقع، والفن يجب أن ينقل كل ما يحدث في الشارع، لكن حال الفن في انحدار، والخط البياني له يهوي منذ سنوات طويلة، حتى قبل اندلاع ثورة 25 يناير (كانون الثاني). ومن ضمن الأسباب التي أدت إلى ذلك نظرية النجم الأوحد التي قامت بعمل شرخ في بناء العمل الفني، فدائما ما كنا نعرفه عن الفن أن كل العاملين في العمل في خدمة السيناريو الجيد، لكن الأمر الآن أصبح معكوسا، فالجميع في خدمة النجم الأول، كما أن الصناعة أصبحت متهالكة ومتآكلة وأصبحت تجارة.

* ماذا تقول في الهجمة التي يشنها بعض المنتمين للتيارات الإسلامية تجاهكم كفنانين؟

- لا أعتبر ما يحدث الآن من البعض ظاهرة يمكن رصدها، لكنها تصرفات فردية، ونتيجة لهذه التصرفات قلق بعض الفنانين، على الرغم أنها لا تمثل إلا مجرد تصريحات على القنوات الفضائية والبرامج، والواقعة الأكثر شيوعا كانت ضد الفنانة إلهام شاهين، وتم التعامل معها وأخذنا حقها بالقانون. وأرى أنه لا أحد يستطيع السيطرة على الفن، ولن يجرؤ أحد على ذلك، بدليل أن آخر عمل عرض في السينما هو فيلم «عبده موتة» للراقصة «دينا».

* لكن هناك من اتهمك في واقعة الفنانة إلهام شاهين بأنك خذلتهم ولم تقم بواجبك كنقيب؟

- ماذا كنت أفعل؟.. هل أقوم بالرد بنفس الأسلوب والطريقة؟.. أنا أرفض مبدأ تبادل الشتائم والسباب أمام الرأي العام، فهذا لا يليق بأهل الدين ولا أهل الفن، فنحن في دولة قانون وثبت ذلك بعد أن عاد الحق إلى الفنانة بالقانون.

* بعض الفنانين لم يقتنعوا بوجهة نظرك هذه، وطالبوك بالوقوف في المؤتمرات للتنديد، كما اتهمت بالخوف من تحول الهجوم عليك، ما قولك؟

- أعتبر خوفي من أن يتم الهجوم علي أمرا مضحكا جدا، وهذه شائعات يطلقها علي البعض من الناس الذين يقفون ضد وجودي وعملي في النقابة، نظرا لعدم استفادتهم من هذا الموقع، فالعمل النقابي يوجد فيه شقان، شق يمكن أن يدير فيه الشخص بعيدا عن المصالح، وشق يستفيد فيه الشخص تماما، فيوجد البعض، من دون ذكر أسماء، يخططون لإقصائي من مكاني وقلب نظام النقابة والاستفادة منها، لكن حيلهم تنتهي بالفشل. ومنذ أن توليت النقابة تعهدت بأنني لن أقوم بالرد على أي هجوم وأن آخذ حقي بالقانون، فلدينا طرق عديدة لرد الحق إلى أصحابه، غير الحديث في كل وسائل الإعلام، خاصة أننا نعيش في ظروف صعبة وشائكة.

* يتردد كثيرا أنك منذ توليك منصب النقيب لم تقدم أي شيء للنقابة، ما ردك؟

- توليت منصبي في فترة شائكة جدا، فمع دخولي سقط قانون النقابة، وتحول العمل في النقابة إلى تسيير أعمال، وكأنه لا يوجد نقابة ولا يوجد قانون، وتعامل البعض مع هذا بشكل سيئ وقاموا بكثير من التجاوزات، ورغم كل ذلك حاولت إكمال المشاريع التي تتبناها النقابة لخدمة الفنانين، كاستكمال مشروع الإسكان، كما قمت أيضا بإنجاز المشروع العلاجي، مع العمل أيضا على مشروع دار المسنين الذي اعترض عليه بعض الفنانين الشباب، إلى جانب حل كثير من المشاكل اليومية التي أعيشها داخل النقابة. وما أود الاعتراف به أنني مقصر في علاقتي بوسائل الإعلام ولا أتواصل معها بالشكل الكافي، وهو أسلوب خاطئ أجني آثاره الآن.

* ماذا تريد أن يفعله الفنانون تجاه النقابة؟

- أناشدهم الانتماء إلى النقابة وعدم التعامل معها فقط عند وقوعهم في أزمة، وأن يعرف دوره تجاه النقابة كما تعرف النقابة دورها تجاهه، فمنذ فترة زمنية قمت بمبادرة بعمل قائمة بمائة فنان لإعلامهم بوجود صندوق للخير في النقابة ولم يستجب لهذه الدعوة إلا اثنان فقط، لكن لديّ أمل أن يستجيب كثيرون في الفترة المقبلة عندما تستقر الحياة داخل مصر.

* ماذا لو تدخلت أي جهة لإجبارك على وقف فنان عن العمل نتيجة مواقفه السياسية؟

- لن يجرؤ أحد على أن يتحدث معي في هذا الأمر، ولن يستطيع أحد أن يجبرني على فعل ذلك، فالفنان حر يقول ما يشاء، ونحن في النقابة يجب ألا نسيطر على فكر أي فنان، فلدينا 3000 فنان أعضاء في النقابة لكل منهم فكره الخاص ورأيه وشخصيته المستقلة.

* لماذا أنت مقل في تقديم الأعمال الفنية الخاصة بك؟

- أنا أسعى إلى تقديم عمل فني مميز يرثه عني أولادي وأحفادي، ففي بدايتي قدمت أعمالا لم أرض عنها، لكني الآن أدرس كل خطوة أقوم بها، كما أنني لم أستغل منصبي كنقيب كما يردد البعض في القيام بأعمال فنية كثيرة، فكلها شائعات يرددها أناس مغرضون. ورغم ذلك فأنا لا أخفي اشتياقي إلى الوقوف أمام الكاميرا، وحاليا أقوم بالعمل في المسرح، وقد قدمت مسرحية «في بيتنا شبح» طوال العام الماضي، بجانب عملي في الإذاعة.

* برأيك، لماذا لم يلق عملك الدرامي «الإمام الغزالي» الذي قدمته مؤخرا النجاح المنتظر؟

- نحن لسنا في مناخ تقييم الآن، فنحن نعيش في مناخ صعب ولن أستطيع أن أعرف لماذا لم يحقق النجاح المطلوب، فنحن الآن غارقون في الكثير من المشاكل والمتغيرات السياسية التي تعصف وتؤثر على أي شيء أو أي عمل نقوم به.

* كنت عضوا في الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور المصري، لكنك انسحبت قبل إتمام عملها مثل كثير من السياسيين، فهل كان انسحابك في الوقت المناسب؟

- أرى أنني انسحبت في الوقت مناسب جدا، فقد جاء انسحابي قبل إعلان الرئيس للإعلان الدستوري الذي سبب أزمة في البلاد بثلاث ساعات فقط، ووجودي كل هذه الفترة داخل التأسيسية كان لمحاربة عدم وجود مادة في الدستور تحمي الملكية الفكرية وحق الأداء العلني، وحاولت بكل جهدي تحقيق ذلك، والحفاظ على هذه الكلمة بجانب حرية الإبداع، وما زلت لا أخاف على الإبداع والحرية في الدستور الجديد، فكل مواطن من حقه أن يعبر كيفما يشاء، ولا يوجد ما ينص في الدستور على التقليل من هذه الحريات.

* ماذا عن أمنياتك في عام 2013؟

- أتمنى عودة مصر إلى الريادة التي تفتقدها الآن، وأن يتقي الجميع الله ويعملوا لصالح هذا الوطن، خاصة أننا ما زلنا نسير كالعامين الماضيين، حيث ما زالت الرؤية غير واضحة وضبابية.